تعريف القزع وحكمه
- القزع: هو صورةٌ وطريقةٌ معينةٌ في حلق الشعر، بحيث يُزال بعضه ويُترك الآخر، نحو حلق وسط الشعر وترك الجانبين، أو حلق الجانبين وترك الوسط، أو حلق الشعر من الأمام وترك الخلف، أو حلق الشعر من الخلف وترك الأمام، فكل حلقٍ فيه إزالةٌ لبعض الشعر وترك بعضه يعدّ قزعاً، وقد أشار إلى هذا التعريف عبيد الله بن عمر بقوله: (إذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ، وتَرَكَ هَاهُنَا شَعَرَةً، وهَاهُنَا وهَاهُنَا، فأشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ إلى نَاصِيَتِهِ وجَانِبَيْ رَأْسِهِ)،[١] ويعود سبب تسمية هذه الطريقة في الحلق بالقزع، بناءً على أصل معنى القزع وهو السحاب المتفرق في السماء، فكما أنّ قطع السحاب تكون متفرقة في السماء كذلك حال الشعر حال حلق بعضه وترك بعضه الآخر.[٢][٣]
- وقد أجمع العلماء على أن حكم القزع هو الكراهة؛ مستدلين على ذلك بما ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ القَزَعِ)،[٤] أمّا إذا كان لحاجة نحو مرضٍ، أو لتخلّص من أذى الشعر وحركته على الملابس فلا بأس به.[٥]
الفرق بين القزع والتخفيف
أشير مسبقا إلى تعريف القزع أمّا التخفيف فهو أن يعمد المرء إلى التقليل من كثافة الشعر وتخفيفه لا إزالته بالكلية في إحدى نواحي رأسه، لذا فإنّه يمكن القول بأنّ الفرق بين القزع والتخفيف يظهر من جهتين:[٦][٧]
- الحكم: أمّا التخفيف فهو مباح ولا مانع منه، فلا يشمله نهي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الوارد في الحديث المشار إليه مسبقاً، وأمّا القزع فقد أشير إلى كراهته ونهي رسول الله عنه.
- المظهر والهيئة: أمّا في القزع فتكون فروة الرأس ظاهرة لاستصال وحلق الشعر تماماً، أمّا في التخفيف فلا تظهر فروة الرأس وإنّما الظاهر هو الشعر.
علة النهي عن القزع وكراهته
يجدر بالذكر أولاً أنّه ينبغي للمسلم التسليم لأوامر الله -تعالى- والخضوع لأحكامه في حال أدرك الحكمة من الأمر أم لا، حيث أنّ الله -تعالى- لم يأمر بأمرٍ ما، أو نهى عن فعله إلا وفيه حكمةٌ بالغةٌ، وتجدر الإشارة إلى بعض العلل التي أوردها العلماء في نهي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن القزع:[٨][٩]
- نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن القزع لِما فيه من تشويه خلقة المرء.
- نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن القزع لِكونه زياً للشيطان وصفةً ومظهراً له.
- نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن القزع لكونه زياً لليهود ومظهراً عاماً لهم، وبناءً على ذلك يكون القزع تشبّهاً بالكفار.
- نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن القزع لكونه زياً لأهل الفسق والشرّ والسوء والدعارة.
- نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن القزع لكونه مظهراً للمجوس الذين يحلقون قفا ومؤخرة رأسهم، أمّا إن عمد المسلم لفعل ذلك بغية التداوي نحو الحجامة فلا حرج عليه.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:5920 ، صحيح.
- ↑ الخطابي، أعلام الحديث، صفحة 2157. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الروقي، اللباب شرح فصول الآداب، صفحة 111-112. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5921 ، صحيح.
- ↑ عبد الله الروقي، اللباب شرح فصول الآداب، صفحة 111-112. بتصرّف.
- ↑ "قص جوانب شعر الرأس وتخفيفها هل يدخل في القزع المحرم؟"، إسلام ويب، 17/10/2017، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الروقي، اللباب شرح فصول الآداب، صفحة 111-112. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الروقي، اللباب شرح فصول الآداب، صفحة 111-112. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 165. بتصرّف.