الفرق بين النحو والصرف

كتابة:
الفرق بين النحو والصرف

قواعد اللغة العربية

إنَّ القاعدة هي اللبنة الأولى في بناء أيِّ شيء، والقواعد هي مجمع قوانین وضوابط تتحكم في اتخاذ أيّة لغة طبيعية وتناقلها، والقاعدة في اللغة هي عبارة عن فكرة تؤدّي باجتماعها إلى قواعدَ مترابطةٍ، وهذه القواعد تشكّل بترابطها مفهوم اللغة السليمة الصحيحة بناءً ومعنى، ويتفرّعُ من قواعد اللغة العربيّة علم النحو والصرف وعلم العروض وعلم المعاني وغير ذلك من علوم العربيّة، فقواعد اللغة بحرٌ لا ينفد، ولا يحيطُ باللغة إلّا نبيّ، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن الفرق بين النحو والصرف في اللغة العربية.

الفرق بين النحو والصرف

إنَّ تبيانَ الفرق بين شيء وآخر يتمُّ على أكمل صورِهِ بتعريف الشيئيْنِ المقارن بينهما، ومن هذا المنطلق يمكن معرفة الفرق بين علم الصرف وعلم النحو بتعريفهما:

  • علم النحو: هو علم تُعرفُ به حقائق المعاني، ويوقف به على معرفة الأصول والمباني الأحكام، وهو علم يبحث في قواعد الإعراب وأصل تكوين الجملة، بهدف تحديد مواضع الكلمات في الجمل والخصائص التي ستكتسبها في هذه المواضع، سواء كانت أحكامًا نحوية، مثل: التأخير والتقديم والبناء والإعراب، أم خصائص نحوية مثل: المفعولية، والفاعلية، والابتداء، وعلم النحو علمٌ ضروري ليكون هناك قدرة كافية للغوص في أحكام كتاب الله -سبحانه وتعالى-، فتُوصِلُ معرفة النحو إلى معاني الكتاب، وما يحتوي من الحكمة والهداية. [١].
  • علم الصرف: الصرف يعني التغيّر، ومنها أخذ المصطلح ليدلَّ على نظام تغيّر الكلمات تغيرًا داخليًّا أو خارجيًّا، سوى التغيُّر الإعرابي المتعلّق بعلم النحو، أما علم الصرف فهو العلم الذي يصف الظواهر الصرفية، ويفسر حدوثها، ويقرر قواعدها، وهو علم يقتصر على دراسة الأفعال المصرفة والأسماء المعربة، فخرج من ذلك الحروف والمبني من الأسماء، والجامد من الأفعال، وللدراسة الصرفية جوانب مختلفة، منها ما هو مشترك بين الفعل والاسم، ومنها ما هو خاص بأحدهما، ويتناول علم الصرف تقسيم الكلم إلى ثلاثة أقسام وظيفيّة، وهي: الاسم والفعل والحرف، ثم يدرس كيفيّةَ تولُّدِ الكلمات وتزايدِها بالاشتقاق أو الزيادة.  [٢].

الإعراب في اللغة العربية

يمكن تعريف الإعراب في اللغة العربية على أنّه تغيير أحوال أواخر الكلم؛ أي: تحوُّلها من الرفع إلى النصب أو الجر أو الجزم، أمّا إذا كان التغيير في أوّل حرف من حروف الكلمة، أو في الحروف الوسطى من الكلمة، فإن هذا لا يُسمَّى إعرابًا، ويختلف الإعراب ويتغير باختلاف العوامل الداخلة على الجملة، والمُراد أنَّ التحوّل الحاصل لأواخر الكلم في الجملة العربية من الرفع إلى النصب أو الجر أو الجزم سببه تغيير العوامل في الجملة، والعامل هو ما يؤثر على الجملة في اللغة فيغيّر علامات إعراب كلماتها.  [٣].

تطبيقات على النحو والصرف

كما وردَ سابقًا، إنَّ علم النحو هو علم يبحث في قواعد الإعراب وأصل تكوين الجملة، بهدف تحديد مواضع الكلمات في الجمل والخصائص التي ستكتسبها في هذه المواضع، والصرف يعني التغيّر، ومنها أخذ المصطلح ليدلَّ على نظام تغيّر الكلمات تغيرًا داخليًا أو خارجيًا، سوى التغيُّر الإعرابي المتعلّق بعلم النحو، وهذه بعض الأمثلة على علم الصرف وعلم النحو:

  • تطبيق على علم النحو: إنّ كيفية تعامل النحو العربي مع الجملة العربية تظهر واضحة في هذا المثال، قال تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" [٤]، فكلمة الحمد هنا وقعتْ في أول الكلام، وهي لم تستوفي المعنى المُراد وحدها، فقد دلّت على الثناء والجميل دون أن تدلَّ على المقصود بالحمد، وهنا تكون هذه الكلمة فقيرة، وتحتاج إلى كلمة أخرى توضّح معناها، فهذه الكلمة أي "الحمدُ" هي مبتدأ والمبتدأ يحتاج إلى خبر تتم به فائدة الكلام معه، فلمَّا قال تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ"، تمَّ الكلام، وتحقَّقَت الفائدة الكلاميَّة، وهذه هي وظيفة علم النحو. [٥].
  • تطبيق على علم الصرف: كما وردَ سابقًا، إنَّ علم الصرف يعني التغيّر، ومن هنا أخذ المصطلح ليدلَّ على نظام تغيّر الكلمات تغيرًا داخليًا أو خارجيًا، فالمصدر "شُرْبٌ"، كلمة يمكن اشتقاق كثير من الكلمات منها، وهذه وظيفة علم الصرف، فهو يشتقّ الكلمات ويقوم بوزنها ضمن أوزان صرفية ثابتة، فمثلًا الفعل شربَ، يمكن استخراج اسم فاعل منه وهو شارب، على وزن فاعل، ويمكن استخراج اسم مفعول وهو مشروب على وزن مفعول، فهذه هي وظيفة علم الصرف العملية في الكلمة العربية. [٦].

المراجع

  1. النحو إلى أصول النحو, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرّف
  2. علم الصرف, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرّف
  3. ظاهرة الإعراب, ، "al-maktaba.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرّف
  4. {الفاتحة: الآية 1}
  5. التعريف النحو العربي, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرّف
  6. لوحة الصرف العربي, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-09-2018، بتصرّف
4581 مشاهدة
للأعلى للسفل
×