الفرق بين الفونيم والألوفون

كتابة:
الفرق بين الفونيم والألوفون


الفرق بين الفونيم والألوفون

الألوفون والفونيم هما من أهم المصطلحات في علم الفونولوجيا، ويختلف الفونيم عن الألوفون بكونه وحدة مؤثرة في المعنى ومميزة للكلمات من بعضها، بينما الألوفون هو مجرد تشكيل لهذا الفونيم أي بعبارة أخرى يمكن القول إن الفونيم هو الكل والألوفون هو جزء واحد من هذا الكل، وفيما يأتي بتوضيح كلٍّ من هذين المصطلحين توضيحاً دقيقاً مع إبراز العلاقة بينهما.[١]


ما هو الفونيم

يُعرَّف الفونيم بأنه وحدة صوتية مميزة تمتلك تأثيراً على المعنى، أي أنَّه يميِّز الكلمات بعضها من بعض سواء من ناحية اللفظ أو من ناحية المعنى، ويمكن اعتبار خاصيته الأساسية هي تغيير المعنى.[٢]


وقد عرَّفه العالم المعروف بلومفيلد بقوله: إنه أصغر وحدة من وحدات السمات الصوتية المتمايزة، وقد اتفق اللسانيون مع ما ذهب إليه بلومفيلد في تعريفه، كما عرفه تروبتسكي بقوله: هو أصغر وحدة فونولجية في اللسان المدرسة.[١]


وفي الكلام يتخذ الفونيم صوراً متعددة ومتقاربة ولكن العقل يحتفظ له بصورة انطباعية واحدة هي مجموع كلِّ أشكاله المختلفة، فملاً لو قارننا بين الكلمات: قالَ، نالَ، سالَ، سنرى في كل واحدة منها فونيماً مختلفاً، الحرف الأول من الكلمة وهي على التوالي: القاف والنون والسين، والواحد منها لا يحمل دلالة في حد ذاته، لكن وجودها ضمن الكلمة يجعلها تحمل دلالة، واستبدال أي فونيم منها بفونيم آخر سيغير معنى الكلمة، فبالتأكيد لا يشبه معنى كلمة قال معنى نال بأي شكل من الأشكال.[٣]


أنواع الفونيمات

قسَّم العلماء الفونيمات إلى نوعين رئيسيين هما:[٣]

  • الفونيمات التركيبية

تعد الفونيمات الرئيسية، وهي الوحدة الصوتية التي تمثل جزءًا من أبسط صيغة لغوية تحمل معنى في معزل عن السياق؛ أي هي العنصر الذي يكون جزءًا أساسياً من الكلمة، مثل الفتحة والكسرة في جَمال وجِمال، والقاف والنون في مقال ومنال.

  • الفونيمات فوق التركيبية

وهي الفونيمات الثانوية التي لا تظهر في الكلام المكتوب، حيث أنها تمثل ظاهرة أو صفة صوتية لها معنى وهدف في الكلام المتصل، أي أنها لا تظهر في تركيب الكلمة وإنما في حال انضمام الكلمة إلى كلمة أخرى ومن أنواعها النبر والتنغيم، والجدير بالذكر هنا أن الفونيمات التركيبية تختلف من لغة إلى أخرى، فالتنغيم مثلاً يعدُّ فونيماً في اللغة العربية وقد لا يعد فونيماً في لغات أخرى.


ما هو الألوفون

يعد الألوفون أحد أجزاء مجموعة الفونيم، أو يمكن القول إنه أحد أشكال الفونيمات أو أحد مستوياتها، وتحديداً أحد الصور المتشابهة والمتنوعة للفونيم، فالعلاقة بين الفونيم والألوفون شبيهة بالعلاقة بين الجزء والكل، حيث يمثل الفونيم الكل ويمثل الألوفون الجزء، ويمكن تحديد الطابع الرئيسي للألوفون من خلال بعض القواعد مثل:[٤]

  • تمثيله وانتمائه إلى فونيم معين.
  • تعيين البيئة الصوتية والسياقية التي يقع فيها.


العلاقة بين الفونيم والألوفون

تشبه العلاقة بين الفونيم والألوفون علاقة الجزء بالكل، فالألوفون جزء من الكل، بينما الفونيم الكل، فمثلاً الفتحات في اللغة العربية هي ألوفونات لفونيم واحد هو الفتحة، فالفتحة المفخمة في كلمة طاب والفتحة المرققة في كلمة تاب تمثلان ألوفونين لفونيم واحد وهو فونيم الفتحة، وكذلك فإن فونيم النون مثلاً له ألوفونات كثيرة، ففي كلمة نحن والنون في كلمة إن حصل، والنون في كلمة ناقة كل واحد منها هو ألوفون لفونيم النون.


الفونيمات والألفونات بين اللغات المختلفة

تختلف الفونيمات والألفونات باختلاف اللغات، فما هو فونيم في لغة قد يكون ألوفوناً في لغة أخرى، وما قد يكون ألوفونًا في لغة يمكن أن يعدّ فونيماً في لغة أخرى وهكذا، فمثلاً الحرفان B وP يعتبران فونيمين مختلفين في اللغة الإنجليزية فكلمة Ball تختلف في معناه عن كلمة Pall، بينما هذان الحرفان في اللغة العربية ليسا سوى ألوفونين لفونيم واحد هو فونيم الباء، أي هما مجرد تنوعين صوتيين لحرف الباء العربي.


المراجع

  1. ^ أ ب "بعض المصطلحات الصوتية"، جامعة بابل. بتصرّف.
  2. شادي، "الفونيم والألوفون"، شبكة صوت العربية، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب جمعة مسعودي، محاضرات في مستويات التحليل اللساني، صفحة 2. بتصرّف.
  4. محمد النوري، من لسانيات اللغة العربية علم الأصوت، صفحة 3. بتصرّف.
3573 مشاهدة
للأعلى للسفل
×