الفرق بين كتب عليكم وفرض عليكم في القرآن

كتابة:
الفرق بين كتب عليكم وفرض عليكم في القرآن

الفرق بين كتب عليكم وفرض عليكم في القرآن

ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم الأمر بصيغة كتب وفرض، قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[١] وقال الله -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)،[٢] والفرق بين كتب عليكم وفرض عليكم سيتم ذكره فيما يأتي.

كتب عليكم

تأتي كلمة كتب عليكم في كتاب الله -تعالى- على عدة معاني وبيانها ما يأتي:

  • تأتي بمعنى شُرع لكم، مثل قول الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى)،[٣] وشُرع مأخوذ من الشريعة.[٤]تأتي كتب بمعنى فُرض وقُدِّر وحُكم، وكذلك كُتب تُطلق على جمع مصدره كتاب بمعنى الجمع.[٥]
  • تأتي كُتب بمعنى قضى قال الله -تعالى-: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)،[٦][٧]وقول الله -عز وجل-: (وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ)،[٨] أي ابتغوا ما قضى الله -تعالى- لكم، وقيل: ما كتب الله -تعالى- لكم من الذرية في اللوح المحفوظ،[٩] وأيضاً مثال قضى قول الله -عز وجل-: (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ).[١٠][١١]
  • تأتي كُتب بمعنى أوجب كما في قول الله -عز وجل-: (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ).[١٢][١٣]
  • تأتي كُتب بمعنى حكم، قال الله -عز وجل-: (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ).[١٤]
  • تأتي كُتب بمعنى أثبت[١٥] وبمعنى خلق.[١٦]
  • تأتي كُتب بمعنى الحد والقدر قول الله -عز وجل-: (كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ).[١٧]

فرض عليكم

تأتي كلمة فُرض في كتاب الله -تعالى- على عدة معاني وبيانها ما يأتي:

  • يأتي الفرض بمعنى القطع والتقدير، ويطلق الفرض على العطية المرسومة،[١٨] والفرض لا يكون إلا من الله -عز وجل-.[١٩]
  • يأتي الفرض بمعنى التقدير والتقسيم قول الله -عز وجل-: (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)،[٢٠][٢١] وقول الله -عز وجل-: (سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،[٢٢] أي قدرنا ما فيها من الحدود.[٢٣]
  • يأتي فرض بمعنى أنزل، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)،[٢٤] أي أنزل عليك القرآن.[٢٥]
  • يأتي الفرض بمعنى الإيجاب أي ما أوجبه الله -عز وجل-،[٢٦] ومثال ذلك قول الله -عز وجل-: (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).[٢٧]
  • يأتي الفرض بمعنى القطع أو الاقتطاع كما في قول الله -عز وجل-: (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)،[٢٨] أي نصيبا مقتطعا ومحدوداً.[٢٩]
  • يأتي فرض بمعنى بيَّن كما في قول الله -عز وجل-: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).[٣٠][٣١]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:183
  2. سورة القصص، آية:85
  3. سورة البقرة، آية:178
  4. محمد بن جزي (1416)، التسهيل لعلوم التنزيل (الطبعة 1)، بيروت:شركة دار الأرقم، صفحة 109، جزء 1. بتصرّف.
  5. قاسم الرومي (1424)، أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف.
  6. سورة المجادلة، آية:21
  7. الحسين البغوي (1417)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة 4)، صفحة 62، جزء 8. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية:187
  9. الحسين البغوي (1417)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة 4)، صفحة 207، جزء 1. بتصرّف.
  10. سورة الحج، آية:4
  11. الحسين البغوي (1417)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة 4)، صفحة 365، جزء 5. بتصرّف.
  12. سورة المائدة، آية:21
  13. الحسين الأصفهاني (1420)، تفسير الراغب الأصفهاني (الطبعة 1)، جامعة طنطا:كلية الآداب، صفحة 314، جزء 4. بتصرّف.
  14. سورة المجادلة، آية:22
  15. الحسين البغوي (1417)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة 4)، صفحة 63، جزء 8. بتصرّف.
  16. محمد القرطبي (1384)، تفسير القرطبي (الطبعة 2)، القاهرة:دار الكتب المصرية، صفحة 308، جزء 17. بتصرّف.
  17. سورة النساء، آية:24
  18. قاسم الرومي، أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، صفحة 6، جزء 1. بتصرّف.
  19. الحسن العسكري، الفروق اللغوية، القاهرة مصر:دار العلم، صفحة 223، جزء 1. بتصرّف.
  20. سورة الأحزاب، آية:38
  21. ناصر البيضاوي (1413)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 233، جزء 3. بتصرّف.
  22. سورة النور، آية:1
  23. الحسين البغوي (1417)، تفسير البغوي (الطبعة 4)، صفحة 7، جزء 6. بتصرّف.
  24. سورة القصص، آية:85
  25. الحسين البغوي (1417)، تفسير البغوي (الطبعة 4)، صفحة 226، جزء 6. بتصرّف.
  26. قاسم الرومي (1424)، أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، صفحة 112، جزء 1. بتصرّف.
  27. سورة الأحزاب، آية:50
  28. سورة النساء ، آية:118
  29. قاسم الرومي (1424)، https://shamela.ws/book/10930/170#p1 أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، صفحة 112 113، جزء 1. بتصرّف.
  30. سورة التحريم، آية:2
  31. الحسين البغوي (1417)، تفسير البغوي (الطبعة 4)، صفحة 163، جزء 8. بتصرّف.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×