ابن تيمية والتتار

كتابة:
ابن تيمية والتتار


جهود ابن تيمية في التخلص من التتار

يمكن تلخيص جهود ابن تيمية في جهاده ضدّ التتار من خلال الأحداث الآتية:[١]

  1. في عام 697: قام ابن تيمية في تشكيل موعد للجهاد، وحرّض على مقاومة التتار، وبيّن الأجر الذي يناله المجاهدون، ويُذكَر أنّ هذا الميعاد كان عظيماً.
  2. في عام 699: قدّم في هذا العام قازان وجيوشه إلى الشام، وكان لابن تيمية المواقف الآتية:
  3. ذهب ابن تيمية وأعيان البلد إلى قازان من أجل مقابلته، وأخذ الأمان للبلد، وقد تحدّث ابن تيمية بكلام شديد الوقع في النفوس، وكان لكلامه مصلحة عظيمة للمسلمين.
  4. عندما استولى التتار على مدينة دمشق، وكان في نيّتهم الاستيلاء على قلعتها الحصينة، أُرسل ابن تيمية إلى نائب القلعة، وقال له: حتى وإن تبقى من هذه القلعة حجر واحد لا تسلّمها لهم، وقد تمكّن من حفظ القلعة، ولم يتمكّن التتار من دخولها.
  5. حاول ابن تيمية مقابلة ملك التتار للمرة الثانية؛ وذلك في العشرين من شهر ربيع الآخر، ولكنّه لم يتمكّن من ذلك، وبعدها ذهب لمقابلة بولاي، واجتمع به في فكاك مع من كان معه من أسرى المسلمين، وبقي عنده ثلاثة أيام ثمّ رجع.
  6. تعرّض الناس لخوف شديد بعد رحيل التتار من دمشق؛ وذلك لأنّهم لا يعلمون متى يعاود التتار الهجوم عليهم، ولذلك اجتمع الناس حول الأسوار لحماية البلد، وكان ابن تيمية يدعو الناس للصبر، والقتال، ويتلو عليهم الآيات القرآنية التي تدعو للجهاد والرباط.
  • في سنة 700: أُشيع خبر عودة التتار إلى الشام، وأصاب الرعب قلوب الناس، وقال ابن كثير: جلس شيخ الإسلام في الجامع، وحرّض الناس على الجهاد، ونهاهم عن الفرار، وطلب منهم إنفاق الأموال على المسلمين ولحماية بلادهم.
  1. في سنة 702: شهد هذا العام وقعة شقحب، وفي هذه الوقعة تمّت هزيمة التتار، وكان لابن تيمية دوراً مميزاً في هذه الوقعة.
  2. في سنة 712: خرج ابن تيمية مع السلطان قلاوون؛ وذلك من أجل الجهاد في سبيل الله، وكان هذا بعد محنته والإفراج عنه من سجنه الذي كان في مصر.


الشجاعة والجرأة في حرب التتار

امتاز شيخ الإسلام ابن تيمية بشجاعته وجرأته في محاربة التتار، ويبدو هذا واضحاً عندما اقترب التتار لغزو دمشق، حيث هرب الكثير من كبار البلد وعلمائها، وحتى حكامها، ولم يبقَ مع عامة الناس سوى عالم واحد، وهو ابن تيمية، حيث حال قلبه بينه وبين الهرب والفرار.[٢]


دور ابن تيمية في معركة شقحب

بلغ للحكام في مصر عزم التتار على تجديد حملاتهم لدخول بلاد الشام في عام 702هـ بهدف إزالة دولة المماليك؛ مما سبب الخوف والانزعاج للناس هناك، فبدؤوا في الهروب إلى الحصون المنيعة ومصر، وبعد أن وصل التتار إلى حمص وبعلبك اشتد قلق الناس وخوفهم هناك بسبب تأخر قدوم بقية الجيش، وبدأت الشائعات بالانتشار، كما بدأ بعض من المثبطين بتثبيط عزائم المقاتلين بسبب قلة المسلمين وكثرة التتار، ومن هنا برز دور شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من علماء المسلمين في تصدّى لهؤلاء المثبّطين، وتقوية عزم المسلمين، وتشجيعهم على قتال التتار.[٣]

 

تعاهد الأمراء على لقاء العدوِّ، فسكنت نفوس الناس، ودُعي إلى القتال في الجوامع، فازدادت الحماسة، وارتفعت الروح المعنوية لدى الناس والجند، وكان ابن تيمية ممن دعا إلى القتال، وساعد على تهدئة النفوس، وزيادة رباطة الجأش لدى الناس، كما توجَّه إلى العسكر الواصل إلى دمشق من حماة وتحالف معهم على القتال، فقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "إنكم في هذه الكرّة منصورون" فيقول له الأمراء: "قل إن شاء الله"، فيقول: "إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا".[٣]

 

وقد برز دور ابن تيمية أيضاً في الرد على الشبهات التي بدأت تدور حول حكم قتال التتار الذين يظهرون الإسلام ولم يبغوا على الإمام؛ فردَّ عليها شيخ الإسلام ابن تيمية قائلاً: "إنهم من جنس الخوارج الذين خرجوا على عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما؛ فهم يدعون أنهم أحقّ بإقامة الحق من المسلمين، حتى زالت هذه الشبهة".[٣]

 

سارت الأحداث حتى نظَّم المسلمون في يوم السبت الثاني من شهر رمضان جيشهم في سهل شَقْحَب، واحتدمت المعركة، وفي البداية كانت الغلبة للمغول، إلا أن المسلمين ثبتوا حتى أصبحت الغلبة لهم، فعادوا إلى دمشق وبشَّروا الناس هناك بالنصر.[٣]

المراجع

  1. سعيد آل بحران ، "تلخيص جهود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جهاد التتار"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2018. بتصرّف.
  2. محمود داود دسوقي خطابي (4-7-2010)، "عوامل العبقرية عند الإمام ابن تيمية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "معركة شقحب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022. بتصرّف.
7515 مشاهدة
للأعلى للسفل
×