محتويات
القيم الروحية والمادية في العصر الأندلسي
يمكن تحديد ملامح القيم الروحية والمادية في العصر الأندلسي بما يلي:[١]
- السلوك العربي الإنساني في الأندلس
وقد أثر هذا السلوك في تآلف القلوب بين المسلمين والإسبان فأنسوا إلى بعضهم وحصل التزاوج والمصاهرة بينهم.
- الوفاء بالعهود
حرص العرب على الوفاء بعهودهم لأهل الذمة حتى في الحالات التي عرفوا فيها أنهم خدعوا.
- التسامح
التسامح عند العرب خلق كريم صدر من إيمان العرب برسالتهم الإنسانية الإسلامية ونتج عن هذا التسامح اجتذاب أهل الذمة إلى الإسلام وإقناعهم بعدالة الدولة العربية، واستقرت الدولة الأندلسية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
- احترام العرب لمعتقدات الأمم التي خضعت لسلطانهم
بلغ حلم العرب على غيرهم أنهم سمحوا للأساقفة بعقد المؤتمرات الدينية كمؤتمر (أشبيلية) عام 782 للميلاد، وسمحوا لليهود والنصارى بتولي المناصب العليا في الدولة، وتركوا لهم كنائسهم وأموالهم وقوانينهم، والمقاضاة إلى قضاة منهم.
- مشاركة المسلمين لغيرهم أعيادهم ومناسباتهم وتهنئتهم بها
أقام المسلمون الاحتفالات بالمولد النبوي وقد شاركهم النصارى هذه الاحتفالات وأبدوا إعجابهم فيها، كما أقام غير المسلمين الاحتفالات والمهرجانات ومنها عيد ينيّر وعيد العنصرة وقد شاركهم المسلمون هذه الاحتفالات والمهرجانات.[٢]
كانت القبائل العربية في الأندلس تابعة لفرعين أساسيين هما عرب المضرية وعرب اليمنية وكانت الأندلس بخيراتها وموقعها الاستراتيجي وخصوبتها وأنهارها متنفسا لإحياء الصراع العربي القديم إلى جانب الصراع على السلطة والرياسة والقضاء فكثرت الخصومات والصراعات على القضاة. [٣]
- النظافة
عرفت للأندلسيين صفات خاصة منها النظافة فقد كان الأندلسي يفضل أن يكون نظيفا في ملبسه ومأكله على بساطته عن أن يأكل أكلا فخما غير نظيف، واعتادوا السير في الشوارع ورؤوسهم عارية، ويلبسون الأبيض حدادا.[٤]
- علو الهمة
اشتهر عن الأندلسيين علو الهمة فطمح كثير منهم أن يكونوا ملوكا مما أدى إلى نشوب النزاعات الداخلية وإثارة الفوضى في البلاد.[٤]
- الرغبة في العلم
ألف الأندلسيون آلاف الكتب ووضعوا كثيرا من الرسائل في فضل العلماء كابن حزم الذي عاب على المشارقة تقصيرهم في تخليد أخبار علمائهم ومآثرهم.[٤]
- التنظيم الإداري
نظّم الأندلسيون أعمال الحكومة عن طريق الخطط الواضحة كوظيفة القضاء التي تعتبر أكبر الوظائف وأسماها وتعلقها بالدين، وكانت مراقبة الأسواق والسلع من مهام المحتسب ويكون عادة عالما وجيها فطنا ويمر على الأسواق راكبا ومعه موازينه وأعوانه. [٤]
- العناية بالآداب والعلوم والفنون
أنشأ الأندلسيون المدارس وترجموا الكتب المختلفة ودرسوا العلوم بكافة ميادينها وشجعوا الرحلات العلمية وإجزال العطايا للعلماء.
- المناهج الدراسية
أشار ابن خلدون إلى المناهج الدراسية في الأندلس بقوله: "فمذهبهم تعليم القرآن والكتابة وجعلوه أصلا في التعليم."[١] واهتموا بتعليم الصبيان اللغة العربية والشعر والخط العربي.
- تأسيس المكتبات
اهتم الخلفاء الأندلسيون بتأسيس المكتبات فنقلوا الكتب من المشرق العربي في مختلف صنوف العلم والمعرفة وعملوا على إنشاء الدور لنسخ الكتب.
القيم المادية والروحية في الشعر الأندلسي
يمكن استعراض بعض القيم الروحية والمادية في أشعار الأندلسيين بالأمثلة التالية:[٥]
وجود أي شيء في الحياة هو بداية نهايته
وينطبق هذا الحال على الأمم والشعوب كقول أبي البقاء الرندي:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
- فلا يغر بطيب العيش إنسان
التمتع بالحياة واغتنام فرصة العيش
كقول ابن زيدون:
واغتنم صفو الليالي
- إنما العيش اختلاس
تأثر الشعراء بمبادئ القرآن الكريم في فهم مصيبة الموت
كقول الشاعر ابن عبد ربه:
من لي إذا جدت بين الأهل والولد
- وكان مني نحو الموت قيد يد
والدمع يهمل والأنفاس صاعدة
- فالدمع في صبب والنفس في صعد
المراجع
- ^ أ ب توفيق اليوزبكي (5/1/2007)، "الحضارة العربية في الأندلس وأثرها على أوروبا "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
- ↑ عدنان الدراجي، التأثير الحضاري المتبادل بين الأندلس الإسلامية وإسبانيا النصرانية، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑ بوعدي بن عيسى ، الحياة الاجتماعية في الأندلس من خلال كتاب القضاة بقرطبة للخشني، صفحة 38 39. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "الحياة الاجتماعية في الأندلس"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد العاني ، محمد جبار (1/2/2009)، "تأملات فلسفية في القيم الروحية للشعر الأندلسي"، مجلة جامعة الأنبار للعلوم الإسلامية ، العدد 3، المجلد 1، صفحة 240- 250. بتصرّف.