الفرق بين المنهج الاستقرائي والاستنباطي

كتابة:
الفرق بين المنهج الاستقرائي والاستنباطي


الفرق بين المنهجين الاستنباطي والاستقرائي

المنهج الاستنباطي : هو منهج من مناهج البحث العلمي، يُبنى البحث فيه على حقائق ومُسَلَّمات، وينتقل فيه المُسْتَدِلّ من العام إلى الخاص،[١] أما المنهج الاستقرائي (الاستدلالي): هو منهج من مناهج البحث العلمي، يقوم فيه الباحث بجمع الأدلة ويبني عليها قاعدة عامة،[٢] والمنهجان الاستنباطي والاستقرائي هما من مناهج البحث العلمي، وكلمة "المَِنهَج" بكسر الميم وفتحها، تعني الطريق الواضح أو الخطة المرسومة.[٣]


مراحل كلٍّ من المَنهجين الاستنباطي والاستقرائي

لتوضيح سير عمليتي الاستنباط والاستقراء، لا بد من ذِكر مثالٍ على كلٍّ منهما وتوضيحه، ومن الأمثلة على الاستنباط قولُنا: (كل البشر يموتون، والعلماء من البشر، إذن فالعلماء يموتون أيضًا)، ويتَّضح من هذا المثال أننا نبدأ بقاعدة عامَّة، ثم نبني عليها، فالمُقدِّمة في هذا المَنهَج أكبر أو تساوي النتيجة.[٤]


بينما في الاستقراء (الاستدلال) ننتقل من القواعد الصغيرة التي تنطبق على أجزاء معيَّنة، إلى التعميم على الكل، ومثال ذلك قولُنا: "الماء والعصير والزيوت تأخذ شكل الإناء الذي توضع فيه، وكلُّها سوائل، إذن فكلّ سائل يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه.[١]


الفرق بين المنهجين

يشترك المنهجان ببناء النتائج على مُسَلَّمات، بينما يكمن الفرق في طبيعة هذه المُسلَّمة، هل هي حقيقة كلية كما في الاستنباط أم جزئية كما في الاستقراء [٢]، وهناك فروق أخرى بين المنهجين، هي: [١]

  • يُنتِج الاستقراء معلومات ذات نطاق واسع، بالاعتماد على مُدخَلات معرفيّة مُحدَّدة، عكس الاستنباط.
  • يقوم الباحث من خلال الاستقراء بتجميع معلومات كثيرة وقوانين، ويربط بينها للوصول إلى قاعدة أعم، بينما يهدِف بالاستنباط لتجزئة القانون أو المعلومة العامة إلى قوانين ونظريات خاصة بحالات محددة، ومن الممكن تجميعها بعد ذلك لترجع قاعدة عامة.[٥]
  • يهدف الاستقراء لاكتشاف القوانين، بينما الاستنباط هو عملية عقلية يطبق فيها الباحث قانونًا أو نظرية على مسألة معيَّنة، للوصول لنتائج منطقية. [٥]
  • يقوم الاستقراء على تجارب سابقة فهو يعتمد على المُدْرَكات الحسية، بينما الاستنباط هو عملية عقلية تعتمد على المنطق، أما تأكيد صحتها فينبني على صحة المُقدِّمات وعدم تناقضها.
  • تكون المُدْخلات ناقصة في حالة الاستقراء، بينما في الاستنباط تكون المُدخَلات كافية لتحصيل النتائج.
  • لا يقدِّم الاستنباط معلومة جديدة، فالنتيجة هي قاعدة فرعية للقاعدة العامة التي بدأ بها، بينما يقدم الاستقراء نتيجة جديدة.
  • تكون النتائج صحيحة ومضمونة في الاستنباط، بينما لا تكون كذلك في الاستقراء.
  • من العلوم التي يستخدم فيها الاستقراء العلوم الرياضية (الحسابية) والطبيعية، وكافة فروع العلم؛ لأنها تعتمد على المنطق[٦]، بينما لا ينفع الاستنباط في العلوم الإنسانية والسياسية والاجتماعية لأن أساسها جمع المعلومات ثم وضع النظريات عن طريق تعميم النتائج.
  • يتمتع الاستقراء بموضوعية عالية في العلوم المُختلفة؛ لاعتماده على صحة المقدِّمات، وإجراء التجارب، فهو يقوم على العقل والحس معًا، بينما يعتمد الاستنباط على العقل دون إجراء التجارب.



المراجع

  1. ^ أ ب ت يحيى سعد (28/11/2020)، "الفرق بين الاستنباط والاستدلال"، دراسة، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، صفحة 82. بتصرّف.
  3. مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، صفحة 957. بتصرّف.
  4. عبد الرحمن بدوي، "مقتبسات من كتاب مناهج البحث العلمي "، مكتبة الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الاستقراء والاستنباط في البحث العلمي"، مبتعث، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي، صفحة 82. بتصرّف.
11114 مشاهدة
للأعلى للسفل
×