في هذا المقال سوف نتناول أبرز أسباب الكحة بعد الأكل وكيفية العلاج.
في ما يأتي نستعرض أهم أسباب الكحة بعد الأكل:
أسباب الكحة بعد الأكل
يمر الجزء العلوي من الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي عبر الحلق ولهما مسارات عصبية مشتركة، لذلك فإن تناول الطعام قد يؤدي إلى تحفيز الكحة بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن يمكن أن تساعد معرفة توقيت الكحة ومدتها والأعراض المرتبطة بها في التمييز بين أسباب الكحة بعد الأكل المحتملة الآتية:
1. الارتجاع الحمضي
يحدث الارتجاع الحمضي عندما ترتد أحماض المعدة إلى المريء، إذ ترتخي العضلة العاصرة للمريء السفلية أثناء تناول الطعام للسماح له بالانتقال إلى المعدة، ولكن في بعض الأحيان قد لا تنغلق بشكل تام ممّا يسمح لأحماض المعدة بالانتقال إلى المريء، ويمكن للحمض أن يسبب تهيج المريء والسعال.
كما أن الأعراض الارتجاع الحمضي الأخرى قد تشمل التهاب الحلق، وطعم مر أو حامض في الفم والشعور بحرقة في الصدر، ويمكن أن يحدث الارتجاع الحمضي بشكل متكرر للأسباب الآتية:
2. الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
يشير مرض الارتجاع المعدي المريئي إلى حالة مزمنة من الارتجاع الحمضي الذي يسبب السعال بعد تناول الطعام بشكل شائع إما من خلال تهيج المريء بسبب مسارات الأعصاب المشتركة بين المريء والرئتين، أو عند دخول الحمض للشعب الهوائية العلوية، مما قد يؤدي إلى التهابها وتحفيز السعال.
3. الارتجاع الحنجري البلعومي (LPR)
يحدث الارتجاع الحنجري البلعومي عندما ينتقل حمض المعدة إلى الأنف، لذا قد يسبب السعال والتنقيط الأنفي الخلفي، وبحة الصوت، والحاجة إلى تطهير الحلق باستمرار.
4. التهابات الجهاز التنفسي
إن التهابات الجهاز التنفسي العلوي تسبب العديد من حالات الكحة، ولكنها تزول عادةً بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتعد الكحة مزمنة إذا استمرت لفترة تتجاوز الثمان أسابيع، حيث أن وجود عدوى غير متماثلة للشفاء بشكل صحيح قد تسبب الكحة المزمنة بعد الأكل.
5. الربو
يعد الربو من مرض رئوي مزمن يحدث بعد التعرض لمهيج الذي يشمل الكبريتات التي توجد في البصل المخلل والخضروات المجففة والفواكه والمشروبات الغازية، فإذا كان السعال بعد تناول أو شرب أي من هذه الأطعمة فقد يكون سببه الربو.
6. حساسية الطعام
تعد حساسية الطعام هي سبب شائع للكحة بعد الأكل بالإضافة إلى الصفير وضيق التنفس وسيلان الأنف والحساسية المفرطة، وقد تظهر في أي عمر ولكنها تحدث أثناء الطفولة عادةً.
يمكن أن يعاني الناس من حساسية تجاه نوع واحد أو أكثر من الأطعمة، ومن الضروري تحديد الأطعمة التي تسبب السعال.
7. عسر البلع
تُعرف مواجهة صعوبة أو ألم عند البلع طبيًا باسم عسر البلع الذي قد يسبب دخول محتويات المعدة إلى الرئتين بكميات صغيرة تؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية ممّا يسبب السعال المتكرر والذي يزداد سوءًا بعد تناول الطعام.
8. التهاب رئوي شفطي
يمكن أن يتم استنشاق جزيئات ضئيلة من الأطعمة أو السوائل أثناء تناولها، وتقوم الرئتان السليمتان بالتخلص منها من خلال السعال.
لكن إذا لم تكونا بصحة جيدة بما يكفي فقد تعلق بكتيريا الطعام في الرئتين، ممّا يسبب الالتهاب الرئوي الشفطي الذي يؤدي إلى السعال بعد الأكل.
علاج الكحة بعد الأكل
يختلف العلاج بناءً على السبب، فقد يكون العلاج بسيطًا، مثل: تجنب الأطعمة المحفزة أو علاج الحالة بالأدوية، ولكن غالبًا ما يركز العلاج على الوقاية، ويمكن أن تتضمن خطوات الوقاية من الكحة بعد الأكل والشرب ما يأتي:
- تناول الطعام بشكل أبطأ.
- زيادة شرب الماء أثناء الوجبات.
- تتبع وتحديد الأطعمة التي تسبب الكحة.
- الالتزام بتناول كل الأدوية التي يصفها الطبيب.
- التوقف عن الأكل أثناء نوبة الكحة.
- استخدام المرطب لمنع جفاف الحلق.
- محاولة تناول المكملات الغذائية لتحسين الهضم.
في حال كان الارتجاع المعدي المريئي هو سبب الكحة بعد الأكل فيمكن أن يشمل العلاج التغييرات الآتية في أسلوب الحياة:
- تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر.
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات المحفزة لإفراز الحمض.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام لحوالي ساعتين.
- التوقف عن التدخين.
- تجنب ارتداء ملابس ضيقة وأحزمة حول الخصر.
- الحرص على جعل الرأس مرفوع عدة بوصات خلال النوم.
- الامتناع عن شرب الكحول.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب لتخفيف أعراض الارتجاع الحمضي.
المحاذير والاحتياطات
راجع الطبيب في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعاني من الكحة بعد الأكل، حيث يمكن أن تساعد الأعراض وتوقيتها بالتزامن مع الفحص البدني والفحوصات الأخرى، مثل: الأشعة السينية أو اختبار الحساسية أو تنظير المرئ في إجراء التشخيص المناسب الذي يعتمد عليه العلاج.
لا تتردد في طلب الرعاية الطبية الطارئة إذا كنت تعاني من صعوبة في التنفس أو أي أعراض قد تشير إلى رد فعل تحسسي تجاه الطعام.