محتويات
الشرك والكفر والنفاق
الشرك وأنواعه
الشرك هو جعل شريك في إلهيته وربوبيته لله -عز وجل-، وهو قسمان:[١]
- شرك أكبر
وهو الذي يخرج صاحبه من الملة، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله -تعالى-؛ كصرف الصلاة والدعاء، أو الذبح لغير الله، والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله -تعالى- من القبور والجن والشياطين، والخوف من الشياطين أو الموتى أن يضروه أو يمرضوه، وسؤال من لا ينفعه أو يضره كطاعة الأصنام كما كان في الجاهلية.
وما نراه اليوم من الاعتكاف بين ثنايا الأضرحة وسؤالها الفرج وهي لا تنفع أو تضر، كما قال الله -تعالى-: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).[٢]
- شرك أصغر
شرك أصغر لا يخرج من الملة؛ لكنه ينقص التوحيد، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهو قسمان؛ شرك ظاهر كالحلف بغير الله، وشرك خفي كالرياء.
الكفر وأنواعه
الكفر: هو كل اعتقاد أو قول أو فعل أو ترك يناقض الإيمان، وهو نوعان:[٣]
- الكفر الأكبر
"وهو نقيض الإيمان في تكذيب القلب، كبغض الله -تعالى- أو آياته أو رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والذي يناقض الحب الإيماني، وهو قولاً ظاهراً يناقض قول اللسان، أو عملاً ظاهرا يناقض عمل الجوارح؛ كالإعراض عن دين الله -تعالى- والتولي عن طاعة رسوله؛ فهو مناقض لقول القلب وهو التصديق"، وهو مخرج عن الملة، وإن مات صاحبه عليه يخلد في نار جهنم.
- الكفر الأصغر
وهو الذي لا يخرج عن الملة ولا يحبط العمل؛ إنما ينقص أجره، وهو حكم الكبائر من الذنوب.
النفاق وأنواعه
النفاق: هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر والشر، وهو نوعان:[٤]
- النفاقُ الأكبر
وهو النفاق العقدي الذي يُظهر صاحبه الإسلام ويُبطن الكفر، وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، وقد وصَفَ الله أهله بصفات الشر كلها؛ من عدم الإيمان والكذب على الله والرسول، والسخرية من أحكام الإسلام، والاستهزاء بالدين وأهله.
- النفاق الأصغر
وهو النفاق العملي غير المخرج عن الملة، ويكون بالنفاق في أداء العبادات، ولا يخلد صاحبه في النار إن مات عليه.
الفرق بين الشرك الأكبر والكفر الأكبر والنفاق الأكبر
الشرك الأكبر هو مناقضة الشهادتين؛ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، في حين أن الكفر تكذيب النبي -صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وهو الجحود، أما النفاق الكفر بالله باطناً، والمنافق خص الله له عذاباً أعظم من عذاب المشرك والكافر، لأنه ابطن الحقد والكفر، وأظهر الإسلام.[٥]
ولا يوجد فرق بين الكافر والمشرك والمنافق نفاقا أكبر من حيث العاقبة والمآل؛ حيث أن ثلاثتهم خالدين مخلدين في نار جهنم، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)،[٦] وقال -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا).[٧]
وهناك علاقة عموم وخصوص بين الشرك والكفر؛ فكل شركٍ أكبر كفر أكبر، وليس كل كفر أكبر شرك أكبر، فالكفر أعمّ والشرك أخص، كما أن كل منافق نفاق أكبر كافر كفر أكبر، ولكنه ليس كل كافر كفر أكبر منافق نفاق أكبر.[٥]
المراجع
- ↑ صالح الفوزان، عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والاصغر والتعطيل والبدع، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية:18
- ↑ ابن تيمية، الإيمان الأوسط، صفحة 182. بتصرّف.
- ↑ صالح الفوزان، عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والاصغر والتعطيل والبدع، صفحة 86. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة مؤلفين، لقاءات بالعلماء، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ سورة البينة، آية:6
- ↑ سورة النساء، آية:140