محتويات
التاء في الإعراب
ما أنواع التّاء في اللغة العربيّة؟
تتعدّد أنواع التّاء في اللغة العربيّة، فالتّاء نوعانِ، تاءٌ مربوطة وتاءٌ مبسوطة، ومن المعروفِ أنّ التاء المربوطة لا تدخل في حقلِ الإعراب؛ لأنها حرفٌ يدلُّ على التأنيثِ فحسب، أمّا ما يشغلُ محلًّا من الإعرابِ في مواضِعَ كثيرة هو التاءُ المبسوطة التي تتصلُ بأواخرِ الأفعالِ.[١]
يختلفُ إعرابُ التاء المبسوطة حسب موقعِها واتّصالِها بالكلمة التي تؤدي دورًا في الجملة، فقد تتصلُ في بداية الكلمة فتدلُّ على المُضارَعة، وقد تتصلُ بآخِرِ الكلمة فتدلُّ على التأنيث، أو على الفاعل، وقد تُزادُ مع ألفٍ قبلها على الأسماءِ فتدلُّ على جمع المؤنث السالم، ولكنها أيضًا في هذه الحالةِ الأخيرة لا تشغلُ موقِعًا من الإعراب، وهي حين تدل على الجمع لا تشتبِهُ مع غيرِها إذا تُميِّزها دلالَتها على جمع الإناث. ولهذا السّبب سيأتي في هذا المقال التّمييز بين تاء التأنيث الساكنة وتاء الفاعل المتحركة دون غيرها من أنواع التاء المبسوطة.[٢]
الفرق بين تاء التأنيث وتاء الفاعل
كيف نُعرِب تاء التأنيث وتاء الفاعل؟
يتحدَّدُ الفرقُ بينَ تاء التأنيث وتاء الفاعل -أو تاء الضمير بصورةٍ أصحّ- حسب حركة كلٍّ منهما بالدرجةِ الأولى، فتاء التأنيث أوضَحُ ما يُميّزها أنها ساكنة، وأنها زائدةٌ على الكلمة لا تؤدّي معنى سوى تأنيثها، أمّا تاء الفاعل تكونُ متحرّكةً بالضمِّ أو الفتحِ أو لكسر لتدلَّ علة من قامَ بالفعل الذي اتَّصلَتْ بهِ.
تاء التأنيث
تأتي تاء التأنيث في الأسماء مربوطةً أو مبسوطة، وحين تكون مربوطةً يُكتفى بالإشارة إليها بأنها دلَّتْ على اسم مفرد مؤنّث، فهي علامةُ تأنيث، ولا تكونُ ساكِنةً إلا إذا لُفِظَت هاءً، فهي في الأصل متحركةٌ تحملُ علامة إعراب الاسم الذي تُلحق به سواءً كانت حركة إعرابٍ أم بناء.[٣]
أما حين تكون مبسوطةً فهي حرفٌ زائدٌ على الكلمة فلا تحملُ علامةَ إعراب الاسم، بل تكون علامةُ الإعراب على ما سبقها وتكتفي هي بالبناء على السكون في كل حالاتها، ولكنها أيضًا لا محل لها من الإعراب. اسمُها تاء التأنيث الساكنة، وتُعرَبُ حرفَ تأنيثٍ مبنيٌّ على السكون لا محل له من الإعراب، تأتي في الفعل الماضي، مثلَ قولِه تعالى في سورة التكوير: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}[٤]. ويُمكنُ أن تأتي التاء المبسوطة متحرّكة لأسباب ثلاثةٍ على الشكلِ الآتي:[٣]
- لمنع التقاء الساكنين: وذلكَ حين تكونُ تاءُ التأنيث ساكنةً ثمَّ يأتي بعدها مُتَحرِّك، فتُحَرَّكُ تاء التأنيث من السكون إلى الكسر لمنع التقاء ساكنين مُتتاليَين في اللفظ.
