القولون العصبي والصيام

كتابة:
القولون العصبي والصيام

القولون العصبي

مرض القولون العصبي أو (Irritable Bowel Syndrome,IBS) هو مشكلة صحيّة شائعة تصيب الجهاز الهضمي، وتسبّب بعض الأعراض، مثل: تشنّجات المعدة، والانتفاخ، والغازات، والإسهال، والإمساك، ومشكلات في تفريغ الأمعاء من الفضلات، وقد يلاحظ المصاب خروج مخاط مع البراز، والشّعور بالامتلاء، والضّغط في منطقة البطن، وانتفاخ أسفل البطن، ويشعر المصاب بألم في الظّهر، وتعب، وإعياء، وفقدان للطّاقة، وهي أعراض عادةً تظهر وتختفي لدى الأشخاص الذين يشتكون من القولون العصبي، وقد تستمرّ عدّة أيام أو أسابيع في كلّ مرّة تظهر فيها.

في حالات نادرة تسبّب الأعراض ضيق النّفس، والنّزيف عند التبرّز، والفقدان السّريع للوزن، وانتفاخ البطن، وسرعة نبضات القلب، وشحوب الجلد، وعند ظهور هذه الأعراض المتطوّرة يجب مراجعة الطّبيب فورًا، وعادةً تعدّ مشكلة القولون العصبي مزمنةً وتستمرّ مع الشخص مدى الحياة.

قد تسبّب أعراض القولون العصبي الإزعاج للمصابين، وتنعكس على حياتهم اليومية وإنتاجهم ومزاجهم، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يوجد علاج كامل للقولون العصبي، لكن يمكن التأقّلم مع المرض باتّباع حمية وتناول بعض الأدوية التي قد تساهم في السّيطرة على الأعراض إلى حدٍّ ما، وقد تتحسّن الحالة مع نوع من الطّعام وتسوء مع نوع آخر[١].


تأثير الصوم على القولون العصبي

في دراسة أجريت على مجموعتين من المصابين بالقولون العصبي جرت معالجة المجموعة الأولى بالأدوية المعتادة والعلاج النّفسي، والثّانية بالصيام لمدّة 10 أيام، كانت نتيجة الدّراسة إيجابيةً لصالح الصّيام؛ إذ لم يحدث تحسّن في المجموعة الأولى، بينما شهدت المجموعة الثانية تحسّن 7 من 10 أعراض يعاني منها المصاب بالقولون العصبي، وكانت تلك الأعراض القلق، والدّوخة، وألم البطن، وانتفاخ البطن، والإسهال، وعدم القدرة على أداء الأعمال اليومية، وفقدان الشّهية.

من الجدير بالذّكر أنّ هذه الدراسة اعتمدت على الصّيام التامّ عن الطعام لمدّة 10 أيام، بينما الصّيام المتقطّع كما هو الحال في شهر رمضان له فوائد كثيرة، لكن استفادة المريض من الصّوم تكون حسب اختياراته من الطّعام على وجبة الإفطار والسّحور، ومدى ممارسته لأي نشاط بدني، وابتعاده عن مصادر الضّغط النفسي والتوتّر، ومحاولته للاسترخاء، وممارسة أنشطة وهوايات تحسّن من نفسيته [٢] ، [٣].


أسباب القولون العصبي

إنّ السّبب المباشر للقولون العصبي ليس معروفًا، لكن ظهور المرض قد يرتبط بنوع الطّعام المتناول، وسرعة الأمعاء في الحركة، كما يتربط بحساسية الأعصاب في الجهاز الهضمي، ويلعب التّوتر والضّغط العصبي والنفسي دورًا واضحًا في تطوّر المرض وحدّته، ويمكن أن يكون للوراثة دور كذلك في الإصابة بالمرض من عدمه، ولا يوجد اختبار معيّن للقولون العصبي، لكن قد يطلب الطّبيب من المريض إجراء فحص للبراز للتأكّد من عدم وجود مسبّب آخر للأعراض، كالإصابة بعدوى في الجهاز الهضميّ، أو حساسية معيّنة تسبّبت بالأعراض، كما يتأكد من انتفاخ القولون، ويأخذ التّاريخ المرضي من المريض من الأعراض، ومدّة بقائها، وسبب ظهورها[٤].


حمية القولون العصبي

تعتمد الحمية المناسبة للمصاب بالقولون العصبي على الأعراض التي يشكو منها، فقد يعاني بعض الأشخاص من الإسهال، فيما يعاني البعض الآخر من الإمساك، وقد يملك البعض حساسيّةً معيّنةً تثير لديه أعراض القولون العصبي، ومن الإرشادات العامّة مع وجوب مراجعة اختصاصي التّغذية أو طبيب لإرشاد المريض إلى ما يناسب حالته بصورة خاصّة ما يأتي[٥]:

  • يفيد تناول الطّعام الغني بالألياف المصابين بالإمساك، بينما يفيد التّقليل من الألياف المصابين بالإسهال.
  • يواجه الجهاز الهضمي صعوبةً في التّعامل مع بعض الأغذية، خاصّةً للمصاب بالقولون العصبي، وعند الامتناع عنها لمدّة وُجِدَ أنّه يحدث تحسّن كبير في الأعراض، وهذه الأغذية تشمل مصادر اللاكتوز مثل الحليب ومشتقّاته، وبعض الفواكه مثل المشمش، والبطّيخ، والمانجو، والتفّاح، والإجاص، والبرقوق، والدّراق، والبقوليّات مثل الفول، والعدس، والحمّص، والفاصولياء، والأغذية عالية الفركتوز مثل المعلّبات المحلاة، والمحلّيات بشتى أنواعها، ومنتجات دقيق القمح من خبز أبيض ومعكرونة وغيرها، والكاشو، والفستق الحلبي، وبعض الخضروات مثل البروكولي، والقرنبيط، والفطر، والهليون، والبصل، والملفوف.
  • يفضّل تجنّب تناول الشّوكولاتة، والقهوة، والمكسّرات.


المراجع

  1. nhs staff (2017-10-9), "Irritable bowel syndrome (IBS)"، nhs, Retrieved 2019-5-4. Edited.
  2. ncbi staff (2006-3-13), "Effects of fasting therapy on irritable bowel syndrome"، ncbi, Retrieved 2019-5-4. Edited.
  3. renaissancehumans staff (N.D), "How Intermittent Fasting Fixes Your IBS, Colitis, And Crohn’s"، renaissancehumans, Retrieved 2019-5-4. Edited.
  4. Jaime Herndon & Tricia Kinman (2017-7-24), "Everything You Want to Know About IBS"، healthline, Retrieved 2019-5-13. Edited.
  5. Kristeen Moore , Valencia Higuera (2018-11-7)، "IBS Diet Guide"، healthline, Retrieved 2019-5-4. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×