القفص الصدري موقعه، أجزاؤه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

كتابة:
القفص الصدري موقعه، أجزاؤه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

القفص الصدري

في رحلة التعرّف على أجزاء الجسم والتجوّل بين المكوّنات المختلفة، تحط الرّحال عند جزءٍ بالغ الأهمية ولا يقلّ أهميةً عن أيٍّ من الأجزاء الأخرى، إنه القفص الصدري وهو جزءٌ من الهيكل العظمي للجسم، حيث يشكّل القفص الصدري الجزء الصدري لدى الإنسان ويوفّر حمايةً لأعضاءٍ مهمّةٍ للحياة وهي القلب والرئتين، ويتألّف من 12 زوجًا من الأضلاع ومعها مجموعةٌ من الغضاريف الضلعية إضافةً لعظمة القص والتي تتكوّن هي الأخرى من أجزاء عديدةٍ ستُذكر لاحقًا، وتلتف الأضلاع إلى الخلف لتتصل بالعمود الفقري عن طريق الفقرات الصدرية 1-12 ممّا يوفّر لها الثبات، ويمكن تقسيم الأضلاع إلى مجموعات، فالمجموعة الأولى هي الأضلاع الحقيقية وتضمّ الأضلاع رقم 1 وحتى 7، بعد ذلك تأتي الأضلاع من 8 إلى 12 وتسمّى الأضلاع الكاذبة، وفي المجموعة الأخيرة يحظى الزوجان الأخيران من الأضلاع بتسميةٍ خاصةٍ وهي الأضلاع العائمة.[١]

موقع القفص الصدري

القفص الصدري هو الإطار العظميّ المكوّن للجدار الصدري، وترتبط مكوّنات القفص الصدري مع بعضها بثباتٍ من الخلف بفقرات العمود الفقري، حيث تبدأ الأضلاع من هناك ملتفّة ومتجهةً إلى الأمام مطوّقةً التجويف الصدري، وينقسم التجويف الصدري لثلاثة أقسام، حجرةٌ متوسطة تحوي القلب والأوعية الدموية الرئيسية، وحجرتين جانبيتين للرئتين، كما يتصل القفص الصدري بالرقبة من الأعلى ويدعم الأطراف العلوية، ومن الأسفل يفصل الصدر عن البطن عن طريق عضلة الحجاب الحاجز التنفسية.[٢]

أجزاء القفص الصدري

أمّا الآن وبعد تكوين صورةٍ عامة عن القفص الصدري، شكله ومما يتكّون، يجب البحث بشكلٍ مفصّل أكثر في أجزائه بشكلٍ مفصّل، فكلّ جزء يتكوّن هو الآخر من أجزاءٍ أخرى من المهم التعرّف عليها بصورةٍ أدق وهي على النحو الآتي:

عظمة القص

وهي مركز القفص الصدري وما يثبّته من الأمام، وهي عظمةٌ طويلة تتكوّن من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يُعرف باسم قبضة القص manubrium وهي الجزء العلوي والأوسع من عظمة القص، والحافّة العلوية لقبضة القص يمكن رؤيتها والإحساس بها بكل سهولةٍ ووضوح، فهي العظمة ذات الحدود الضحلة والتي تأخذ شكل حرف U والموجودة في القاعدة الأمامية للرقبة وبين عظمتي الترقوة، وتعرف باسم الثلمة فوق القص، كما يرتبط أول ضلعين بقبضة القص، بعد ذلك يأتي الجزء الثاني وهو الجزء المركزي والممتدّ للقص وتسمّى جسم القص، حيث ترتبط بالقبضة عن طريق الزاوية القصية، وسُميت بذلك لأنّها منحنية قليلًا وغير مسطحة، وعند هذه الزاوية يرتبط الضلعين رقم 2 وهما أول وأعلى الأضلاع التي يمكن حسّها، وذلك لأنّ الضلعين الأولين مختفيان خلف عظمتي الترقوة، كما تعتبر الزاوية القصية مَعْلمًا مميزًا لحساب الأضلاع 3-7 والمتصلة بجسم القص، وأخيرًا يأتي الطرف السفلي ويدعى الزائدة السيفية أو الناتئ الرهابي xiphoid process، وهو جزءٌ صغير يكون عبارةً عن غضروف في بداية الحياة، وفي منتصف العمر يصبح صلبًا تدريجيًا.[٣]

