الكبد موقعه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

كتابة:
الكبد موقعه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

الكبد

عبارة عن عضو لحمي كبير ذو ملمس يشبه المطاط يقع في الجانب الأيمن من البطن ومحمي بالقفص الصدري، لونه مائل إلى البني المحمر ويزن ثلاثة أرطال، كما يٌقسم الكبد إلى قسمين، إحداهما الفص الأيمن، والآخر الفص الأيسر،[١] حيث ينقسم كل فص من هذين الفصين إلى ثمانية أقسام، ويحتوي كل جزء من هذه الأقسام على ما يٌقارب 1000 فصيص، وكل فص من هذه الفصوص الصغيرة يحتوي على مجرى أنبوبي صغير يصب في القناة الكبدية المشتركة، حيث يحوي الكبد ما يٌقارب 13% من دم الجسم بشكل دائم وهي نسبة كبيرة، ويُسهم هذا العضو بشكل كبير في تعزيز وظائف عديدة في الجسم أهمها وظائف التمثيل الغذائي والجهاز المناعي، حيث لا يمكن للإنسان العيش بدون كبد لكن أهم ما يميزه هي قدرة أنسجته على التجدد والنمو مرة أخرى بعد استئصال جزء منه أو تعرضه للضرر أو الجراحة، كما سيتم توجيه المقال للحديث حول وظائفه بشكل أكثر تفصيلًا، موقعه، أمراضه وهل يمكن البقاء بدونه.[٢]


أين يقع الكبد؟

يُعد الكبد عضو حيوي يُسهم في دعم الأعضاء الأخرى الموجودة في الجسم، وهو عبارة عن إحدى أجزاء الجهاز الهضمي ويقع في التجويف البطني في الربع العلوي من الجهة اليمنى تحديدًا من البطن، حيث يقع الحجاب الحاجز أعلى الكبد والمعدة أسفله،[٣] من جهة الجزء الأيسر للكبد، كما يقع الجزء الأيمن من الكبد فوق الأجزاء الأولى للأمعاء الدقيقة،[٢] كما تتواجد المرارة أسفل الكبد جنبًا إلى جنب أعضاء أخرى مثل البنكرياس، حيث تعمل هذه الأعضاء مع الكبد في هضم الطعام وامتصاصه ومعالجته، بالإضافة إلى أنَّ القفص الصدري يعمل بمثابة حماية للكبد كونه يقع بداخله مع الأعضاء الأخرى ولهذا السبب لا يتم الشعور بالكبد.[١]


ما هي وظائف الكبد؟

الكثير من الوظائف التي يقدمها الكبد للجسم ويُسهم في دعمه، حيث يقول الممرض جوردان نولتون وهو عبارة عن ممارس مسجل متقدم في مستشفى جامعة فلوريدا Health Shands، "للكبد دور معقد في وظائف الجسم"، حيث تم تحديد أكثر من 500 وظيفة حيوية للكبد، منها ما يلي:[٣]

  • إنتاج العصارة الصفراوية، وهي عبارة عن مادة سائلة مهم في عملية الهضم كونها تعمل على تكسير الدهون خاصة بالإضافة إلى قدرتها على التخلص من الفضلات.
  • إنتاج بعض البروتينات المهم لبلازما الدم.
  • يُسهم بشكل كبير في تعزيز عملية هضم الدهون من خلال إنتاج الكوليسترول والبروتينات اللازمة للمساعدة في نقل الدهون.
  • موازنة نسبة الجلوكوز في الجسم، حيث يتم تحويل الزائد منه إلى جلايكوجين يُخزن في الكبد، ومن ثمَّ تحويل الجلايكوجين المخزن إلى جلوكوز عند حاجة الجسم إليه.
  • تنظيم مستويات الأحماض الأمينية في الدم، والتي تٌعد وحدات البناء الأساسية للبروتينات.
  • يُعد الكبد إحدى مخازن الحديد، كما يعمل على معالجة الهيموغلوبين لاستخدام محتواه من الحديد.
  • تعزيز عملية التمثيل الغذائي للبروتين عن طريق تحويل الأمونيا السامة إلى يوريا تُطرح خارج الجسم عن طريق البول، حيث تعد اليوريا إحدى النواتج النهائية لعملية التمثيل الغذائي للبروتين.
  • تنقية الدم وفلترته من الأدوية أو المواد السامة أو أي شوائب أخرى.
  • يُسهم في تنظيم تخثر الدم.
  • تعزيز عمل الجهاز المناعي عن طريق تكوين عوامل مناعية بالإضافة إلى إزالة البكتيريا من مجرى الدم وبالتالي مقاومة الاتهاب.
  • إزالة البيليروبين من خلايا الدم الحمراء، لأنَّ تراكم هذه المادة يسبب اصفرار في لون الجلد والعينين.


