الفرق في الكتلة العضلية بين الذكور والإناث

الكتلة العضلية

تتكوّن كتلة الجسم من مكونّين هما كتلة الدهون في الجسم وكُتْلَةُ الجِسْمِ الغَثّ، والتي تشمل باقي كتلة الجسم من كل المكونات عدا الدهون، بما في ذلك كتلة العضلات والعظام وسوائل الجسم، ويشير مصطلح الكتلة العضلية إلى حجم كل عضلات الجسم بما في ذلك العضلات الهيكلية والعضلات الملساء وعضلة القلب، وهذا على عكس المعتقد السائد عند كثيرٍ من الناس من أنّ الكتلة العضلية تشمل كتلة العضلات الهيكلية فقط، ويختلف المعدّل الطبيعي للكتلة العضلية من شخصٍ لآخر باختلاف السنّ والجنس، لذلك إذا كان هناك شخص لديه كتلة عضلية منخفضة فهذا يعني أن كتلة العضلات لديه أقل من متوسط كتلة العضلات في نفس جنسه وفئته العمرية، وكذلك إذا كان لديه كتلة عضلية عالية فإن هذا يعني أن كتلة عضلاته أعلى من متوسط كتلة العضلات في نفس جنسه وفئته العمرية.^[١]

الفرق في الكتلة العضلية بين الذكور والإناث

من المعروف أنّ الرجال أقوى جسديًا من النساء في المتوسط، وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة الفيسيولوجيا التطبيقية أنّ الرجال لديهم متوسط كتلة العضلات الهيكلية أكثر من النساء بحوالي 12 كيلوغرامًا، كما وجدت الدراسة أيضًا أنّ قوة عضلات الجزء العلوي في النساء أقل من الرجال بحوالي 40%، وقوة عضلات الجزء السفلي لدى النساء أقل من الرجال بحوالي 33% في المتوسط، وكشفت دراسة أخرى نُشرت في نفس المجلة عام 2006 أنّ قبضات الرجال أقوى بكثير من النساء، وقد كان الفرق كبيرًا جدًا لدرجة أن 90% من النساء حصلن على تقييم أقل من 95% من الرجال، وبالإضافة إلى ذلك قام الفريق القائم على الدراسة بالبحث عن أفضل النساء الرياضييات اللواتي دُرّبنَ تدريبًا عاليًا وبرعوا في الرياضات التي تتطلّب قبضة قوية مثل الجودو وكرة اليد، وعلى الرغم من أنّ هؤلاء النساء كانت لديهن قبضة أقوى مقارنةً بباقي النساء الأخريات، إلا أنّ قبضاتهن كانت أسوأ من 75% من قبضات الرجال.

أما عن السرعة فيعدّ الرجال بشكلٍ عام أسرع من النساء؛ حيث إنّ الرقم القياسي الخاص بأسرع امرأة في العالم، وهي فلورنس جريفيث جوينر، والتي ركضت سباق 100 متر في 10.49 ثانية فقط في عام 1988 لا يؤهلها للمشاركة في المنافسة الأولمبية للرجال لعام 2016، والذي يتطلب من المنافسين إنهاء سباق 100 متر في 10.16 ثانية أو أقل، وقد توصل العلماء إلى بعض الأسباب التي قد تساهم في هذا الفرق في الكتلة العضلية بين الذكور والإناث،^[٢] ومنها ما يأتي:

