محتويات
الفرق بين حروف العطف وحروف الاستئناف
العطف والاستئناف من الأساليب العربية والفرق بينهما يتضح في أمرين، هما:[١]
- الجملة التي تأتي بعد العطف تكون متعلقة بالجملة التي تسبقها في المعنى ومرتبطة بها، بينما الجملة المستأنفة تأتي مستقلةً بالمعنى.
- المعطوف يكون متعلقاً بما قبله في الإعراب فإذا جاء مرفوعاً يأتي مرفوعاً، بينما الجملة المستأنفة تأتي مستقلةً بالحكم الإعرابي.
تعريف العطف
العطف في النحو يأتي على نوعين؛ عطف البيان، وعطف النسق، وعطف النسق هو الذي تأتي فيه حروف العطف ويعرفه ابن عقيل: التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف، على أنّ هذا التعريف هو للمعطوف أما العطف فهو من الأساليب العربية ويكن إشراكاً في الحكم فقولنا: جاء محمد وأحمد فقد أشركنا أحمد مع محمد في حكم المجيء، وأسلوب العطف يكون بإضافة أحد حروف العطف.[٢]
حروف العطف
اتفق العلماء على تسعة حروف في العطف واختلفوا في حرفٍ واحدٍ وأشهرها:[٣]
واو العطف
وهي للمطلق الجمع ومعنى ذلك أنّها تدل على الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم ولا تدلُّ إلا على الجمع ولهذا فهي أصل حروف العطف لأنها تدل على الجمع فقط بينما بقية الحروف تدل على معانٍ أخرى والجمع أصل العطف،[٤] ومن الأمثلة عليها: قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}[٥] فالمؤمنات اشتركن مع المؤمنين في الحكم وهو وعد الله لهم بالجنة، وقوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}[٦] فحكما السجود والركوع اشتركا في أمر الله تعالى لمريم عليها السلام بهما.[٧]
فاء العطف
تفيد الاشتراك في الحكم مع الترتيب والتعقيب، ومعنى الترتيب أن يكون الحكم للمعطوف عليه أولاً ثم للمعطوف، ومعنى التعقيب أنّ الفترة الزمنية بين المعطوف عليه والمعطوف فترةٌ قصيرة، ومن الأمثلة عليها قوله تعالى: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله}،[٨] وقد اشترك الحكمان (الالتقاء، والقتل) في صدورهما، كما أنّ الالتقاء جاء أولاً وبعده مباشرةً جاء القتل.[٩]
ثُمَّ
تفيد الاشتراك في الحكم مع الترتيب والتراخي، ومعنى التراخي أن تكون الفترة الزمنية بين المعطوف عليه والمعطوف طويلةً نسبياً، ومن الأمثلة عليها قوله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ}،[١٠] فالإقبار يأتي بعد الإماتة مباشرةً بينما بين الموت والنشور فترةٌ طويلةٌ.[١١]
أو
تفيد معانٍ عدة، منها:[١٢]
- الشك: ومعناه أنّ المتكلم يشك في وقوع الحكم على المعطوف أو المعطوف عليه كقوله تعالى على لسان أصحاب الكهف {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم}.[١٣] فهم شكوا في لبوثهم أكان يوماً أو أياماً قليلة.
- الإبهام: ومعناه أنّ المتكلم يريد إبهام الكلام على المخاطب كقولك لشخصٍ تريد أنّ تبهم عليه لقيت محمداً أو أحمداً.
- التخيير: ومعناه أنك تخير المخاطب بين المعطوف أو المعطوف عليه كقولك: تشرب قهوةً أو عصيراً.
حروف الاستئناف
الاستئناف في اللغة معناه القطع، وفي الاصطلاح قطع الكلام لبدأ غيره وهناك عدة حروف في اللغة العربية تدل على الاستئناف من أشهرها:
الواو الاستئنافية
وتسمى واو الابتداء وهي واو تكون الجملة التي بعدها غير متعلقة بما قبلها في، ومن الأمثلة عليها قوله تعالى: {ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده}،[١٤] فجملة (أجل مسمى) جملة جديدةٌ غير متعلقة بما قبلها.[١٥]
الفاء الاستئنافية
تكون الجملة التي بعدها غير متعلقة بما قبلها وتختلف عنها في المعنى،[١٦] ومن الأمثلة عليه: قول جميل بثينة:
ألم تسأل الربع القواء فينطق
- وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق[١٧]
فالفعل ينطقُ هو بداية جملة جديدة غير متعلقة بالجملة التي قبلها وهو مرفوع على الابتداء.[١٧]
المراجع
- ↑ المرادي، الجنى الداني في حروف المعاني، صفحة 163. بتصرّف.
- ↑ ابن عقيل، شرح ابن عقيل على الفية ابن مالك، صفحة 224. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين، شرح ألفية ابن مالك للعثيمين، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ ابن يعيش، شرح المفصل لابن يعيش، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:72
- ↑ سورة آل عمران، آية:43
- ↑ فاضل السامرائي، معاني النحو، صفحة 216- 230. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:74
- ↑ فاضل السامرائي، معاني النحو، صفحة 231- 236. بتصرّف.
- ↑ سورة عبس، آية:21- 22
- ↑ فاضل السامرائي، معاني النحو، صفحة 237- 242. بتصرّف.
- ↑ فاضل السامرائي، معاني النحو، صفحة 250- 254. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:19
- ↑ سورة الأنعام، آية:2
- ↑ المرادي، الجنى الداني في حروف المعاني، صفحة 163. بتصرّف.
- ↑ ظاهر البياتي، أدوات الإعراب، صفحة 144. بتصرّف.
- ^ أ ب الأزهري، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو، صفحة 2- 381. بتصرّف.