الأضلاع

يحتوي القفص الصدري على 12 زوجًا من الأضلاع، وكل ضلع هو عبارة عن عظمةٍ مسطحة ومنحنية تساهم في بناء جدار القفص الصدري، كما تمتد الأضلاع للخلف لتلتقي مع فقرات العمود الفقري الصدرية من الفقرة الأولى وحتى الفقرة 12 وترتبط بها، وتبعًا لترقيم فقرات العمود الفقري فإنّ الأضلاع تحمل الترقيم ذاته من 1 وحتى 12، أما من الأمام فيرتبط كل ضلع بعظمة القص من خلال الغضروف الضلعي الخاص به.[١]

وللغضروف كذلك عددٌ من الأجزاء، فالنهاية الخلفية من الضلع تسمّى برأس الضلع، وبجانب الرأس توجد رقبةٌ ضيّقة للضلع، أما على السطح الخلفي للضلع فيوجد نتوء صغير يسمّى حديبة الضلع حيث تلتقي وتتمفصل بشكلٍ عرضي مع الفقرة التي تحمل الرقم نفسه من العمود الفقري، كما تقع بمحاذاة الحديبة زاوية الضلع وهي النقطة ذات أكبر درجة انحناء، ومن ناحية تشريحية فإن زوايا الأضلاع تصطف بموازاة منتصف حد الكتف، أما ما تبقى من الضلع وهو ذلك المحور أو الجزء الممتد فهو جسم الضلع، كما ويوجد ممر أو قناة ضحلة على طول الحافة السفلية لكل ضلع لمرور الأعصاب والأوعية الدموية.[٣]

وتنقسم الأضلاع إلى ثلاثة أنواع، أولها الأضلاع الحقيقية وهي الأضلاع السبعة الأولى، وترتبط غضاريفها الضلعية مباشرة بعظمة القص، بعد ذلك تأتي الأضلاع

الكاذبة وهي الأضلاع من 8 إلى 12 ولا ترتبط غضاريفها بعظمة القص بشكلٍ مباشر، حيث ترتبط غضاريف الأضلاع 8-10 بالضلع الذي يسبقها مباشرةً، بمعنى أنّ غضروف الضلع 10 يرتبط بغضروف الضلع 9 وهكذا، أما الضلعان 11 و12 فلهما اسمٌ آخر كذلك وهو الأضلاع العائمة، وهما ضلعان قصيران لا يرتبطان بتاتًا بالقص، بل تنتهي غضاريفها في العضلات الجانبية لجدار البطن.[١]

الغضاريف الضلعية

هي الأجزاء الغضروفية التي تربط الأضلاع بعظمة القص وتساعدها على التمدّد والحركة للأمام، كما أنّ وجود هذه الغضاريف هو الذي يعطي المرونة لجدران الصدر وذلك ضروري من أجل اتساعه أثناء عملية التنفس، وبما أن عدد الأضلاع يبلغ 12 فالغضاريف كذلك عددها 12 غضروفًا، ولكل منها غضروفان على شكل حدودٍ وأطراف، وما يرتبط منها بعظمة القص هي سبعة أزواج، وهناك ثلاثة أزواجٍ منها ترتبط بالضلع الذي يسبقها، أما الضلعان اللذن ينتهيان في جدار البطن فهما حران ولهما غضروفان حادان، والغضاريف لها سطح أمامي محدب أما الخلفي فهو مقعر، والحدود العليا محدبة والسفلية مقعرة، وبالرغم من تلك المرونة فإنها مع التقدم في العمر وبلوغ 65 من العمر تبح عرضةً للتصلب والتحجر.[٤]