- للإِتباعِ: وذلك في قراءة للآية القرآنية: {قَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ }[٥] حيثُ حُرِّكَت تاء التأنيث بالضّم لتُتَابِعَ حركة همزة الوصل في فعل الأمر الذي تلاها.
- للتناسُب: وذلك في قوله تعالى: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}[٦] فحُرِّكَتْ بالفتحة لتتناسب مع ألف الاثنين التي تدل على التثنية.
تاء الفاعل
تاء الفاعل هي تاءالضّمير، وهي اسمٌ، ومن علامات الأسماء الفاعليّة، وسُميَتْ بتاء الفاعل المتحركة؛ لأنّ حركتها تأتي على ثلاثة أشكال، فقد تكونُ مفتوحةً لتُعبِّرَ عن المُخاطبِ المُذكَّر، وقد تكونُ مكسورةً لتُعبِّرَ عن المُخاطَبِ المؤنّث، وقد تكونُ مضمومةً لتُعبِّرَ عن المُتكلِّم، وتأتي مرفوعةً دائمًا على ثلاث حالات:[٧]
- فاعل: مثلَ قول رسَمْتُ، رسمتَ، رسمتِ، رسمتُما، رسمْتُم، رسمتُنَّ.
- نائب فاعل: مثل قول رُسِمْتُ، رُسِمتَ، رُسِمتِ، رُسِمتُما، رُسِمتُم، رُسِمتُنَّ.
- اسمًا لفعلٍ ناسخ: مثل قول كُنتُ وصِرتُ.
يُلاحظ ممّا سبق أنّ الفعل ساكنٌ حين يتصلُ بها على خلاف تاء التأنيث الساكنة.
أمثلة توضيحية على تاء التأنيث وتاء الفاعل
هل يؤثّر المعنى على الإعراب؟
لتوضيحِ الفرقِ بين تاء التأنيث وتاء الضمير لا بدّ من ضرب بعضِ الأمثلةِ المُعربةِ لبيانِ التّمايز فيما بينَ إعرابِ كلٍّ منهما، وذلك بلا شك يقتَضي تمايُز المعنى والوظيفة التي تؤدّيها كلٌّ منهما في الجملة، ولذلك يمكنُ القولُ: صدَقَتْ ونُوقِشَتْ فاطمةُ، وصدَّقتُ وناقَشتُ عائشة، ويكونُ الإعرابُ على الشكلِ التالي: [٨]
- في كلمة "صدقَتْ" اتّصَلَت تاء التأنيث بالفعل الماضي المبني على الفتح، وكانت حركتها السكون، ولامحل لها من الإعراب. وفي الفعل "نوقِشَتْ" أيضًا اتّصلت تاء التأنيث بالفعل الماضي المبني للمجهول، وكانتْ حركتها السكون، ولا محلّ لها من الإعراب.
- في كلمة صدَّقتُ وناقشْتُ أو ناقشْتِ أو ناقَشْتَ، فقد اتّصَلتْ تاء الضمير بالفعل الماضي فانتَقَلَ من حركةِ الفتحة إلى السكون، وكانت التاء متحركة بالضم لتدل على المتكلم، أو بالكسر لتدل على المخاطب المؤنث، أو بالفتح لتدل على المخاطب المذكَر، وهي في الحالات الثلاثِ تُعرَب: ضمير مُتّصل مبني (على الضم أو على الفتح أو على الكسر) في محلّ رفع فاعل.
المراجع
- ↑ "تاء التأنيث"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-16. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة الشاملة في النحو والصرف"، books.google.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-16. بتصرّف.
- ^ أ ب "كيف نفرق بين تاء التأنيث وتاء الفاعل؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-09. بتصرّف.
- ↑ سورة التكوير، آية:6
- ↑ سورة يوسف، آية:31
- ↑ سورة فصلت، آية:11
- ↑ "كيف نفرق بين تاء التأنيث وتاء الفاعل؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-16. بتصرّف.
- ↑ " كيف نفرق بين تاء التأنيث وتاء الفاعل؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-09. بتصرّف.