• الاختلافات في الطول والوزن: حيث أشار الباحثون إلى أنّ الاختلافات في الطول والوزن بين الرجال والنساء يمكن أن تُفسّر نصف الفرق في القوة.^[٢]
• اختلاف تركيب ألياف العضلات: فقد نشر الباحثون في المجلة الأوروبية للفيسيولوجيا التطبيقية عام 1993 أنّ عضلات الرجال لها مقطع عَرَضي أكبر في ألياف العضلات الفردية.^[٢]
• بعض العوامل الجينية: فقد وجد العلماء أكثر من 3000 جين يتم التعبير عنهم بشكلٍ مختلف بين العضلات الهيكلية للذكور والإناث.^[٣]
• اختلاف مستويات بعض الهرمونات: بما في ذلك هرمون التستوستيرون وهرمون الإستروجين، وتختلف مستويات هذين الهرمونين بشكلٍ كبير بين الرجال والنساء.^[٣]
• اختلاف معدل انتشار الساركوبينيا بين الجنسين: وهو انخفاض كتلة العضلات الهيكلية المرتبط بالعمر، والذي يؤدي إلى ضعف أداء العضلات، وقد وُجدَ أنه أكثر انتشارًا بين النساء في الفئة العمرية الأقل من70 سنة.^[٤]

الفرق في توزيع الكتلة العضلية بين الذكور والإناث

لمعرفة الفرق في توزيع الكتلة العضلية بين الذكور والإناث قام العلماء باستخدام بروتوكول لتصوير الجسم كله بالرنين المغناطيسي لمجموعاتٍ مختلفةٍ من فئاتٍ عمريةٍ مختلفة من الذكور والإناث، وذلك لمعرفة تأثير السنّ والجنس ووزن الجسم والطول على كتلة العضلات الهيكلية والفرق في توزيعها بين نصف الجسم العلوي ونصف الجسم السفلي، وقد شملت الدراسة عينة كبيرة وغير متجانسة من 468 رجلًا وامرأة، وكانت النتائج مختلفة بين الرجال والنساء على النحو الآتي:^[٥]

الفرق في الكتلة الدهنية بين الذكور والإناث

كما يوجد فرق في الكتلة العضلية بين الذكور والإناث يوجد أيضًا فرق في الكتلة الدهنية بين الذكور والإناث، فإنّ كمية الدهون الأساسية في الجسم اللازمة للبقاء تبلغ لدى النساء من 10 إلى 13%، بينما تبلغ لدى الرجال من 2 إلى 5% فقط، ويسري هذا الاختلاف في كتلة الدهون بين الذكور والإناث على الأشخاص الرياضيين أيضًا، حيث تبلغ نسبة الدهون لدى النساء اللواتي يتمتعّن باللياقة البدنية والرياضية من 14 إلى 24%، بينما تتراوح هذه النسبة لدى الرجال من 6 إلى 17%، وقد يرجع الفرق في الكتلة الدهنية بين الذكور والإناث إلى اختلاف تأثير متطلبات الدورة التناسلية على أجسام الرجال والنساء، ولكن لا يعني ذلك أن تترك النساء ممارسة التمارين الرياضية التي تحتاج للقوة، والتي يمكن أن يكون لها العديد من الفوائد الصحية مثل تقوية العظام وتحسين نوعية الحياة وزيادة القدرة على التحمّل وتحسين الوظيفة الإدراكية.^[٦]

الفرق في معدلات الأيض بين الذكور والإناث

نظرًا لأنّ الكتلة العضلية لدى النساء حوالي 2/3 الكتلة العضلية لدى الرجال، وأيضًا نظرًا لأنّ الكتلة الدهنية لدى النساء قد تبلغ ضِعف الكتلة الدهنية لدى الرجال، فقد يتوقّع كثيرٌ من الناس أنّ معدلات الأيض أكثر في الذكور عن الإناث، ولكن نتائج الدراسات أثبتت غير ذلك، فوفقًا لبعض الدراسات لُوحظَ ارتفاع معدلات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام لدى الذكور عن الإناث بنسبة 50-100%، وأيضًا لُوحظ أن تخليص جلوكوز الدم في الجسم بأكمله أبطأ لدى الذكور عن الإناث بنسبة 15% تقريبًا، بالإضافة إلى أنّ معدل امتصاص الجلوكوز في العضلات أبطأ لدى الذكور عن الإناث بنسبة 30-50%، ويرجع السبب في هذا الفرق إلى دور هرمون الإستروجين الذي يوجد بمستوياتٍ مرتفعة لدى النساء، حيث تحتوي عضلات الجسم على مستقبلات لهرمون الإستروجين، لذلك يلعب هرمون الإستروجين دورًا هامًا في تكيف العضلات لدى النساء، وهناك سبب آخر للفرق في معدلات الأيض بين الذكور والإناث وهو اختلاف حساسية الأنسولين بين الجنسين، والتي تكون أقل لدى الرجال وأعلى لدى النساء، وذلك في الفترة ما بين البلوغ إلى ما قبل انقطاع الطمث، حيث تنخفض حساسية الأنسولين لدى النساء مرة أخرى بعد انقطاع الطمث.^[٧]

