الفلسفة في الإسلام

كتابة:
الفلسفة في الإسلام

الفلسفة

كلمة الفلسفة مشتقّة من اللفظ اليونانيّ "فيلوسوفيا"، والتي تعني محبة الحكمة، وتدرس الفلسفة المشاكل الأساسيَّة المتعلقة بمسائل الوجود والقيم والمعرفة واللغة والعقل، وعلى الأرجح فإنَّ فيثاغروس العالم والفيلسوف هو الذي ابتكرَ هذا اللفظ، ويتضمن المنهج الفلسفي المناقشة النقدية والتساؤل والجدالات المنطقيَّة وتقديم الحجج بأسلوبٍ مُنظم، ومن التساؤلات التي طرحتها الفلسفة وبحثت فيها مسألة الوجود وما هو موجود، وكيف يمكن أن تكون الحياة ذات معنى، وهل الإنسان مخير أم مسير، والكثير من التساؤلات الأُخرى، وسيتحدث هذا المقال عن الفلسفة في الإسلام.[١]

الفلسفة في الإسلام

الفلسفة في الإسلام جاءت من تطوّرٍ طرأَ على الفلسفة، ولكنَّه تطورٌ بطابع إسلاميّ وفق التعاليم والتقاليد الإسلاميّة، وقد كانت بداية الفلسفة الإسلاميَّة مع العالم الفيلسوف الإسلاميّ يعقوب بن اسحاق الكنديّ وذلك في القرن الثاني الهجري، أوائل القرن التاسع الميلاديّ، وكانت نهايتها عند الفيلسوف ابن رشد في القرن السادس الهجريّ، وبعد وفاة ابن رشد انتهى فرع من فروع الفلسفة الإسلاميَّة والمُسمى بالمدرسةِ المشّائيَّة العربيَّة، وضَعُفَ النشاط الفلسفيّ كثيرًا في العالم الإسلاميّ الغربيّ مثل الأندلس وشمال افريقيا، وظلَّت الفلسفة في شرق العالم الإسلاميّ قائمة، وازدهرت العديد من المدارس الفلسفيَّة كالسينويّة نسبة لابن سينا، والرشديّة نسبة لابن رشد، والإشراقيَّة والصوفيَّة وغيرها، كما قدَّم ابن خلدون واحدةً من أهم الإسهامات الفلسفيّة في فلسفة التاريخ، وقد أثرت الفلسفة الإسلاميَّة بشكلٍ واسع في أوربا التي كانت تدين بالمسيحية.[٢]

ولم تَكُن الفلسفة في الإسلام تقتصر على الأمور الدينيّة فقط، ولا يُنتِجُها المسلمون حصرًا، ولم تعترف جميع المدارس الفكريّة الإسلاميّة بشرعية أو فائدة الأبحاث الفلسفيَّة، وقد تأثرت الفلسفة الإسلاميَّة بالفلسفة اليونانيَّة القديمة، وكانت السبب في نشوء فلاسفة مسلمين لهم آراءهم الفلسفيَّة العميقة التي تختلف عن الفلسفة الإسلاميَّة في بداياتها، حيث بدأت بعلم الكلام والذي يستند بشكلٍ أساسيّ على النصوص الشرعيّة من قرآن كريم وسنةٍ نبويّة، والأساليب المنطقية التي تعتمد على الحجة لردّ كلّ من يحاول التشكيك في حقائق الإسلام، وكان أولئك الفلاسفة المشائين المُتأثرين بالفلسفة اليونانيّة يتبعون التصور الأرسطي أو الأفلاطوني ويعتبرونه لا يتعارض مع روح الإسلام، وحاولوا استخدام المنطق لتحليل القوانين الثابتة التي تُدير الكون والناشئة من إرادة الله تعالى، فقاموا ببعض المحاولات التوفيقية للتقريب بين المفاهيم الإسلاميَّة حول الله -سبحانه وتعالى-، والمفاهيم اليونانيَّة الفلسفية للعقل الأول.[٢]

