الفرق بين ترقق العظام وهشاشة العظام

كتابة:
الفرق بين ترقق العظام وهشاشة العظام

العظام

يحتوي جسم الإنسان البالغ على 206 عظمة لتشكّل الهيكل العظمي الذي يحمي أجهزة الجسم الداخلية ويمنح هيكلًا خاصًا للجسم، ويتكونّ العظم من غشاء خارجي يحتوي على الأوعية الدّموية والأعصاب التي تغذّيه، وطبقة أخرى يُشار إليها باسم العظم القشري تتكوّن من أنسجة عظمية صلبة فوق بعضها البعض، وفي داخله عظم إسفنجي أقلّ قساوةً، يحمي النخاع العظمي الموجود في العديد من العظام، والمسؤول عن إنتاج خلايا الدم.[١]

تُصاب العظام بالعديد من الأمراض، بما فيها الهشاشة أو الترقّق، ويشيع بين العامة أنّهما مسمّيات لاضطراب واحد هو هشاشة العظام (Osteoporosis)، لكن يجب الإشارة إلى أنَّ ترقق العظام هو مصطلح عام ليس طبيًا، يُشار إليه أحيانًا للدلالة على هشاشة العظام، وفي أحيان أخرى يُقصَد به اضطراب قلّة العظام (Osteopenia)، وفي هذا المقال توضيح للفرق ما بين اضطراب قلة العظام واضطراب هشاشة العظام.


ما المقصود بقلة العظام؟

تعرف قلة العظام بأنّها اضطراب صحيّ مُسبِّب لضعف العظام أو انخفاض كثافتها لكن ليس بالدّرجة المُسبّبة للإصابة بالكسور، وتحدث عندما يهدم الجسم العظام القديمة ولا تُبنى عظام جديدة لتعويض تلك التي تخلّص الجسم منها، وتتأثر كثافة العظام بالعديد من العوامل، منها: النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول بعض الأدوية، والإصابة ببعض الاضطرابات الصحية.

غالبًا ما تكون العظام في أعلى كثافة لها في عمر الثلاثينيات، وتقلّ مع التقدّم بالعمر، لكن يجب الإشارة إلى أنّ قوّة العظام تُحدَّد في عمر صغير، بمعني أنّه إذا كان الشخص يتمتع بعظام قوية وهو صغير فلن يُصاب بقلة العظام، لكن في حال كان يعاني من نقص في كثافتها في هذا العمر يزداد خطر إصابته بتلك الحالة.[٢]


ما المقصود بهشاشة العظام؟

تُعرَف هشاشة العظام بأنّها ضعف العظام وسهولة كسرها لدرجة كبيرة قد تصل إلى الكسر عند الانحناء أو السّعال، وعادةً ما تصيب الكسور عظام العمود الفقري، والورك، والرّسغ، وترتبط الإصابة بهشاشة العظام ارتباطًا وثيقًا بمستوى الكتلة العظمية للشخص، التي تُحدَّد في مرحلة الصغر، فكلّما كان مستوى الكتلة العظمية عاليًا قلّت احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.

تصيب هشاشة العظام جميع الأشخاص على اختلاف أجناسهم، لكنّها أكثر انتشارًا لدى النساء الآسيويات ومن العِرق الأبيض، خصوصًا بعد انقطاع الطمث،[٣]، ولم يُوضّح الأطباء الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بهشاشة العظام، لكنّهم يشيرون إلى أنّها تحدث نتيجة زيادة حجم الفراغات والثقوب داخل الطبقة الإسفنجية في العظم، وهذا يؤدي إلى إضعاف البنية الداخلية للعظام، بالإضافة إلى ذلك تحدث الهشاشة نتيجة الأسباب الآتية:[٤]

  • نقص مستويات الكالسيوم: يساهم الكالسيوم بالإضافة إلى غيره من المعادن في الحفاظ على قوة العظام، لكن في حال انخفاض مستوياته في الدم وحاجة الجسم إليه يبدأ الكالسيوم الموجود في العظام بالتحرُّر لسد حاجة الجسم إليه.
  • العمر: مع تقدّم الشخص بالعمر تبدأ العظام بفقدان كتلتها تدريجيًّا، خاصّةً عند النساء بعد انقطاع الطمث؛ وذلك لأنّ انقطاع الدورة الشّهرية يقلل من إفراز هرمون الإستروجين، وهو هرمون يدعم العظام ويحميها من الضعف، أمّا الرجال فتصيبهم هشاشة العظام بعد سن 50 عامًا.
  • العوامل الوراثية: يزيد وجود إصابة في العائلة بهشاشة العظام من خطر إصابة بقية الأفراد.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية: بما فيها الداء الزلاقي الذي يُشار إليه أيضًا بمرض سيلياك، والاضطرابات الهضمية الأخرى، وأمراض الدّم كالورم النقوي المتعدد، والإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، أو الغدة الكظرية، أو الغدد جارات الدرقية.
  • الأدوية والعلاجات الطبية: يمكن أن يزيد استخدام بعض أنواع الأدوية من خطورة الإصابة بهشاشة العظام، كالكورتيكوستيرويد، والعلاج الهرموني لسرطان الثّدي أو سرطان البروستاتا، بالإضافة إلى علاجات أخرى، كالخضوع للجراحة العلاجية للسمنة أو زرع الأعضاء.
  • نمط الحياة: يمكن أن يسبب اتباع أنماط معيّنة في حياة الشخص زيادة خطر إصابته بهشاشة العظام، ومن أبرز هذه العادات تدخين السجائر، وشرب المشروبات الكحولية، وعدم تناول الأغذية التي تحتوي على ما يكفي من فيتامين (د) والكالسيوم، أو الإصابة باضطرابات الأكل، كالشَّرَه أو فقدان الشهية، بالإضافة إلى اتباع أسلوب حياة خامل.