الفرق في خسران الكتلة العضلية لكبار السن بين الذكور والإناث

مع التقدّم في العمر قد يفقد الشخص جزءًا من الكتلة العضلية، ويُعرف الانخفاض في كتلة العضلات الهيكلية المرتبط بالعمر بالساركوبينيا، وهو يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان جزءٍ كبيرٍ من قوة ووظيفة العضلات، وهناك العديد من الأعراض التي قد تظهر على كبار السن الذين يُعانون من الساركوبينيا، بما في ذلك ضعف الأداء البدني، وحدوث قيود في الحركة، وقد يؤدي ضعف العضلات إلى السقوط والإصابة بكسور العظام، ويبلغ معدل الفقدان التدريجي لكتلة العضلات بنسبة 1-2% بشكلٍ سنويّ، وذلك حتى بلوغ سنّ 50 عامًا، كما يبلغ معدل انخفاض قوة العضلات حوالي 1.5% سنويًا بين سنّ 50 و 60 عامًا، ثم يزداد إلى 3% سنويًا بعد ذلك، ويُرجّح العلماء أنّ الساركوبينيا هي عملية متعدّدة العوامل لها العديد من الأسباب، بما في ذلك التغيرات الهرمونية والعوامل الغذائية والالتهابات والأمراض التي يُصاب بها الشخص، ويعتقد بعض الأطباء أنّ الفقدان التدريجي لكتلة العضلات قد يكون ناتجًا عن عدم التوازن بين بناء وهدم أنسجة العضلات،^[٨]

ولمعرفة الفرق في خسران الكتلة العضلية لكبار السن بين الذكور والإناث تم عمل دراسة لتحليل الاختلافات بين الجنسين في انتشار الساركوبينيا وتوثيق الاختلافات بين الجنسين في كُتْلَةُ الجِسْمِ الغَثّ لدى كبار السن الأصحاء، وقد شملت الدراسة 139 شخصًا من الأشخاص الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 59 و 92 سنة، منهم 77 أنثى و 64 ذكر، وأظهرت نتائج الدراسة وجود اختلافات كبيرة بين الجنسين في انتشار الساركوبينيا للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا والذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، حيث كان انتشار الساركوبينيا أكثر تكرارًا بين النساء في الفئة العمرية الأصغر من 70 سنة، بينما كان العكس صحيحًا في الفئة العمرية الأكبر من 80 عامًا.^[٤]

المراجع

1. ↑ "How Much Muscle Mass Should I Have, and How Do I Measure It?", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} "Women in Combat: Physical Differences May Mean Uphill Battle", www.livescience.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Sex-Based Differences in Skeletal Muscle Kinetics and Fiber-Type Composition", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-11. Edited.
4. ^ ^{أ ب} "Gender and Age Differences in Lean Soft Tissue Mass and Sarcopenia Among Healthy Elderly", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-11. Edited.
5. ↑ "Skeletal muscle mass and distribution in 468 men and women aged 18-88 yr", www.researchgate.net, Retrieved 2020-06-11. Edited.
6. ↑ "Amount of Muscle Mass in Men Versus Women", www.livestrong.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
7. ↑ "Sex Differences in Training and Metabolism", www.strongerbyscience.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
8. ↑ "Sex-specific differences in risk factors for sarcopenia amongst community-dwelling older adults", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-11. Edited.