المساحات بين الأضلاع

بعد التعرف على شكل القفص الصدري وكيفية ترتيب الأضلاع والغضاريف، يتضح أن هذا التركيب ينتج عنه وجود مسافاتٍ أو مساحات بينها تسمّى المساحات بين الأضلاع، ويوجد 11 مساحةً بين الأضلاع، حيث تفصل هذه المساحات بين كل ضلع وغضروفه والضلع الآخر، وذلك يجعل حركة القفص الصدري أثناء التنفّس أكثر سلاسةً ومرونة، وتحمل هذه المساحات أسماءً كذلك حيث تسمّى هذه المساحات تبعًا للغضروف الذي يشكّل الحد العلوي، فمثلًا المساحة التي تقع بين الضلعين 4 و 5 تحمل الرقم 4، وتحتوي هذه المساحات على عضلاتٍ وأغشية، 11 عصبًا بين ضلعي، ومجموعتين من الأوعية الدموية التي تحمل نفس رقم المساحة الضلعية.[٥]

المفاصل

تكوّنت صورة عامة عن هيئة القفص الصدري بأجزائه ومكوناته، وحتى تكتمل الصورة يجب الحديث عن آخر الأجزاء المكوّنة للقفص الصدري وهي المفاصل، حيث يضم القفص الصدري العديد من المفاصل وهي كما يأتي[٦]:

  • المفاصل التي تفصل بين فقرات العمود الفقري.
  • المفاصل التي تفصل بين عظمة قبضة القص وعظام الترقوة.
  • المفاصل بين عظمة القص والغضاريف الضلعية 1-7.
  • المفصل الفاصل بين عظمة قبضة القص وجسم القص.
  • المفصل الموجود بين جسم القص والزائدة السيفية.
  • المفاصل الفاصلة بين الأضلاع والغضاريف الضلعية.
  • المفاصل الموجودة بين الأضلاع والفقرات المقابلة.
  • المفاصل التي تفصل بين الغضاريف الضلعية.

وظائف القفص الصدري

لكون القفص الصدري جزءٌ من الهيكل العظمي وتبعّا لموقعه وطريقة تكوينه، فهو يعمل على توفير الحماية لجميع الأعضاء والمكوّنات الداخلية الموجودة في منطقة الصدر وأهمها الرئتين والقلب، وليكون قادرًا على القيام بذلك، يجب أن يتمتع القفص الصدري بمرونة في الحركة والحماية، وهذه المرونة موجودة فعلًا بفضل المفاصل الصغيرة التي تربط الأضلاع بالعمود الفقري ولكن ذلك لا يعني حرية الحركة بل هي محدودة بما يتناسب مع الوظائف المطلوبة.[٧]

ولا تقتصر وظائف القفص الصدري على الحماية من أية قوىً خارجية فحسب، حيث ترتبط به الأطراف العلوية للجسم مما يوفّر لها الدعم والثبات، كما أنه مركز لارتباط وتثبيت العديد من العضلات المسؤولة عن التحكّم في حركة واتجاه الأطراف العلوية وتنسيقها مع الجذع.[٥]

أما أهمّ وظائف القفص الصدري فهي دوره المهم في عملية التنفس، فالقفص الصدري شبه صلبٍ وقادرٌ على التوسّع، وذلك بفعل عددٍ من العضلات وأهمّها الحجاب الحاجز الذي يفصل الصدر عن البطن، بالإضافة إلى الأربطة الليفية والأوتار التي تربط بينه وبين الفقرات الصدرية في العمود الفقري، وذلك مهمٌ لحدوث عملية التنفس، فعندما يتسع القفص الصدري ينخفض ضغط الهواء داخل الرئتين بالمقارنة مع الهواء الخارجي، مما يدفع الهواء للحركة والدخول إلى الرئتين لإعادة التوازن في الضغط، وهذه هي عملية الشهيق، أما عملية الزفير فتحدث عكس العملية السابقة أي عندما ترتخي العضلات والأربطة بما فيها الحجاب الحاجز، كما أنّ تكوينة الأضلاع الخمسة الأخيرة تمنح الجزء السفلي للقفص الصدري والحجاب الحاجز حرية الحركة والاتساع.[٧]

