الفرق بين النعت والخبر
إنّ النعت هو ما يُذكر بعد اسمه ليصفه في أحد أوضاعه أو يصف ما يتعلق به وهو يسمى الصفة أيضًا ويتبع منعوته بالحركة الإعرابية ويُعرب نعتًا مجرورًا أو مرفوعًا أو منصوبًا، أما الخبر فهو حكم يتم إصداره على المبتدأ يحمل في ذاته خبرًا، ولا يأتي على صورة واحدة كالنعت، فمرة يكون اسمًا مفردًا ومرة جملة ومرة شبه جملة وحكمه دائمًا الرفع،[١][٢]ونستطيع التفريق بينهما في الجمل بالمعنى، نحو الآتي:
- المطرُ غزيرٌ اليومَ.
- الثوبُ القديمُ واسعٌ يا سلمى.
فكلمة (غزير) جاءت خبرًا للمطر وخبّرت عنه بأنه غزير اليوم، ولو أردنا أن نحذف الخبر لاختل المعنى وظل المبتدأ بحاجة إلى حكم، ولو نظرنا إلى كلمة (القديم) فهي نعت تصف الثوب وصفته القِدَم ولو أردنا أن نحذف (القديم) لظل المعنى سليمًا ولكن صفة الثوب أصبحت مجهولة.
النعت
هو الاسم الذي يُذكر بعد اسمه ليصفه أو يصف ما يتعلق به، وقد يكون هذا الاسم ويسمى المنعوت فاعلًا أو خبرًا أو مفعولًا به أو مضافًا إليه،[٣] نحو:
- اشتريتُ مرآةً جديدةً لغرفتي.
- المؤمنُ القويُّ لا يكره ولا يحقد.
- يستعدُّ التاجرُ المجتهدُ لمواسم التخفيضات في الأسواق.
فلو نظرنا إلى الكلمات التي تحتها خط في الجمل السابقة وهي: (جديدة) و (القوي) و (المجتهد) لوجدنا أنها أسماء تصف ما قبلها من الأسماء في الجمل، فكلمة (جديدة) في الجملة الأولى هي صفة للمرآة، وكلمة (القوي) في الجملة الثانية هي صفة للمؤمن، وكلمة (المجتهد) في الجملة الثالثة هي صفة للتاجر، وقد اختلفت المواقع الإعرابية للمنعوت ففي الجملة الأولى كانت (مرآة) مفعولًا به، وفي الجملة الثانية كان (المؤمن) مبتدأ، وفي الجملة الثالثة كان (التاجر) فاعلًا، إذًا فالمنعوت يُعرب حسب موقعه في الجملة أما النعت فيتبع منعوته بالحركة الإعرابية، فكلمة (جديدة) منصوبة وكلمة (القوي) مرفوعة وكلمة (المجتهد) مرفوعة أيضًا.
الخبر
هو الكلام الذي يحمل معنى الفائدة ويُخبر عن المبتدأ وحكمه الرفع، وقد يكون اسمًا مفردًا أو جملة اسمية أو فعلية أو شبه جملة ظرفية أو جار ومجرور،[٤] نحو:
- العَلمُ مرتفعٌ.
- الصيفُ يأتي بعد الربيع.
- النقودُ في الصندوقِ.
فلو نظرنا إلى الكلمات التي تحتها خط في الجمل السابقة وهي: (مرتفع) و (يأتي بعد الربيع) و (في الصندوق) لوجدنا أنها تحمل في معناها الخبر لما قبلها وهو المبتدأ، فكلمة (مرتفع) في الجملة الأولى هي تُخبر عن العَلم بأنه مرتفع وعالٍ، وجملة (يأتي بعد الربيع) في الجملة الثانية هي جملة فعلية تُخبر عن الصيف بأنه يأتي بعد فصل الربيع، وشبه الجملة (في الصندوق) في الجملة الثالثة هي تُخبر عن النقود بأنها داخل الصندوق، وقد اختلفت صور الخبر في الجمل السابقة ففي الجملة الأولى كان (اسمًا مفردًا)، وفي الجملة الثانية كان (جملة فعلية)، وفي الجملة الثالثة كان (شبه جملة من الجار والمجرور)، إذًا فالخبر يظل مرفوعًا وإن اختلفت صوره وهو يُعد مسندًا للمبتدأ وليس تابعًا.
المراجع
- ↑ مصطفى محمود الأزهري، تيسير قواعد النحو للمبتدئين، صفحة 177. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الفوزان، تعجيل الندى بشرح قطر الندى، صفحة 244. بتصرّف.
- ↑ محمود حسني مغالسه، النحو الشافي، صفحة 375. بتصرّف.
- ↑ محمود حسني مغالسه، النحو الشافي، صفحة 169. بتصرّف.