محتويات
الفرق بين بعد النّظر وقرب النّظر
قُصْر النّظر هو أحد مشكلات الإبصار المُنتشرة بكثرة بين الناس بنسبًة تُقارب 40%، ويظهر لدى فئة الأطفال والأعمار الصّغيرة، ويشتدّ تأثيره عند البالغين، ويُمكن تعريفه بأنّه عدم قُدرة المريض على رؤية الأجسام البعيدة، بظهورها بصورة مُشوّشة غير واضحة؛ نتيجة خطأ في انكسار الضوء الدّاخل إلى العين، وسقوطه أمام أنسجة شبكيّة العين بدلًا من وصوله إليها، وهو عادًة ما ينجم عن وجود خلل في حجم مُقلة العين، إذ تكون في حال قصر النظر أطول في قُطرها من الوضع الطبيعي، ويظهر ذلك بمُلاحظة صعوبة قراءة الإعلانات أو إرشادات السلامة المكتوبة في الطّرقات أثناء قيادة السّيارة مثلًا، مع بقاء القُدرة على رؤية الأجسام القريبة بسلاسة، كما يظهر عند قراءة الكتب أو الدّراسة أو العمل على الحاسوب.
أمّا طول النظر أو بُعْد النظر فهو الحالة المُعاكِسة في تعريفها لقصر النظر، إذ تتعدّى الأشعّة الدّاخلة إلى العين الشبكيّة لتنكسر خلفها عوضًا عن انكسارها فيها، وهو ما يظهر على المريض بصعوبة تركيز نظره على الأجسام القريبة، مع قدرته على رؤية الأجسام البعيدة بصورة طبيعيّة، وهو ما يكون مُزعجًا للغاية عند القراءة أو الكتابة، وتجدر الإشارة إلى إنّ بُعد النظر من المُشكلات المُرتبطة للغاية بجينات الفرد، لذا فهو غالبًا ما يظهر منذ الولادة لدى المُصابين، إلّا إنّه قابل للتصحيح بعدّة خيارات وتقنيات، كما يُمكن ذلك مع حالات قصر النّظر أيضًا.[١][٢]
أعراض قرب النّظر
تظهر أعراض قصر النظر لدى الأطفال في مرحلة المدرسة عادًة أو مُتأخّرة في سنّ المُراهقة، وتكون كما يأتي:[٣]
- صعوبة رؤية الأجسام البعيدة بوضوح.
- صداع ناتج عن إجهاد العين.
- الحاجة إلى تضييق العين أو إغماضها بصورة نصفيّة للتّدقيق في الأجسام البعيدة.
- صعوبة النظر عند قيادة السيارة، والمُعاناة من ذلك أكثر عند القيادة خلال الليل.
أمّا عند الأطفال وصغار السّن عمومًا تكون الأعراض مُختلفة نوعًا ما، وتظهر كما يأتي:[٣]
- رمش العين بصورة مُتكرّرة أكثر من المُعتاد.
- فرك العين أو حكّها باستمرار.
- مُلاحظة عدم انتباه الطفل للأشخاص والأجسام البعيدة عنه.
- مُلاحظة إغماض الطفل لعينيه بصورة جُزئيّة طيلة الوقت.
- حاجته إلى الاقتراب من شاشة التلفاز أو لوح التعليم في المدرسة؛ لرؤية ما عليه بوضوح.
أعراض بُعد النّظر
في حال كان المريض يُعاني من طول النّظر فإنّ الأعراض تكون كالآتي:[٤]
- صعوبة رؤية الأجسام القريبة بوضوح.
- الحاجة إلى تضييق العين أو إغماضها جزئيًّا للتدقيق في الأجسام القريبة.
- الشّعور بألم في العينين وصداع عند مُمارسة بعض الأعمال التي تتطلّب التركيز في أشياء قريبة من الفرد، مثل القراءة أو الكتابة.
- إجهاد العين، وهو ما يظهر بصورة حكّة في العينين أو ما حولهما، مع حرقة وشعور بعدم الرّاحة.