أمراض القفص الصدري

يتعرّض الإنسان طوال حياته للعديد من التغيرات كالمشكلات الصحية والأمراض والتي قد تصيب أي جزءٍ من الجسم، والقفص الصدري والذي هو جزءٌ من الهيكل العظمي ليس بعيدًا عن ذلك، فهناك عددٌ من الأمراض التي قد تصيبه والتي يجب تسليط الضوء عليها ومعرفتها، وفيما يأتي بعض أمراض القفص الصدري:

صدر جؤجؤي أو بروز القفص الصدري

أحد أمراض القفص الصدري ويتمثّل باندفاع العظمة الصدرية وبروزها خارج موقعها الطبيعي في الصدر، ويطلق أيضًا على هذه الحالة اسم صدر الحمامة، ويصاب بهذا المرض الأطفال من بين كل 1500 طفل، فهو ثاني أكثر الحالات غير الطبيعية التي تصيب الأطفال، كما أنّ الذكور عرضةٌ للإصابة بها أربعة أضعاف الإناث، وعادةً ما تبدأ هذه الحالة منذ الطفولة وأثناء نمو وتطوّر الغضاريف التي تربط الأضلاع، فبدلًا من أن تأخذ شكلها الطبيعي تبرز للخارج بشكلٍ واضح، ويرافق ذلك مجموعة من الأعراض منها[٨]:

  • تسارع في ضربات القلب.
  • آلام في الصدر.
  • ضيق في التنفس خاصةً عند القيام بالتمرينات.
  • الشعور بالتعب.
  • تكرار الإصابات بالالتهابات التنفسية.
  • الإصابة بالأزمة أو الربو.
  • ألم في منطقة النمو غير الطبيعي للغضروف.


وهناك نوعان لهذا المرض، النوع الأول ويسمّى صدر الدجاجة، يكون البروز للجزء المتوسط والسفلي لعظمة الصدر، كما أنها الأكثر انتشارًا، أما النوع الثاني وهو صدر الحمامة، وفيه يبرز الجزء العلوي للعظمة مشكّلًا ما يشبه حرف Z، والسبب الحقيقي وراء الإصابة لهذه الحالة غير معروف، إلّا أنّه ينتج عن التطوّر غير الطبيعي للغضاريف، كما أنّ المرضى الذين يعانون من بعض الاضطرابات الجينية يكونون أكثر عرضةً لذلك أيضًا، وتبعًا لمستوى حدة الحالة، يتمثّل العلاج أولًا باستخدام التقويم عن طريق لبس تقويم مخصّص لكل حالةٍ على منطقة الصدر، ولمدة 8 ساعاتٍ على الأقل يوميًا ولعدة أشهر، وظيفته الضغط على المنطقة المصابة من أجل تعديلها، وينفع هذا العلاج في مرحلة ما قبل البلوغ، أما ما بعد ذلك فيلجأ الطبيب للعملية الجراحية.[٨]

كسور ضلوع القفص الصدري

عند البحث عن أكثر المشكلات الصحية أو الأمراض التي تصيب القفص الصدري، تكون كسور الضلوع في المركز الأول، وهي تصدّع أو كسر عظام الأضلاع، والسبب الرئيس وراء ذلك عادةً هو تلقّي ضربةٍ قويةٍ على الصدر نتيجة السقوط، أو حوادث السيارات مثلًا، وفي معظم الأحيان كسر الأضلاع يكون تصدّعًا فقط، وبالرغم مما تسبّبه من ألمٍ إلا أنها تبقى غير خطرة كما في حالات الكسر وانفصال الأجزاء المكسورة، لأن هذه الحالة قد ينتج عنها ضررٌ كبيرٌ للأوعية الدموية الرئيسية والأعضاء الهامة كالرئتين وذلك بسبب الأطراف الحادة للعظم المكسور، و في أغلب الحالات يتم شفاء الأضلاع ذاتيًا خلال شهر أو شهرين ولكن من الضروري السيطرة على الألم لحين الشفاء، فأعراض الكسور تتمثل بألم يزداد حدة عند أخذ نفس عميق، الضغط على مكان الإصابة أو محاولة ثني ولف الجسم.[٩]

