الفرق بين تحديد المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية

كتابة:
الفرق بين تحديد المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية

الفرق بين تحديد المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من حيث طبيعة المعرفة

تختلف طبيعة العلم عن طبيعة الفلسفة، فبالرغم من أن كلاهما يشكلان شكلًا من أشكال المعرفة، إلا أن جوهر وطبيعة كل منهما تختلف عن الآخر، حيث إن كلاً منهما يختص بنوع من المعرفة تختلف عن الأخرى، ويمكن التمييز بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من خلال العديد من الجوانب كما يلي:


الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من حيث المعنى

  • معنى المشكلة العلمية: إن العلم ليس مجرد معرفة، وإنما طريقة للوصول إلى المعرفة أيضاً، حيث إن العلم يعنى بدراسته الظواهر الطبيعية ولهذا يطلق عليه العلم الطبيعي، وعند تحديد ظاهرة معينة أو سؤال أو فرضية علمية لدراستها فيمكن تسميتها مشكلة علمية، حيث يتم تحديد المشكلة العلمية من خلال تحديد موضوع أو ظاهرة معينة والتخصص بموضوع ثانوي يطرح سؤالاً يمكن إجابته من خلال إجراء التجارب والحصول على الأدلة العلمية.[١]
  • معنى الإشكالية الفلسفية: أما الإشكالية الفلسفية فهي المسائل الفلسفية المختلفة والتي تتضمن آراء وفرضيات مختلفة، وهي تشمل العديد من جوانب المعرفة مثل فلسفة الأخلاقيات أو الديانات، وعندما يتم تناول موضوع متخصص فيها ووضع فرضية معينة تختلف المسائل فيها تسمى إشكالية فلسفية.[٢]


الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من حيث الهدف

  • الهدف من وضع المشكلة العلمية: عند وضع وتحديد المشكلة العلمية، أيّاً كانت، فإنها تهدف إلى الوصول لتفسير ظاهرة طبيعية، أو لفهم ماهيتها، ويعود ذلك لكون العلم الطبيعي يهدف لدراسة الظواهر الطبيعية، وبالتالي فإن المشكلة العلمية ستحدد ماهية الظاهرة أو أسباب حدوثها أو كيفية حدوثها، وبشكل عام، تهدف المشكلة العلمية إلى فهم الظواهر الطبيعية بشتى أنواعها.[٣]
  • الهدف من تحديد الإشكالية الفلسفية: عند تحديد الإشكالية الفلسفية، فإنها إما تهدف إلى دراسة وفهم المعتقدات من أجل المعرفة، أو من أجل دعم فرضية معنية، أو من أجل دحضها، وتشمل الإشكاليات الفلسفية جميع جوانب الفلسفة باختلاف طبيعة كل منها، وتختلف طريقة الإثباتات المتبعة تبعاً لذلك.[٤]


الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من حيث ما يتم دراسته

  • نوع الدراسة التي تُعنى بها المشكلة العلمية: يُعنى العلم بدراسة الظواهر الطبيعية، والتي تتلخص في خمسة مجالات، الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلم الفضاء وعلم الأرض، ولهذا فإن المشكلة العلمية تُعنى بدراسة ظاهرة محددة بشكل متخصص في أحد جوانب العلم الطبيعي الخمس، وتفسيرها تفسيراً علمياً.[٣]
  • نوع الدراسة التي تُعنى بها الإشكالية الفلسفية: أما الإشكالية الفلسفية فهي تُعنى بدراسة العديد من جوانب المعرفة الفلسفية، والتي تشمل فلسفة المعرفة، والمنطق، والأخلاق، والديانات، والاحتمالات والضروريات، والميتافيزيقيا.[٥]


الفرق بين تحديد المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من حيث المنهجية