ما هو الفرق بين هشاشة العظام وقلة العظام؟

ينتج كلا الاضطرابين عن انخفاض الكثافة العظمية، إلا أنّه في قلة العظام لا تنخفض إلى الحدّ المُسبِّب لزيادة سهولة كسر العظام، أما السمة الرئيسة لهشاشة العظام فهي انخفاض الكثافة العظمية المُسبِّبة لزيادة خطر الإصابة بالكسور حتى عند أداء حركات طفيفة للغاية، لذا يمكن اعتبار قلة العظام المرحلة التي تسبق الإصابة بالهشاشة. وتجدر الإشارة إلى أنّ تغيير أنماط الحياة واتباع بعض التدابير البسيطة يقي من تطوّر اضطراب قلة العظام إلى هشاشتها، بما في ذلك ممارسة تمارين القوة، واتباع نظام غذائي صحي.[٥]

تُحدَّد كثافة العظام من خلال اختبار يعرف بقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (DXA)، الذي تظهر من خلاله النتائج على شكل درجات تُسمّى درجات-ت (T Scores)، وهو اختبار يقيس المحتوى المعدني للعظام، بالتّالي يحدد الإصابة بالهشاشة أو قلّة العظام، وعندما تكون نتيجة الاختبار متراوحةً بين -1 حتّى -2.5 فذلك إشارة إلى الإصابة بقلّة العظام، وعندما تكون أقل من 2.5- فهي دلالة على الإصابة بهشاشة العظام، وكلّما قلّت كثافة العظام ازادت احتمالية الإصابة بالكسور.[٦]

وكما هو الحال في هشاشة العظام فإنّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بقلة العظام، كما تتشابه العوامل التي تزيد من خطر الإصابة في الحالتين.[٢]


نصائح للحفاظ على صحة العظام

يمكن توضيح النصائح التي تساهم في الحفاظ على صحة العظام وتهدف إلى الحفاظ على الكتلة العظمية على النحو الآتي:[٧]

  • تناول الكثير من الخضروات؛ إذ إنها غنيّة بفيتامين ج المساعد على تحفيز إنتاج الخلايا البانية للعظام، كما أنّ خصائصه المضادة للأكسدة تمنع التلف الحاصل للعظام.
  • ممارسة تمارين القوة ورفع الأثقال، مما يساعد على زيادة بناء العظام.
  • تناول كميات كافية من الأغذية التي تحتوي على البروتين، الأمر الذي يساعد على حماية العظم مع التقدم بالعمر أو خلال فقدان الوزن.
  • تناول الأغذية الغنيّة بالكالسيوم؛ فهو من المعادن الأساسية للمحافظة على قوة العظام، ويُنصَح بتوزيع الأغذية الغنيّة بالكالسيوم خلال اليوم لتحسين الامتصاص.
  • التعرُّض الكافي لأشعة الشمس للحصول على كميات كافية من فيتامين (د)، وتناول الأطعمة الغنية به، مثل: الأسماك الدهنية كالسلمون، والأجبان، ويمكن أيضًا تناول المكملات الغذائية التي تحتوي عليه.
  • تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ك.
  • تجنُّب اتباع نظام غذائي فقير بالسعرات الحرارية للغاية، إذ يُنصَح بتناول 1200 سعرة حرارية يوميًا على الأقل.
  • المحافظة على وزن صحي ثابت، وتجنُّب تغيّرات الوزن كاكتساب الوزن ثمّ فقدانه بتكرار.
  • تناول الأغذية الغنيّة بالمغنيسيوم والزنك، أو تناول المكملات الغذائية التي تحتوي عليهما.
  • تناول الأغذية الغنية بأوميغا 3.


المراجع

  1. : KidsHealth Medical Experts, "Your Bones"، kidshealth., Retrieved 2020-5-29. Edited.
  2. ^ أ ب David Zelman, MD (2019-5-28), "What Is Osteopenia?"، webmed, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  3. mayo clinic staff (2019-6-19), "Osteoporosis"، mayo clinic, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  4. clevelandclinic staff (2020-4-27), "Osteoporosis"، clevelandclinic, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  5. "What's the difference between osteoporosis, osteopenia and osteoarthritis?", drugs,10-10-2018، Retrieved 18-6-2020. Edited.
  6. health.harvard staff, "Osteopenia: When you have weak bones, but not osteoporosis"، health.harvard, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  7. Franziska Spritzler (2017-1-18), "10 Natural Ways to Build Healthy Bones"، healthline, Retrieved 2020-5-29. Edited.
10160 مشاهدة
للأعلى للسفل
×