وهناك العديد من العوامل التي تزيد من فرصة حدوث هذه الكسور، فالإصابة بهشاشة العظام وترقّقها يجعل كسر العظام أسهل، كما أنّ ممارسي أنواع معيّنة من الرياضات كلاعبي كرة القدم ولاعبي الهوكي معرّضون كثيرًا للسقوط أو تلقّي ضربات على الصدر، كما أن وجود جرح أو إصابةٍ سرطانية تضعف من بنية العظام، لذلك يتوجب أخذ الحيطة وأساليب الوقاية الضرورية كلبس الرياضيين للواقيات المناسبة، تخفيف مسببات الانزلاق والسقوط داخل المنزل كتثبيت السجاد وتنظيف أي بقع تسبب الانزلاق واستخدام سجادةٍ مطاطية أثناء الاستحمام، والأهم من ذلك الحرص على تقوية العظام بتناول الكالسيوم وفيتامين د الضروريين لقوة العظام.[٩]

التهاب الغضاريف الضلعية

كأي جزء آخر في الجسم، قد تتعرض الغضاريف الضلعية الموجودة في القفص الصدري للالتهابات، وعادةً ما يصيب هذا النوع من الالتهاب الغضاريف التي تربط الأضلاع العلوية بعظمة القص، ويترافق الالتهاب بآلامٍ في الصدر تتراوح بين الخفيفة وقد تكون في بعض الحالات شديدةً جدًا، ففي الحالات الخفيفة قد يقتصر الألم على الضغط على منطقة الالتهاب، أما الحالات الشديدة فألمها يكون شديدًا وغير محتمل مما يؤثر على حياة الشخص، كما قد يمتد الإحساس بالألم إلى كافة الأضلاع، ويحدث الالتهاب كنتيجة لبعض أنواع التهابات المفاصل، أورام في منطقة الغضاريف الضلعية، بعض أمراض الجهاز التنفسي والفيروسات مثل مرض السل والزهري، كما أنّ تلقّي ضربة على الصدر وبعض الرياضات القوية كحمل الأثقال قد تتسبّب في ذلك أيضًا.[١٠]

بعد التشخيص يتم اتباع العديد من الإجراءات العلاجية، حيث يتم علاج معظم حالات التهاب الغضاريف الضلعية بمضادات الالتهابات غير الستيرويدية كالإيبوبروفين والنابروكسين، ويمكن وصف بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة إضافةً لبعض أنواع الستيرويدات، كما يجب التعديل في أسلوب الحياة لدى المصاب بالاستلقاء والراحة، واستخدام الكمادات الساخنة أو الباردة.[١٠]

متلازمة تيتز

من الأمراض نادرة الحدوث والتي تصيب الجهاز العضلي الهيكلي، ومؤلمةٌ للغاية لكنها غير خطيرة، حيث تحدث الإصابة عندما تتورم الغضاريف المحيطة بالمفاصل الرابطة للأضلاع العلوية بعظمة الصدر، وثاني أو ثالث الأضلاع هي الأكثر إصابةً عادةً، ولم يستطع العلماء إيجاد سبب هذه المتلازمة، إلا أنهم يرجّحون التعرض لضربات خفيفة على جدار الصدر، كما يمكن أن تصيب هذه الحالة المرضى الذين أصيبوا بالكثير من الالتهابات التنفسية، ومن هم في عمر أقل من 40 عامًا معرضون بشكل أكبر للإصابة بمتلازمة تيتز.[١١]