ما هي أمراض الكبد؟

كأي عضو آخر في الجسم فإنَّ الكبد قد يُصاب ببعض الأمراض وقد لا يعمل بشكل طبيعي وبكفاءة جيدة، وهذا يؤثر بشكل كبير على الجسم نتيجة لخلل في الوظائف التي يقدمها الكبد للجسم، حيث يمكن أن تحدث هذه الأمراض نتيجة لأسباب عدّة متعلقة بنمط الحياة والعادات السيئة المتبعة مثل إدمان الحكول الذي يسبب تليف الكبد، تناول جرعات زائدة من الأدوية مثل الأسيتامينوفين بالإضافة إلى تراكم كميات كبيرة من الدهون داخل الكبد مسببًا بذلك الإصابة بمرض الكبدالدهني غير الكحولي، ومن أهم الأمراض التي قد تصيب الكبد ما يأتي:[٤]


التهابات الكبد

مشكلة صحية يتعرض فيها الكبد للالتهابات نتيجة أسباب عدّة، حيث يُعد التهاب الكبد الفيروسي من أكثر أسباب التهاب الكبد شيوعًا، وتشمل أنواع التهاب الكبد الفيروسي ما يلي:[٤]

  • التهاب الكبد A: عدوى تصيب الكبد نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث بالبراز، وهذه العدوى لا تسبب الأضرار على المدى الطويل وتُشفى من تلقاء نفسها.
  • التهاب الكبد B: عدوى تصيب الكبد نتيجة فيروسات منتقلة من شخص لآخر، مثل انتقالها بواسطة ممارسة الجنس غير المحمي أو تعاطي المخدرات بإبر مشتركة، وهذا النوع أكثر خطورة من التهاب الكبد A لأنَّ مضاعفاته تزداد في حال استمر لأكثر من ستة شهور ومنها زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد وأمراض أخرى.
  • التهاب الكبد C: عدوى تصيب الكبد نتيجة انتقال دم ملوث إلى الدم في الجسم عن طريق استخدام الإبر المشتركة أثناء تعاطي المخدرات أو الإصابة بفيروس نقص المناعة المشتركة أو التعرض الخاطئ لإبرة تحمل التلوث خاصة الأشخاص العاملين في مجال الرعاية الصحية.


أمراض الكبد المتعلقة بمشاكل الجهاز المناعي

يقوم الجهاز المناعي بحماية الجسم من أي جسم غريب قد يسبب المرض مثل البكتيريا والفيروسات، ولكن يمكن أن يهاجم الجهاز المناعي أجزاء أو أعضاء معينة في جسم الإنسان نتيجة خلل ما، مثل الكبد مسببًا بذلك عدة حالات مرضية، منها ما يلي:[٤]

