محتويات
بالحديث عن الفروسية في العصر الجاهلي لا بد من التطرق إلى:
تعريف الفروسية ومظاهرها
تعدّ الفروسية واحدة من الفنون التي نالت اهتمامًا كبيرًا منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، وهي فن ركوب الخيل واستخدامه في الأعمال والأنشطة المختلفة، فالحصان له دور بارز في تاريخ الإنسان إمّا على صعيد الحياة الاجتماعية واستخدامه في نيل متطلبات العيش، أو على سبيل الحياة السياسية واستخدامه في المعارك والحروب، وقد ظهرت الفروسية في ثلاثة مظاهر هي: ركوب الخيل، والمسابقة عليه، والرمي بالنشاب واللعب بالرمح.[١]
عوامل نشأة الفروسية
كان للفروسية في العصر الجاهلي طابع متميز غالبًا فيها فقد مثّلت مجموعة من المثل الرفيعة والبطولات الحربية، وقد نشأت نتيجة عوامل اجتماعية وحربية وأخلاقية، وقد ساعدت الصحراء في نشأة هذا الفن، بسبب الطبيعة القاسية للصحراء التي أكسبت العرب فيها الشجاعة والصبر والجرأة والإقدام.
تعدّ الفروسية في العصر الجاهلي أيضًا البطولة في الحرب، والبلاء في المعركة، والعفة عند توزيع الغنائم، وإطعام الضيف، والدفاع عن المرأة وحمايتها، واستجابة لكل شعور إنساني يتطلب من الفارس الجرأة والإقدام في تلبية حاجات الآخرين.[٢]
صفات الفارس
ارتبط مفهوم الفروسية في العصر الجاهلي بالفتوّة لما فيها صفات القوة والشاب والجرأة والإقدام، والشجاعة والوفاء بالوعد، إضافة إلى معنى المروءة التي تقارب الفروسية أيضا في الوصف والمعنى، فالفروسية مظهر من مظاهر الفتوّة، وقد اختصّ الفارس بصفات العرب جميعها، من الشجاعة والكرم وعزة النفس، واحترام المرأة والدفاع عن المظلومين، والصدق، وكره الغدر، وارتبطت أيضًا بالسيادة، إذ كان للفارس مكانة كبيرة في قومه.[٣]
ومن الصفات المهمة التي يجب أن تتوافر في الفارس إضافة إلى قوته الجسدية، قوته العقلية ورجاحة عقله، وقدرته على موازنة الأمور، والقوة في الشرف والخلق، والحلم والصبر، وكره الغدر والخديعة وكل خلق حسن يكاد يقترب فيه من الكمال، إضافة إلى قوته الجسدية بحيث يكون فيه ما يبعث في نفسه الهيبة وقوة الشخصية، إضافة إلى الشجاعة، والمقدرة الحربية.[٤]
وقد أذكت القبيلة والنظام القبلي الشعور الوطني في فرسان العصر الجاهلي ولا سيما الشعراء، وكانت أداة كبيرة لتحفيزهم على إظهار فروسيتهم تجاهها، ويظهر ذلك كثيراً في شعر الحماسة، وهو أكثر الأغراض الشعرية التي قد يستشف منه فروسية العرب في ذلك الوقت.[٤]
أنواع الفروسية ومصادرها
تنقسم الفروسية إلى فروسية العلم والبيان، وفروسية الرمي والطعان، وهي بأنواع أربع: ركوب الخيل، والرمي بالقوس، والمطاعنة بالرماح، والمداورة بالسيوف،[٥] ومن البواعث التي كانت مصدرًا مهمًا للفروسية: الطبيعة الصحراوية التي احتاجت من الناس التنقل وتغيير مناطق الإقامة بسبب طبيعتها المناخية، والمرأة التي أقيمت الحروب لأجلها ولأجل مكانتها والدفاع عنها ولا سيما إن كانت الحبيبة، والحرب.[٦]
أشهر فرسان العصر الجاهلي
اشتهر العديد من فرسان العرب في الجاهلية، منهم:
- خالد بن جعفر بن كلاب العامري.
- عتيبة بن الحارث.
- عامر بن الطفيل.
- قيس بن معد بن يكرب.
- عمرو بن كلثوم.
- عنترة بن شداد.
وقد كانوا جميعهم يتصفون بصفات الشجاعة والجرأة والإقدام.[٧]
المراجع
- ↑ ابن قيم الجوزية، الفروسية، صفحة 26. بتصرّف.
- ↑ نوري، القيسي، الفروسية في الشعر الجاهلي، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ نوري، القيسي، الفروسية في الشعر الجاهلي، صفحة 45. بتصرّف.
- ^ أ ب آمال بوزقزقة، جوهر علالي، الفروسية في الشعر العربي، صفحة 13-16. بتصرّف.
- ↑ ابن القيم، الجوزية، الفروسية، صفحة 26. بتصرّف.
- ↑ نوري، القيسي، الفروسية في العصر الجاهلي، صفحة 49. بتصرّف.
- ↑ دعاء أشرف (29-12-2021)، "صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 20-1-2022. بتصرّف.