وأكثر ما يميّز هذه الحالة هي التورّم إضافةً لألم في الصدر، حيث يظهر الألم ثم يختفي فجأةً، أو قد يتدرّج الألم ويظهر ثم يختفي على مدار سنوات، كما يمكن أن يختفي الألم ولكنّ التورّم يستمر، وتختلف حدة الألم وشدته، فقد يكون خفيفًا أو يشبه الطعن بسكين، وقد يعتقد البعض بأنّه ألم نوبةٍ قلبية، كما قد يمتد إلى الرقبة الأكتاف والذراعين، ويمكن لبعض الحركات أن تزيد من حدة الألم كالعطس والسعال، التنفّس بعمق، الضحك وربط حزام الأمان عند ركوب السيارة، وعلاجها بسيط يتمثّل في استخدام مضادات الالتهابات غير الستيرويدية ويمكن أن تستخدم الستيرويدات كذلك.[١١]

مرض بادجيت

يحدث هذا المرض نتيجة اضطرابٍ موضعيّ يصيب عملية تكوين العظام، حيث يبدأ بعملية ارتشاف العظام بشكلٍ مفرط ثم يتبع ذلك نشاطٌ كبيرٌ في تكوين وتشكيل العظم، مما ينتج عن هذا الاضطراب في نشاط الخلايا العظمية تكوين عظمٍ بشكلٍ فسيفسائيّ غير منتظم يجعله أضعف، أكبر، أقل ضغطًا وأكثر وعائيةً وأسهل كسرًا كذلك، وأغلب المصابين قد لا تظهر عليهم أية أعراض، إلا أنّ الأعراض تتمثّل في ألمٍ في العظم، مشكلاتٌ عصبيةٌ، دفءٌ مفرط، الإصابة بالفصال العظمي الثانوي إضافةً لتشوّه العظام، وهو يصيب أجزاءً مختلفةً إلّا أنّ الهيكل العظمي المحوري هو الأكثر عرضةً.[١٢]

هل يمكن البقاء بدون القفص الصدري

للإجابة على هذا السؤال لا بدّ من ذكر حالة طبية تم التعامل معها من قبل الأطباء، وهي حالة لرجل يبلغ من العمر 76 عامًا، عاش عقدًا من حياته دون عظمة القص، حيث كان يعاني من أمراض في الشرايين التاجية والجهاز الوعائي، وخضع لعملية تحويل مجرى شريان تاجي، وكانت العملية معقدةً نظرًا لالتهاباتٍ أدت لالتهاب عظمة القص، مما اقتضى الاستئصال الجزئي للقص والأضلاع، ومن ثم محاولة ترميم الأجزاء الباقية، وكنتيجةٍ لذلك أصبح الهيكل العظمي الأمامي للصدر غير مكتمل، كما أنّ أجزاءً من القلب والرئتين أصبحت مكشوفة وغير محمية لأكثر من 10 سنوات.[١٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "The Thoracic Cage", pressbooks-dev.oer.hawaii.edu, Retrieved 2020-06-11. Edited.
  2. "Anatomy, Thorax, Wall", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-12. Edited.
  3. ^ أ ب "THE THORACIC CAGE", opentextbc.ca, Retrieved 23-06-2021. Edited.
  4. "Costal cartilage", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
  5. ^ أ ب "Thoracic cage", www.kenhub.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
  6. "Thoracic cage", www.anatomynext.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
  7. ^ أ ب "Human skeleton", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
  8. ^ أ ب "What is pectus carinatum and can it be treated?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-06-12. Edited.
  9. ^ أ ب "Broken ribs", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-12. Edited.
  10. ^ أ ب "Costochondritis: Causes, Complications, and Treatment", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-12. Edited.
  11. ^ أ ب "Tietze Syndrome: What to Know", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-12. Edited.
  12. "Paget Disease", emedicine.medscape.com, Retrieved 2020-06-12. Edited.
  13. "Living without a sternum for a decade", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-12. Edited.
7534 مشاهدة
للأعلى للسفل
×