القيم المستفادة من سورة الكهف
سورة الكهف مليئة بالقيم والعبر والعظات، ومن بعض تلك القيم بناءً على مواضعها في السورة ما يأتي:[١]
- بينت الآيات الأولى من السورة أنَّ أعظم نعمة أنعمها الله -سبحانه وتعالى- على عباده هي إنزال القرآن الكريم، لأنَّه يحتوي على علاج أكيد لمشكلات البشرية جميعها، ومُخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن وظائفه إنذار الذين كفروا بالعذاب، كما أنَّه في الجهة لمقابلة يبشر الذين آمنوا بالنعيم المقيم.
- تشير قصة أصحاب الكهف إلى أنَّ لله -عز وجل- آيات عجيبة من خلق السموات والأرض والمخلوقات، إضافة إلى العجب في تلك الحادثة.
- فرار الفتية الذين آمنوا بدينهم من الفتنة وتركهم للأهل والأموال والأصحاب، دليل جواز لهذا الفعل لكل من يتعرض للأذى في دينه.
- فضل الدعاء وكرمه عند الله -سبحانه وتعالى-، حيث إنَّ الفتية بعد أن لجأوا إلى الكهف أخذوا يدعون ربهم -سبحانه وتعالى- أن يهيئ لهم من أمرهم رشداً فكان من أمرهم ما كان.
- الدين الإسلامي هو دين المساواة لم يفرق بين غني وفقير أو بين رئيس ومرؤوس، ونستشف ذلك من أمر الله -سبحانه وتعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يصبر نفسه مع الذين يدعون ربهم من الفقراء، وعدم التطلع إلى مجالسة الكبراء الذين لم يؤمنوا.
- قصة الرجل المؤمن والكافر دليل بأنَّ الأموال كثيراً ما تؤدي بصاحبها إلى التفاخر والتكبر، ولكن قدرة الله -سبحانه وتعالى- التي آتت المال تملك بين لحظة وأخرى أن تسلب ذلك المال، فيصير صاحب المال صفر اليدين.
- قصة سيدنا موسى مع الخضر -عليهما الصلاة والسلام- تُبين وجوب تواضع طالب العلم وإن كان نبياً لمعلمه، وتشير إلى رحمة العالم بتلاميذه.
- فعل سيدنا الخضر -عليه السلام- يُبين أنَّ هناك أموراً تجري لحِكَم لا تظهر للناس، يعلمها الله -سبحانه وتعالى-، وقد يظهرها لبعض أوليائه أو أنبيائه، وأن ما فعله الخضر في المواقف الثلاثة من باب اختيار أخف الضررين.
التعريف بسورة الكهف
سورة الكهف سورة مكية بمجملها على المشهور من أقوال أهل العلم، وقيل إنَّ بعض آياتها مدني، وهي السورة الثامنة والستون من حيث النزول، وهي من أواخر ما نزل في العهد المكي، وعدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية عند البصريين، ومئة وعشر آيات عند الكوفيين، تسمى سورة "الكهف"، كما تسمى سورة "أصحاب الكهف".[٢]
فضل سورة الكهف
صحَّ في فضل سورة الكهف العديد من الأحاديث النبوية الشريفة منها ما يأتي:[٣]
- أخرج مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).[٤]
- صحَّ عن أبي سعيد الخدرير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ).[٥]
المراجع
- ↑ الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 206-299، جزء 15. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 459، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير (1419)، تفسير ابن كثير (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 121، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابو الدرداء، الصفحة أو الرقم:809، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:736، صحيح.