  • منهجية المشكلة العلمية: تختلف المنهجية المتبعة في كل من المعرفة العلمية والفلسفية، حيث تُعرف المنهجية العلمية على أنها اتباع الطريقة التجريبية في الحصول على المعرفة، ولهذا يطلق على العلم الطبيعي مصطلح العلم التجريبي، وبناءً على ذلك، فإن المشكلة العلمية تتبع المنهجية التجريبية لحلّها أو للوصول إلى تفسير لها، وترتكز المنهجية العلمية على التجربة، فبعد تحديد المشكلة العلمية، يجب اتباع النهج التجريبي في البحث واستقصاء الأدلة، ثم وضع فرضية لتفسير المشكلة، ويجب اختبار هذه الفرضية لإثبات صحتها أو لدحضها، ومن ثم يتم التوصل إلى النتائج التي تعتمد اعتماداً كلياً على صحة إجراء الاختبار وصحة تحليل النتائج، ولذلك فإن طبيعة المشكلة العلمية يمكن أن يتم تأييدها بالأدلة التجريبية، كما يمكن أن يتم دحضها بالأدلة التجريبية أيضاً.[٦]
  • منهجية الإشكالية الفلسفية: في الإشكالية الفلسفية تتعدد المنهجيات المتبعة، إلا أنها ليست تجريبية، وغالباً ما تُبنى على الحجج الفلسفية والأدلة والبراهين، بالإضافة إلى استخدام الحجج المنطقية، والربط بين العلاقات التي تحكم المتغيرات والثوابت، بحيث تبدأ الإشكالية الفلسفية بمقدمات منطقية تعتبر ثوابت، ويتم استلال النتائج منها من خلال الاستنتاج، ويمكن الاستدلال على المتغيرات بالثوابت، ولذلك فهي لا تعتمد على الاختبار أو على التجربة في الوصول إلى النتائج على عكس المشكلة العلمية.[٧]


الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من حيث إمكانية الاختبار

  • إمكانية اختبار المشكلة العلمية: عند وضع فرضية معينة كإجابة على المشكلة العلمية، يمكن اختبار هذه الفرضية بهدف إثبات صحتها، وتعود إمكانية اختبار الفرضيات العلمية إلى كونها تُعنى بالظواهر الطبيعية وبالتالي يمكن التحقق منها بالتجربة والأدلة الطبيعية، كما أن صحة النتائج تعتمد على ضبط معايير التجربة ودقة اختبارها، ولذلك، فإن المشكلة العلمية قابلة للاختبار لأنها تتبع المنهج التجريبي في الوصول إلى المعرفة.[٦]
  • إمكانية اختبار الإشكالية الفلسفية: إن طبيعة المعرفة الفلسفية هي غير تجريبية بالضرورة، ولهذا لا يمكن اختبار جميع الفرضيات أو الإشكاليات الفلسفية، إلا أنه يمكن دعمها بالحجج والبراهين، كما ويمكن دحضها بنفس الطريقة أيضاً.[٧]


الفرق بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية من حيث صحة النتائج

  • صحة النتائج عند اختبار المشكلة العلمية: عند اختبار المشكلة أو الفرضية العلمية والحصول على النتائج، تعتمد صحة النتائج على مدى ضبط معايير الاختبار، فإن كانت التجربة محكمة وكانت العلاقات بين الثوابت والمتغيرات واضحة خلال إجرائها، وإن تم تحليل النتائج تحليلاً موضوعياً دقيقاً شاملاً، فيمكن حينئذٍ القول أن النتائج صحيحة والوثوق بصحة المعلومة، لأنها تصبح مثبتة بالتجربة والدليل العلمي، إلا أن هذا لا يجعل النتائج حقائق مطلقة، لأن ذلك يتنافى مع طبيعة العلم.[٦]
  • صحة النتائج عند اختبار الإشكالية الفلسفية: نتائج الإشكاليات الفلسفية لا يمكن التحقق من صحتها، ويعود ذلك لعدم القدرة على وضعها تحت التجربة والاختبار، كما أن لكل فرضية فلسفية (argument) فرضية معاكسة لها (counter-argument) تدحضها، ولهذا فإنها وعلى عكس المشكلة العلمية، فإن الإشكالية الفلسفية تتأثر بالعديد من العوامل الشخصية والدينية والسياسية التي قد تستخدم لدعم أو لدحض فرضية معنية، ولهذا لا يمكن التحقق من صحة نتائجها بشكل مطلق فهي غير قابلة للقياس في كثير من الحالات.[٧]


المراجع

  1. "Understanding How Scientific Knowledge Is Constructed", nap, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  2. "what-is-philosophy", philosophy-foundation, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب Mark J. Costello, "natural-science", sciencedirect, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  4. "russell-bertrand-the-value-of-philosophy", okstate, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  5. "branches of philosophy", leverageedu, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت Regina Bailey (21/8/2019), "Scientific Method", thoughtco, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Arguments and Philosophical Reasoning", plato-philosophy, Retrieved 12/2/2022. Edited.
5742 مشاهدة
للأعلى للسفل
×