محتويات
الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة في المفهوم
إذا أردنا معرفة الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة، أو ما يسمى بزكاة عروض التجارة، فلا بد أن نتعرف إلى مفهوم كل منهما:[١]
- تعريف زكاة المال
الزكاة التي فرضها الله -تعالى- في الأموال النقدية من الأوراق والنقود المعدنية؛ التي يتم التعامل بها بدلاً عن الذهب والفضة، وزكاة هذه الأموال واجبة مثل زكاة الذهب والفضة، لأنها أصبحت أثمان السلع كلها، وينتفع مالكها بها كالذهب والفضة.
- تعريف زكاة عروض التجارة
الزكاة الواجبة في الممتلكات المعدة للتجارة؛ من الأمتعة والأطعمة، والثياب والزروع والثمار، والحبوب والعقارات، وكل ما عدا الذهب والفضة والنقد، فإن كان الذهب معروضاً للتجارة يعامل كعروض التجارة، فكل ما يملك المسلم من هذه الأموال إن كانت للتجارة يزكي عنها.
الفرق بينهما في الشيء الذي يُزَكّى عنه
سأذكر الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة في الشيء الذي يُزَكّى عنه فيما يأتي:
- ما يُزكى زكاة المال
المال يزكى عنه جميعه إذا بلغ النصاب، ونصاب الزكاة عشرون ديناراً من الذهب، وهو ما يساوي خمسة وثمانون غراماً من الذهب، أو ما يساويها من الأموال النقدية من الورق والمعدن، فلا يستثنى من المال شيئاً عند الزكاة، بل يحسب جميع المال عندما يحول عليه الحول، ويخرج منه ربع العشر لمستحقيه.[٢]
ومثال على زكاة المال: إن بلغ المال النصاب في شهر رمضان مثلاً، يحسب جميع المال الذي امتلكه المسلم في رمضان الذي يليه، ويُخرِج ربع العشر من ماله جميعه للمستحقين من الفقراء والمساكين وغيرهم.
- ما يُزكى في عروض التجارة
الممتلكات التي يزكى عنها في التجارة هي ما يعرض للتجارة فقط، أي ما ينتج عنه الربح والمال، أما ما لم يكن للتجارة، كالمعدات والثلاجات والرفوف التي تحفظ فيها البضائع والسلع.[٣]
وكالبضائع والسلع التي كانت ترِكَة لميت مثلاً ولم يتاجر بها الورثة، أو احتفظوا بها للامتلاك الشخصي، فهذه الأموال تُستَثنى من الزكاة، والأرض المعروضة للتجارة تخرج الزكاة من قيمتها عندما تباع ولا تزكى كل عام.[٣]
ومثال على زكاة عروض التجارة: امتلك شخص متجراً للمواد الغذائية يحتوي على سلع وبضائع بقيمة عشرة آلاف دولار، وقيمة المعدات والثلاجات التي تحفظ البضائع خمسة آلاف دولار، فالزكاة تكون عن عشرة آلاف دولار، وتُستثنى الخمسة آلاف التي هي قيمة المعدات والثلاجات.
الفرق بينهما في نوع المال الذي يخرجه المُزكي
سأذكر الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة في نوع المال الذي يخرجه المُزكي فيما يأتي:
- ما يخرجه المُزكي في زكاة المال
زكاة الأموال النقدية تكون من جنس المال الذي يُزَكى منه، فإن كان يمتلك الدنانير يخرج قيمة الزكاة من الدنانير، أو أي عملة يتعامل بها في بلده، فيعطيها للفقراء والمستحقين، وكذلك من امتلك ذهباً أو فضة يخرج مقدار الزكاة الواجب عليه بالمال؛ لأن الأموال النقدية هي ما يتعامل به الناس في الوقت الحالي كما كان التعامل بالذهب في الزمن الماضي.[٣]
- ما يخرجه المُزكي في التجارة
زكاة عروض التجارة من قيمتها لا من نفس السلع التي يتاجَر بها، فإن كان يمتلك سلعاً للتجارة بقيمة عشرة آلاف دينار مثلاً، يجوز له إخراج مقدار الزكاة من المال النقدي وهو مائتين وخمسون ديناراً، ويجوز أن يخرج الزكاة من السلع التي يمتلكها للتجارة أيضاً، وكذلك العقارات وكل ما عرض للتجارة.[٤]
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 133-134. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 546. بتصرّف.
- ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدليته، صفحة 1869. بتصرّف.
- ↑ محمد نعيم ساعي، موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي، صفحة 281. بتصرّف.