الفرق بين فرائض الوضوء وسننها

كتابة:
الفرق بين فرائض الوضوء وسننها

أهمية الوضوء في الإسلام

يعدُّ الوضوء من أجلِّ العبادات وأشرفها في الشريعة الإسلامية، ويظهر ذلك جليًا في كونه سببًا في صحة الصلاة، ودليل ذلك قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}،[١] وجعل قبول الصلاة والتي هي صلة بين العبد وربه مرتبطة بصحة الوضوء حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُقبَلُ صلاةُ أحدِكم إذا أحْدَثَ حتى يَتَوَضَّأَ"،[٢] ولهذه العبادة الجليلة صفةً بيَّنها رسول الله في السنة النبوية المطّهرة،[٣] كما أنَّها تتكون من فرائضٍ وسنن، وسيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن الفرق بين فرائض الوضوء وسننها كما سيتم بيان نواقض الوضوء.

الفرق بين فرائض الوضوء وسننها

إنَّ للوضوء عددٌ من الفرائض والسنن، والفرق بين فرائض الوضوء وسننه، أنَّ صحة الوضوء متوقفة على الإتيان بجميع الفرائض، فمن ترك فرضًا واحدًا منها فوضوءه باطل غير صحيح، أمَّا السنن فيجوز للمسلم تركها حيث إنَّ صحة الوضوء لا تتوقف عليها، لكن تظهر أهمية السنن بزيادة أجر من أتى بها،[٤] وقبل الحديث عن فرائض الوضوء وسننه لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الوضوء عبارة عن عبادة مقصودة لذلك لا بدَّ للمسلم أن ينوي هذه العبادة عند الشروع بها،[٥] وفيما يأتي فرائض الوضوء وسننه بشيءٍ من التفصيل:

فرائض الوضوء

إنَّ عدد فرائض الوضوء يباغ ستة فرائض، وهي مجموعة في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}،[٦] وهذه الفرائض هي:[٧]

  • غسل الوجه مع الفم والأنف.
  • غسل اليدين إلى المرفقين.
  • مسح الرأس.
  • غسل القدمين إلى الكعبين.
  • الترتيب بين أعضاء الوضوء.
  • الموالاة بين الفرائض، ومعنى الموالاة أن يتم متابعة غسل الأعضاء من غير فاصلٍ زمنيٍّ طويلٍ بينهما.

سنن الوضوء

إنَّ سنن الوضوء كثيرة، وسيتم الاقتصار على ذكر بعضها، وسنن الوضوء هي:[٧]

  • غسل الكفين ثلاثًا، في بداية الوضوء أي قبل غسل الوجه والحكمة من ذلك أنَّ الكفين آلة لنقل الماء إلى جميع أعضاء الجسد وفي غسلهما احتياط لجميع الوضوء.
  • المضمضمة والاستنشاق والمبالغة فيهما لغير الصائم، والمبالغة في المضمة معناها أن يدير المسلم الماء في جميع فمه أمَّا المبالغة في الاستنشاق يعني أن يتم جذب الماء إلى أقصى أنفه.
  • تخليل اللحية الكثيفة بالماء حيث يتم إدخال الماء إلى داخلها.
  • تخليل أصابع اليدين والرجلين.
  • التيامن ويكون ذلك بأن يبدأ المسلم بأعضاءه اليمنى قبل اليسرى.
  • مسح الأذنين عند جمهور العلماء.
  • الزيادة على الغسلة الواحدة بأن يقوم المسلم بغسل الوجه واليدين والرجلين ثلاث مرات.

نواقض الوضوء

ذُكر سابقًا أهمية الوضوء في الإسلام وأنَّه شرطٌ لصحة الصلاة، لكن لهذا الوضوء عدَّة نواقض سيتم بيانها في هذه الفقرة، لكن قبل الشروع بالحديث عن نواقض الوضوء لا بدَّ من الإشارة إلى أمرٍ مهم ألا وهو من تيقن الطهارة ثمَّ شك بها، وقد جاء علاج هذا الأمر في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وجد أحدُكم في بطنِه شيئًا ، فأُشْكِلَ عليه أخَرَجَ منه شيءٌ أم لا ؟ فلا يخْرجنَ من المسجدِ حتى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا"،[٨] ويدلُّ هذا الحديث على أنَّ من تيقن الطهارة ثمَّ شكَّ بها فالأصل أن يبقى على الطهارة حيث إنَّ اليقين لا يزول بالشك،[٩] وفيما يأتي بيان نواقض الوضوء:

الخارج من السبيلين

إنَّ السبيلين هما مخرجا البول والغائط، وهذا الخارج قد يكون بولًا وقد يكون غائطًا وقد يكون مذيًا أو منيًا أو دم استحاضة أو ريحًا، وفيما تفصيل ذلك بالأدلة الشرعية من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية:[٩]

  • البول والغائط حيث قال الله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}.[١٠]
  • المذي حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مِنَ المذيِ الوضوءُ ومنَ المنيِّ الغسلُ".[١١]
  • دم الاستحاضة ودليل ذلك ما ورد عن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- أنَّها قالت: "أنَّ فاطمةَ بنتَ أبي حبيشٍ كانت تستحاضُ فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ دمَ الحيضِ دمٌ أسودُ يعرَفُ فإذا كانَ ذلِكَ فأمسِكي عنِ الصَّلاةِ فإذا كانَ الآخرُ فتوضَّئي وصلِّي".[١٢]
  • خروج الريح ودليل ذلك قول رسول الله: "فلا يخْرجنَ من المسجدِ حتى يسمعَ صوتًا أو يجدَ ريحًا".[٨]
  • الودي حيث أنَّه يخرج من الذكر بعد البول مباشرة.

زوال العقل أو تغطيته

ويكون زوال العقل بالجنون أمَّا تغطيته فيكون بالنوم أو الإغماء، ويعدُّ ذلك من نواقض الوضوء لأنَّهما مظنَّة خروج الحدث من غير أن يشعر به المسلم، ويستثنى من النوم يسيره ودليل ذلك فعل الصحابة حيث إنَّهم كان يصيبهم النعاس وهم ينتظرون الصلاة فلا يعيدون الوضوء.[٩]

مس الفرج باليد

كما أنَّ من نواقض الوضوء مسَّ الفرج باليد من غير حائل سواء أكان قُبلًا أم دبرًا وسواء أكان نفسه أم غيره ودليل ذلك ما رُوي عن أبي هريرة أنَّه قال: "إذا أفضى أحدُكم بيدِه إلى فرجِه ، ليس دونها حجابٌ ولا سِترٌ ، فقد وجب عليه الوضوءُ"،[١٣] كما أنَّ مسَّ الأمِّ لفرج ابنها الصغير يعدُّ من نواقض الوضوء وهذا ما قالت به اللجنة الدائمة للإفتاء.[٩]

أكل لحم الإبل

عدَّ بعض الفقهاء أكل لحم الإبل من نواقض الوضوء سواء أكان قليلًا أم كثيرًا، وسواءٌ في ذلك أكان نيئًا أم مطبوخًا،[٩] واستدلوا بحديث جابر بن سمرة والذي قال به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على من سأل عن الوضوء من لحم الإبل: "نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِن لُحُومِ الإبِلِ"،[١٤] وقد عدَّ بعض الفقهاء أنَّ أكل لحم الإبل لا يُنقض الوضوء وهذا ما أخذت به دائرةالإفتاء الأردنية، والأسلم لمن أكله أن يتوضأ خروجًا من الخلاف.[١٥]

المراجع

  1. سورة المائدة، آية:6
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:225، حديث صحيح.
  3. "فضائل الوضوء في القرآن الكريم والسنة النبوية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
  4. "بــاب الوضـــوء"، site.islam.gov.kw، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
  5. "حكم النية للوضوء والغسل وهل يتلفظ بها؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
  6. سورة المائدة ، آية:6
  7. ^ أ ب "فرائض الوضوء وسننه"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
  8. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:822، حديث صحيح.
  9. ^ أ ب ت ث ج "نواقض الوضوء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
  10. سورة المائدة، آية:6
  11. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:114، حديث صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:361، حديث حسن صحيح.
  13. رواه ابن عبد البر، في التلخيص الحبير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:189، حديث صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:360، حديث صحيح.
  15. "هل أكل لحم الجمل ينقض الوضوء"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-11. بتصرّف.
4837 مشاهدة
للأعلى للسفل
×