تطوّرت الفلسفة في الإسلام في فترة دراستها للمسائل التي لا تصحّ إلا بالنقل، وبدأت تدرس المسائل التي لا تَثبت إلا بالدليل العقلي، ولكنّ نقطة اللقاء بينهم كان معرفة الله وإثبات أنَّه خالق الكون، وكان أوج التطور لهذا التيار الفلسفي الإسلامي على يدي ابن رشد الذي تمسّك بآرائه رغم كل ما واجهه من تحديات وتكفير، وتبعه الكثير من الفلاسفة العرب المسلمين، وأول من أقام الصلح والتوافق بين المنطق والعلوم الإسلاميَّة هو الغزاليّ، وتوسع في شروحه للمنطق باستخدام علوم الفقه، ومع كلِّ العمل الجادّ والفكر المستنير من الفلاسفة المسلمين كان هناك اتجاه لا يُستهان به، يرفض أن يبحث ويخوض في مسائل البحث في طبيعة الخالق والمخلوق والأمور الإلهيّة، وفضّل أن يكتفي بما جاء في القرآن والسّنة، وقد عُرف هؤلاء بأهل الحديث، وظلت تيارات إسلاميَّة مؤمنة بعدم وجود الفلسفة المتعلقة بالإسلام، ويرون في الفلسفة أنَّها الضلال.[٢]

أشهر الفلاسفة المسلمين

إنَّ علم الفلسفة واحد من العلوم التي شهدت ازدهارًا في العصور الإسلاميَّة، وقد نشأت هذه الفلاسفة وتطورت بفضل نخبةٍ من العلماء العرب المسلمين، الذين نافسوا بأفكارهم وأبحاثهم ومؤلفاتهم أفكار الفلسفة اليونانيّة، واستطاعوا فرض وجودهم الفلسفيّ والوصول إلى مرتبةٍ عاليّة، ومن الفلاسفة العرب البارزين والذين كان لهم دور بارز في تطوير الحضارة الإسلاميّة ما يأتي.

ابن خلدون

هو المؤرّخ العربي الأندلسي، ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م، وفي عام 1406م، يعدُّ المؤسس لعلم فلسفة التاريخ فقد وجد من خلال هذا العلم أنَّ التاريخ ليس مجرد سردٍ ووصف لأحداث زمنية تاريخيَّة، بل إنَّ التاريخ هو علم قائم على البحث والتحليل واستنتاج القوانين، ويُعدّ ابن خلدون أيضًا المؤسس الأول لعلم الاجتماع الحديث، وله إسهاماته الكثيرة في علم التربية فبرأيه أنَّ العلم يُقسم إلى العلم العقليّ والعلم النقليّ، ويرى النُقاد أنَّ ابن خلدون من أعظم الفلاسفة والمؤرخين العرب، والذي حاز أيضًا على إعجاب الغرب بسبب معرفته بالترجمة وقدرته على توثيق التاريخ الإسلاميّ، ومن أشهر المؤلفات لابن خلدون مقدمته التي ألفها عام 1377م، ويتحدث فيها عن التاريخ والشريعة الإسلاميّة والاقتصاد والسياسة والطب والاجتماع والعمران وتطور حضارات الشعوب.[٣]

ابن سينا

هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا الطبيب والفيلسوف، ولد في القرية الفارسيّة أفشنة عام 980م وتوفي في همدان عام 1037م، ولُقب بالشيخ الرئيس، ولقبه الغربيون بأمير الأطباء، كانت نشأة ابن سينا في أوزبكستان، اهتم منذ صغره بالمنطق كسبيل للوصول إلى المعرفة، وقد درس على أيدي علماء المنطق والغيبيات حتى أصبح في الثامن عشرة من عمره بدأ رحلته الدراسيّة بنفسه، فتعمَّق في علوم الشريعة والطبّ والغيبيات، تأثّرَ ابن سينا بالآراء الفلسفيَّة للفارابي وآمن بفلسفته التي تصوّر الموجودات والوجود، وكان يقول بأنَّ الله يعلم الكليات وليس الجزئيات، من أشهر مؤلفاته كتاب القانون.[٤]

ابن الهيثم

هو العالم العربي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم البصريّ، عالم من علماء البصريات والهندسة وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي تأكدت في العصر الحديث، ولد في البصرة عام 965م وتوفي عام 1040م، وقد اشتهر بفلسفته العلمية التي تقول بأنَّ المكان هو فراغ ثلاثيّ الأبعاد بين السطوح الداخليَّة، على عكس ما قامت عليه فلسفة أرسطو وهو أنَّ الأمكنة فراغات ثنائيّة الأبعاد بين السطوح الداخليّة، ومن أهم مؤلفاته كتاب المناظر.[٥]

المراجع

  1. "فلسفة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "فلسفة إسلامية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  3. "أهم الفلاسفة القدماء الذين ساهموا بتقدم الحضارة البشرية"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 27/02/2021. بتصرّف.
  4. "ابن سينا"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  5. "ابن الهيثم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
4456 مشاهدة
للأعلى للسفل
×