محتويات
الفرق بين القلب والعقل
خلق الله الإنسان وميّزه عن غيره من سائر المخلوقات بالعقل الذي يفكر ويصنع المعجزات ويتفاعل مع تطوّرات العصر لمواجهة الظروف القاسية، كما وضع الله في الإنسان باب الرحمة بالقلب، فإذا فكر بها الإنسان ونظر إليها أسرته وألهبت مشاعره، هكذا نستشعر عظمة الله في خلق الإنسان حيث بين لنا ما يدل على عظمته بقدر ما تتّسع عقولنا وتستشعر قلوبنا، وبالحقيقة هي أكثر من ذلك لأن عظمة الله لا يحيط بها ولا يعلمها لا هو.
مفهوم العقل والقلب
- العقل: هو مفهوم يشير إلى حركة جميع الخلايا والعمليات المختلفة التي تحدث بداخل المخ، كما يتمّ إطلاقه على جميع التفاعلات الحاصلة ما بين الروح والنفس، وأُطلق عليه اسم العقل؛ لأنّه يساعد على عدم وقوع الشخص في الخطأ والمهالك.
- القلب: هو الجهاز الذي يقع في الجانب الأيسر من الصدر ويجرى فيه الدم الذي يضخه الى باقي أجهزة الجسم، وأُطلق عليه اسم القلب؛ لتقلّبه وتغيره من حال الى حال في كثير من الامور .
الفرق بين العقل والقلب
العقل والقلب يكملان بعضهما البعض، فالعقل يدرك الأشياء على حقيقتها ويستدل بالنظريات والظواهر العلميّة ويبحث في ما وراء الخبر ونعده المخطط، والكاشف، والمنظم، والمنفذ، لأنه القوة الدافعة والمحركة نحو النهوض والتطور، أمّا القلب فهو يهدي العقل ويبحث عن الخير والرحمة وينشرها بين الناس.
نستطيع القول أن العقل يصل إلى درجة التصديق بعيداً عن الشكوك في حالة الوصول إلى حل نهائي ولا يقبل الزيادة والنقصان، على عكس القلب فهو منبع العواطف والمشاعر المتقلبة تجاه التيار المتحرك.
موازنة الإسلام بين العقل والقلب
جاء الإسلام ومعه الرفق، والعاطفة، والرحمة النابعة من القلب، والعدل والقوة والتحليل المنطقي والإحكام العقلي، ولم يفصل بينهما حتّى يتوازن ويتكامل الإنسان فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ" [النحل: 90]. على المسلمين أن يوازن بين العدل والإحسان، فالعدل هو الميزان العقلي، والإحسان هو الرحمة القلبية .
كما حذّر الإسلام من الانجرار نحو العاطفة فقال تعالى: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" [المائدة: 8]، أي لا تضعوا عداوة وبغض بينكم من ناحية القلب على أن تقولوا الحق، بل اتركوا القلب جانبا حينما تحكم بالعقل من أجل العدل، لأنه أقرب إلى الله، نعلم أنّ الاختيار بين قرارات العقل والقلب أمرٌ صعبٌ في كثير من الأحيان وتضعنا في محور الحيرة، لكن الإسلام علمنا أن نكون متوازنين بين أفكارنا، ومشاعرنا من أجل عمار الكون، وتحقيق النظام يجب العمل على هذين الجهازين كما أمرنا الله عزّ وجلّ.