  • التهاب الكبد المناعي: تٌعد هذه الحالة أكثر شيوعًا لدى الإناث أكثر منها في الرجال، وهي عبارة عن التهاب يصيب الكبد ويسبب عدّة مضاعفات مثل فشل الكبد.[٤]
  • التهاب الأقنية الصفراوية الأولي: مرض مزمن يعمل على تدمير القناة الصفراوية بشكل بطيئ، حيث يقوم الكبد بإفراز العصارة الصفراوية التي تعمل على تعزيز عملية الهضم وإرسالها إلى القناة الصفراوية، وفي حال تلف هذه القناة فإنَّ العصارة تتجمع في الكبد مسببة تلف في أنسجة الكبد بصورة لا يمكن علاجها، حيث يرافق هذ المرض عدّة أعراض وعلامات مثل الإرهاق، حكة في الجلد، جفاف العين والفم، ألم في الجزء العلوي من البطن، تورم الطحال، فقدان الوزن، تراكم السوائل في الجسم بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول.[٥]
  • التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي: حالة مرضية تتصف بالتهاب القناة الصفراوية وتضيقها وعدم تدفق العصارة الصفراوية بشكل طبيعي وصحيح، وها يسبب رجوع العصارة الصفراوية إلى الكبد مسببة زيادة الضغط عليه مما ينتج عن ذلك الالتهاب، وبمرور الوقت فإنَّ كمية الدم التي تتدفق إلى الكبد تصبح أقل، مما يزيد من الضغط على الوريد البابي مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وهذا ينتج عنه مضاعفات عديدة مثل تضخم الأوردة في المعدة، المريء والأمعاء بالإضافة إلى تضخم الطحال، كما يرافق هذه الحالة المرضية عدّة أعراض وعلامات مثل التعب، الحكة، ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، اصفرار الجلد بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم.[٦]


السرطانات والأورام

إنَّ إصابة الكبد بالسرطانات والأورام تكون بسبب انتشاره من أعضاء أخرى كالرئتين أو القولون أو الثدي ووصلها إلى الكبد، ونادرًا جدًا ما تبدأ هذه السرطانات أو الأورام من الكبد نفسه، وتشمل الحالات المحتملة لسرطان الكبد ما يلي:[٤]

  • سرطان الكبد: يصف الأطباء السرطان الذي يصيب الكبد فقط بسرطان الكبد حتى مع إمكانية انتشاره إلى الأجزاء والأعضاء الأخرى، كما أنَّ الأعراض المتعلقة بهذا النوع من السرطانات لا تظهر إلَّا في مراحل متقدمة من المرض ومنها; اصفرار الجلد والعينين، ألم أو تورم في البطن، فقدان الوزن بشكل مفاجئ، تضخم في الكبد أو الطحال أو كليهما، تراكم السوائل، التعب، التقيؤ، الغثيان، الحكة، الحمى، ألم في الظهر بالإضافة إلى الشعور بالشبع بعد تناول وجبة صغيرة، حيث يُعد الحل الأمثل والأعلى فرصة للشفاء هو اسئصال الورم بعملية جراحية.[٧]
  • سرطان القنوات الصفراوية: إحدى أنواع السرطانات الأقل شيوعًا، وعادةً ما يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة، وهو عبارة عن ورم يصيب القنوات الصفراوية التي تصل الكبد بالأمعاء لنقل العصارة الصفراوية وتعزيز عملية هضم الطعام.[٤]
  • ورم الكبد الحميد: تُعد هذه الحالة المرضية غير شائعة بالإضافة إلى أنَّها ليست سرطان مع احتمالية تحولها إلى سرطانات بنسبة ضئيلة جدًا، حيث يزداد خطر الإصابة بهذا النوع من الأورام لدى النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل لفترات طويلة الأمد.[٤]


أمراض وراثية

بعض الأمراض التي تصيب الكبد قد تكون وراثية، وإمكانية حدوثها غير ممكنة إلَّا في حال إصابة أحد فراد العائلة بها، وقد يسبب الإصابة بها العديد من المشكلات والمضاعفات، وتتضمن هذه الأمراض الوراثية ما يأتي: [٤]

