محتويات
الفرق بين المسلم والمؤمن
من حيث التعريف
يمكن بيان وجهٍ من وجوه الفرق بين المسلم والمؤمن من خلال تعريف الإسلام والإيمان، وتعريفهما آتيًا:
- تعريف الإسلام: يُطلق الإسلام على معانٍ متعدِّدةٍ، هي:[١]
- يرد الإسلام بمعنى الدين بوجهٍ عام، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ).[٢]
- يأتي الإسلام بمعنى الانقياد التام والإخلاص لله، كما في قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلً).[٣]
- يأتي الإسلام بمعنى الأعمال الظاهرة من شعائر وعباداتٍ التي تدلّ على الانقياد والخضوع ظاهرًا لله تعالى، وهو المعنى الذي يتداخل مع معنى الإيمان.
- تعريف الإيمان: يُعرّف الإيمان بأنّه تصديقٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح؛ أي أنّه لا يقتصر على أداء الجوارح للعبادات والشعائر بل لا بدّ من تصديق حقائق الدين بالقلب واليقين بها، وأن يُقرّ اللسان قولًا عليها كذلك.[٤]
من حيث الأركان
بيّنت الأحاديث النبويّة الشريفة أركان كلٍّ من الإسلام والإيمان؛ فأمّا أركان الإسلام؛ فهي ما ورد في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)،[٥] وأمّا أركان الإيمان؛ فهي ستَّةٌ وردت في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ).[٦]
كل مؤمنٍ مسلمٌ لا العكس
إنّ لفظة الإيمان والإسلام إذا اجتمعا في سياقٍ واحدٍ دلّ ذلك على الفرق بينهما في الدلالة والمعنى، بدليل قول الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)؛[٧]فالإيمان أخصّ من الإسلام؛ إذ إنّ كلّ مؤمنٍ مسلم، ولكن ليس كلّ مسلمٍ مؤمن.
وبناءً على ما سبق؛ فإنّ هناك فرق بين المؤمن والمسلم، إذ إنّ الإيمان يقتضي الإيقان والتصديق بالقلب، والإقرار باللسان والعمل والتطبيق بالجوارح، أي أنّه يكون ظاهرًا وباطنًا، أمّا الإسلام فيكون ظاهريًّا بمجرد أداء العبادات والشعائر، ودليل ذلك المنافقون؛ فهم في الظاهر مسلمِون، يصومون ويصلون وحديثهم لا يدل إلا على إسلامهم، فما ظهر من أفعالهم وأقوالهم حسن، ولكن القبيح بواطنهم وسرائرهم فلا يعلم بها إلا الله، فهم يخفون ما لا يبدون، فداخلهم الحقد والكره، والرغبة في البطش والفتك بالمؤمنين.[٨][٤]
مراتب الدين
بعث الله تعالى رسله الكرام -عليهم السلام- برسالةٍ واحدةٍ لكافة الخلق منذ آدم -عليه السلام- إلى أن ختم الرسالات بخاتم الرسل الكرام محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، ألّا وهي: رسالة التوحيد الذي هو جوهر الإسلام؛ فهو أوّل دعوة الرسل،[٩] والإسلام دينٌ عظيمٌ كاملٌ، من دخل فيه ارتقى فيه تدريجيًّا، فهو على مراتب: أوّلها الإسلام، ثم ينتقل إلى مرتبةٍ أعلى هي الإيمان، ثم يرتقي فيصل إلى المرتبة الأعلى، وهي الإحسان.[١٠]
المراجع
- ↑ عبد الحميد بن باديس، العقائد الإسلامية، صفحة 42-44. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:19
- ↑ سورة النساء، آية:125
- ^ أ ب صالح الفوزان، شرح ثلاثة الأصول، صفحة 198-199. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:10، حديث صحيح.
- ↑ سورة الحجرات، آية:14
- ↑ ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 1308. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الدرر السنية في الأجوبة النجدية، صفحة 201-202. بتصرّف.