تشخيص بُعد النّظر وقرب النّظر
يُشخَّص طول النّظر وقرب النّظر عن طريق إجراء فحص العين الأساسي، الذي يتضمّن تقييم الانكسار وفحص صحّة العين، إذ يحدّد تقييم الانكسار ما إذا كان الشخص يعاني من مشكلات في الرّؤية، مثل: قرب النّظر أو بعده، أو مشكلة اللابؤرية، أو طول النّظر الشّيخوخي، وقد يستخدم الطبيب العديد من الأدوات، ويطلب من الشّخص أن ينظر من خلال عدسات عديدة لاختبار المسافة الخاصّة به، واختبار الرّؤية عن قربٍ لديه، ومن المحتمل أن يضع طبيب العيون قطراتٍ في العينين لتوسيع البؤبؤ فيهما وفحص صحّة العين، هذا التّوسع والتمدد يُمكِّن الطبيب من رؤية أوسع داخل العينين، ممّا يجعل العينين أكثر حساسيةً للضّوء لبضع ساعاتٍ بعد إجراء الفحص.[٣][٤]
مضاعفات طول النظر وقصر النظر
كغيرهما من اضطرابات وأمراض العيون فإنّ طول النظر أو قصره في حال لم يُعالجا كما ينبغي فقد يقود ذلك إلى ظهور العديد من المشكلات الأخرى، سواءً على صحّة المريض أم على حياته بصورة عامّة، ومن هذه المُضاعفات ما يأتي:[٤][٣]
- أعباء اقتصاديّة، إذ إنّ إهمال صحّة العينين عند مُلاحظة وجود أيٍّ من أعراض طول النظر أو قصر النظر قد يتطلّب المزيد من الفحوصات والعلاجات عند التّعامل معها في ما بعد، كما أنّ صعوبة أداء المريض وأداء أعماله قد يؤثّر أيضًا على دخله وإنتاجه.
- التأثير على نوعيّة الحياة؛ لأنّ مشكلات البصر جميعها تؤدّي إلى إضعاف قدرة الفرد على مُمارسة أعماله اليوميّة.
- التأثير على أمان المريض ومن حوله من عائلة وأفراد، خاصّةً عند أدائه لمهام تتطلّب التدقيق أو العمل بمواد خطيرة، أو حتى أثناء قيادة السيارة.
- تعب العينين الناتج عن تضييقهما مُعظم الوقت للتركيز في الأجسام القريبة لمرضى طول النظر، أو الأجسام البعيدة لدى مرضى قصر النظر.
- إهمال علاج حالات قصر النظر قد يرفع من احتماليّة الإصابة بأمراض عديدة، مثل: مايونير، وانفصال شبكيّة العين، وزرَق العين، والاعتلال البُقعي الحسريّ، وإعتام عدسة العين.
- حوَل العين الناتج عن تجاهل علاج طول النظر، خاصّةً لدى الأطفال وصغار السّن، وهو ما يُعالَج عادًة باستخدام نظارات طبيّة من نوع خاصّ.
صحّة العين
ينبغي عدم ترك مشكلات العينين دون استشارة طبيّة، مع ضرورة الحفاظ على صحّتها جيّدًا، وفيما يأتي بعض التّدابير التي تساعد العينين على العمل بصورة طبيعيّة:[٥]
- اتباع النّظام الغذائي الصّحي، خاصّةً أحماض الأوميغا 3 الدهنية، والفيتامينات كفيتامين سي، والخضار الورقيّة مثل السبانخ، وتناول سمك السلمون.
- الإقلاع عن التّدخين؛ وذلك لأنّ التدخين يجعل الإنسان أكثر عرضةً للإصابة بأمراض العين، كالتهاب العصب البصري، والانتكاس البقعي.
- ارتداء النظّارات الشّمسية التي تحجب 99-100% من أشعة الشّمس؛ وذلك لأنّ التعرّض المفرط لهذه الأشعة يزيد من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين.
- زيارة الطّبيب بصورة منتظمة ودوريّة.
المراجع
- ↑ Beth Longware Duff (June 2019), "What's the difference between nearsightedness and farsightedness?"، allaboutvision, Retrieved 24/6/2019. Edited.
- ↑ "The Difference Between Nearsightedness and Farsightedness", vision-institute, Retrieved 24/6/2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Nearsightedness", mayoclinic,May 19, 2018، Retrieved 24/6/2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Farsightedness", mayoclinic,June 12, 2018، Retrieved 24/6/2019. Edited.
- ↑ Brian S. Boxer Wachler, MD (2018-4-18), "How to Keep Your Eyes Healthy"، .webmd., Retrieved 2019-4-8.