محتويات
الفرق بين الميسر والقمار
ذهب اعلماء إلى إن الميسر أعمّ من القمار؛ فهو يشمل اللهو الذي يُقصَد منه الاستمتاع بلا مقابل مادي، ويشمَل أيضاً ميسر القمار الذي يكون فيه رهان سواء أكان ماديًا أم غير ذلك كما في رهان الجاهلية، وبالتالي فإن القِمار هو جزء من الميسر وهو أي رهان مقابل مال، والميسر لا يشترط فيه المال، فقد يكون مقابل أشياء أخرى، أو بلا مُقابل كميسر اللهو.[١] وتفصيل ذلك فيما يأتي:
تعريف الميسر لغة واصطلاحاً
- الميسر لغة
هو اسم لنوع من الألعاب التي كان يلعبها الكفار في الجاهلية، ومعناه وجوب الشيء لصاحبه، فيقال: يسر لي كذا إذا وجب، وهو مأخوذ من اليسر لأنه يأتي بسهولة دون جهد مبذول.[٢]
- الميسر اصطلاحًا
عرّفه في الاصطلاح عدد من العلماء منهم الجرجاني؛ فقال: "كلّ لعب يشترط فيه الغالب من المتنافسين أخذ شيء من الملعوب معه"،[٢] وقال الكفوي: "هو كل شيء فيه خطر"،[٣] ومعنى ذلك أنه كلّ لعب يؤدّي إلى مخاطرة اللاعب بفقد المال كنتيجة لذلك اللّعب.[٢]
أنواع الميسر
ذكر الإمام مالك أن الميسر نوعان وهما:[٤]
- ميسر اللهو
وهو ما كان الهدف منه اللعب والاستمتاع دون مقابل مادي أو محسوس، ومن الأمثلة عليه: لعب الشطرنج، أو أي لعبة يدخل فيها النرد، ونحو ذلك من الألعاب التي يلتهي بها المرء.
- ميسر القمار
هو ما كان لعبًا بمقابل مادي وفيه مخاطرة، فيشمل أي لعب ينطبق عليه شرط؛ المقابل المادي والمخاطرة.
تعريف القِمار
القِمار (بكسر القاف) هو لُعبة المراهنة على المال بقصد الربح، والقمار مصدر قامرَ، ويتبين من تعريف القمار أنه يُشترط فيه المُراهنَة على مال يربحه الفائز حسب شروط اللعبة.[٥]
بعض صور القمار هذه الأيام
اليانصيب، وهو أن يشتري الشخص ورقة كوبون بسعر غال، مثلاً: يشتريها بمائة، وهذه المائة يدفعها وهو لا يدري هل يحصل على الجائزة أم لا يحصل؟، وبالنهاية يفوز واحد من بين ملايين الأشخاص بالمبلغ كاملاً.[٦]
حكم الميسر والقمار
لا بد هنا من التفريق بين حكم ميسر اللهو، وبين حكم الميسر الذي من أنواعه القمار؛ وهو الذي يكون مقابل رهان:
حكم ميسر اللهو
وهو نوعان فيكون التفصيل فيه على النّحو الآتي:[٧]
- حكم اللعب بالنرد
فيه قولان؛ الأول أنه محرم وهو قول جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، والثاني أنه مكروه وهو قول عند الشافعية قياساً على الشطرنج.
- حكم اللعب بالشطرنج: إذا لم يكن الشطرنج مقابل عوض مادي (وهو محرم باتفاق العلماء)؛ فقد اتعددت فيه آراء العلماء على ثلاثة أقوال:
- ذهب المالكية والحنابلة إلى أنه محرم على الإطلاق.
- ذهب الحنفية والشافعية وقول عند المالكية إلى أنه مكروه، لأنه يلهي عن ذكر الله -تعالى-.
- ذهب أبو يُوسف وَهو قوْل عِند الشَافعِيَة وَقول عند المالكيَة؛ إلى أنه مُباح، لأنه يعتمد على التفكير وليس على الحظ.
حكم ميسر القمار والقمار بشكل عام
اتفق الفقهاء عَلَى تحريمهما، وذكروا أنهما كبيرة من الكبائر، وأن المال الذي يُكسب من خلالهما هو كسب حرام، فينبغي رده إلى أصحابه لمن نوى التوبة أو إلى الفقراء إن لم يعرف أصحابه دون إعلامهم عن مصدر هذا المال، ولا يعود إلى ذلك أبداً.[٨]
المراجع
- ↑ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، القمار وصوره المحرمة، صفحة 11. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5583. بتصرّف.
- ↑ أبو البقاء الكفوي، الكليات، صفحة 803.
- ↑ محمد بن عبد الحق اليفرني، الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب، صفحة 209. بتصرّف.
- ↑ عبد الهادي أبو طالب، معجم تصحيح لغة الإعلام العربي، صفحة 194. بتصرّف.
- ↑ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، القمار وصوره المحرمة، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 269-271. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 407-408. بتصرّف.