الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية

كتابة:
الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية


الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية

أنزل الله -تعالى- على رسله الكتب التي تؤيّد صدق نبوتهم، وتتضمن تشريعات وأحكام تنظم حياتهم، إلّا أنّ هناك ثمة فرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية كما سيأتي تفصيله:

الكتب السماوية

هي كلام الله -عز وجل- الذي أنزله على الأنبياء والمرسلين، وهي كلام حق؛ لهداية الناس وإرشادهم لى طريق الحق والصواب، ويجب الإيمان بها وتصديقها تصديقاً جازمان فهي أحد أركان الإيمان الستة، وهذه الكتب كثيرة، إلّا أنه لم يذكر في القرآن الكريم إلّا خمسة منها، وهي ما يأتي مرتبة حسب أسبقية نزولها:[١]

  • صحف إبراهيم.
  • التوراة الذي أنزله الله -تعالى- على موسى -عليه السلام-.
  • الزَّبور الذي أنزله الله -تعالى- على نبي الله داود -عليه السلام-.
  • الإنجيل الذي أنزله الله -تعالى- على سيدنا عيسى -عليه السلام-.
  • القرآن الكريم الذي أنزله الله -تعالى- على محمدّ -صلى الله عليه وسلّم-، وهو آخر الكتب الإلهية نزولاً.


وهذه الكتب السماوية يجب الإيمان بها جميعاً إجمالاً، إلا أنّه لا يُعمل بأحكامها إلّا ما كان موافقاً مع القرآن؛ وذلك لأنّ القرآن الكريم يعد ناسخاً لجميع الكتب السماوية السابقة ولاغياً لشرائعهم، قال الله -تعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ).[٢][١]


الصحف السماوية

ذهب بعض العلماء إلى كون اختلاف بين الكتب السماوية والصحف السماوية؛ وقالوا بأن الصحف السماوية هي التي كانت تنزل على الأنبياء والتي تشتمل على مواعظ وعبر ورقائق وذكر لمحاسن الأخلاق وفقط، ولا تشتمل على أحكام شرعية كما في الكتب السماوية، وذهبوا إلى كونها مائة صحيفة: خمسون منها نزلت على شيث -عليه السلام-، وثلاثون على إدريس -عليه السلام-، وعشرة على إبراهيم، وعشرة على موسى -عليهم السلام-.[٣]


ويُفسّر بعض العلماء أنّ الصحف السماوية هي ما اختصت بنبي الله إبراهيم -عليه السلام- ونزلت عليه وسميت باسم صحف إبراهيم، والتي نزلت عليه بجملة من المواعظ والعبر، أي أن الكتاب السماوي الذي نزل على إبراهيم -عليه السلام- سمّي بالصحف، وقد ذكره الله -تعالى- صراحةً في القرآن الكريم في موضعين هما:[٤]

  • قال الله -تعالى-: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى).[٥]
  • قال الله -تعالى-: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[٦]


وجوب الإيمان بالكتب السماوية

يُعد الإيمان بالكتب السماوية جميعها واجب وهي أحد أركان الإيمان التي لا يكتمل الإيمان بنقصان أحد هذه الأركان، وكما أسلفنا يجب الإيمان بها جميعاً ما ذكر منها في القرآن الكريم وما لم يذكر، قال الله -تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
  2. سورة المائدة، آية:48
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 60. بتصرّف.
  4. محمد المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 167. بتصرّف.
  5. سورة النجم، آية:36-37
  6. سورة الأعلى، آية:18-19
  7. سورة البقرة، آية:136
7783 مشاهدة
للأعلى للسفل
×