  • داء ترسب الأصبغة الدموية: يسبب هذا الداء تخزين كميات كبيرة من الحديد الذي يتم الحصول عليه من الطعام مما يسبب تراكم كميات الحديد الزائدة في الكبد أو القلب أو الأعضاء الأخرى، وهذا ينتج عنه مضاعفات خطيرة تهدد الحياة مثل أمراض القلب أو أمراض الكبد أو مرض السكري.
  • فرط أوكسالات البول: وهي حالة مرضية تتصف بتاكم الأوكسالات، وهي مادة كيميائية تتواجد بصورة طبيعية في الجسم ويتم التحكم في كميتها وتنظيمها بنسبة طبيعية عن طريق مادة كيميائية أخرى يقوم الكبد بتصنيعها، وفي حال انخفاض نسبة المادة الكيميائية التي يفرزها الكبد للتحكم في الأوكسالات فإنَّها تتراكم مسببة الفشل الكلوي وحصوات الكلى ويزداد الأمر تعقيدًا بسبب زيادة خطر تراكم الأوكسالات في الأعضاء الأخرى من الجسم.
  • داء ويلسون: إحدى الحالات المرضية التي تسبب مشاكل عصبية ونفسية وجسمية خاصة الكبد وأعضاء أخرى أيضًا بسبب تراكم عنصر النحاس في هذه الأعضاء، كما تظهر عادةً بعض الأعراض المبكرة ما بين سن 6 إلى 35 سنة ويزداد خطر الإصابة لدى فئة المراهقين أكثر من غيرهم.
  • عوز ألفا1 أنتيتريبسين: يقوم الكبد بتصنيع العديد من المواد الضرورية لتعزيز وظائف الجسم ومنها مادة ألفا1 أنتيتريبسين المهمة في مقاومة العدوى التي تصيب الرئتين، حيث من الممكن لوجود خلل في الكبد أن يتم تصنيعها بكميات غير طبيعية مما يسبب تراكمها وهذا يؤدي إلى الإصابة بأمراض الكبد.


هل يمكن البقاء بدون الكبد؟

بعض الحالات المرضية ولخطيرة خاصة مثل السرطان تستوجب استئصال الورم من الكبد عن طريق الجراحة،[٨] واستئصال الكبد عبارة عن مصطلح يُطلق على إزالة الكبد كلُّه أو إزالة جزء منه بإجراء جراحي،[٩] وتتم هذه العملية الجراحية تحت التخدير العام بتقنيات معقمة،[١٠] حيث يمكن للإنسان في حال الاستئصال الجزئي للكبد أن يعيش حياة طبيعية، ولذلك لأنَّ الكبد له القدرة تجديد الأنسجة والنمو مرة أخرى والعودة إلى حجمه الطبعي في غضون شهر وذلك بسبب تنشيط الإستجابة الخلوية في الجسم بعد تعرض الكبد لاستئصال جراحي، كما أنَّ الطبيب الجراح لا يقوم باستئصال الأجزاء بشكل عشوائي، بل يتأكد من أنَّ الكبد المتبقي في الجسم بعد الاستئصال كبير بما يكفي للقيام بالوظائف الطبيعية، حيث يقول إحدى جراحين الزراعة في جامعة بيتسربرغ، "الإنسان يحتاج إلى من 25% إلى 30% من الكبد للحفاظ على الوظائف الطبيعية".[١١]


أمَّا بالنسبة إلى استئصال الكبد بشكل كامل والبقاء بدونه فهذا غير ممكن أبدًا، حيث لا يمكن للإنسان العيش بدون كبد تمامًا على العكس من بقاء جزء واحد من أجزاء الكبد واستئصال الآخر، وذلك لأنَّ الكبد يمثل وظائف مستدامة ووأساسة كثيرة للحياة، ولهذا السبب يلجأ البعض إلى زراعة الكبد بالكامل إمَّا من متبرع متوفي أو زراعة جزء من الكبد من شخص حي.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب "Picture of the Liver", www.webmd.com, 2020-08-18. Edited.
  2. ^ أ ب "Liver", www.healthline.com, 2020-08-18. Edited.
  3. ^ أ ب "Liver: Function, Failure & Disease", www.livescience.com, 2020-08-18. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Liver Diseases: What You Should Know", www.webmd.com, 2020-08-18. Edited.
  5. "Primary biliary cholangitis", www.mayoclinic.org, 2020-08-18. Edited.
  6. "Primary Sclerosing Cholangitis (PSC)", www.medicinenet.com, 2020-08-18. Edited.
  7. "What to know about liver cancer", www.medicalnewstoday.com, 2020-08-19. Edited.
  8. "Surgery for Liver Cancer", www.cancer.org, 2020-08-18. Edited.
  9. "hepatectomy", www.cancer.gov, 2020-08-18. Edited.
  10. "Hepatectomy", www.sciencedirect.com, 2020-08-18. Edited.
  11. ^ أ ب "Can You Live Without a Liver?", www.healthline.com, 2020-08-18. Edited.
5729 مشاهدة
للأعلى للسفل
×