الكشف عن قرحة المعدة

كتابة:
الكشف عن قرحة المعدة

ما هي قرحة المعدة؟

تُنتج المعدة في الوضع الطبيعي أحماضًا قوية تعينها على هضم الطعام، ومنع البكتيريا والجراثيم الضارة من النمو في المعدة، وفي الوقت نفسه تحمي المعدة أنسجتها وخلاياها من هذه الأحماض عن طريق غشاء مُخاطي يحيط بها، لكن في بعض الحالات المرضية قد يتآكل هذا الغشاء المخاطي وتقلّ فاعلية في حماية أنسجة المعدة من الأحماض لأسباب متنوعة، مما يؤدي إلى حدوث تقرحات في أنسجة المعدة؛ بسبب أحماض المعدة نفسها، وتُعرَف هذه الحالة المرضية بقرحة المعدة (Stomach Ulcers). [١]

وغالبًا ما تسبب قرحة المعدة ظهور مجموعة من العوارض المُزعجة، ومن أبرزها الشعور بحرقة المعدة، ويُعدّ التشخيص والعلاج السريع مهمٌين للشفاء ومنع حدوث المضاعفات، ويتناول هذا المقال طرق الكشف عن قرحة المعدة وطرق العلاج.[١]


طرق الكشف عن قرحة المعدة

يبدأ الطبيب تشخيص الإصابة بقرحة المعدة بالسؤال عن التاريخ المرضي للمصاب، والعوارض التي يعاني منها، ومنذ متى ظهرت العوارض، بالإضافة إلى إجراء فحص سريري للمريض، ولتأكيد التشخيص تجرى الفحوصات التشخيصية الآتية:[٢]

  • التّنظير: غالبًا ما يلجأ الطبيب إلى تنظير الجهاز الهضمي عند وجود نزيف في الجهاز الهضمي، أو نقص الوزن الشديد، أو معاناة المصاب من صعوبة في البلع، وعند إصابة كبار السن بقرحة المعدة، ويجرى التنظير عن طريق إدخال أنبوب طويل مزوّد بكاميرا، أو منظار عبر الحلق إلى كلٍّ من المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة؛ للكشف عن وجود قرحة في الجهاز الهضمي، وإذا تبيّن وجود قرحة في المعدة فتؤخذ خزعة؛ وهي عينة صغيرة من أنسجة المعدة لفحصها في المختبر، ويُكشَف عن وجود إصابة بالبكتيريا الحلزونية، كما يصف الطبيب العلاج المناسب في حال الإصابة، وبعد انتهاء العلاج تجب إعادة تنظير المعدة حتى عند اختفاء العوارض؛ للتأكد من الشفاء التام للمصاب.
  • اختبار الجهاز الهضمي العلوي: يُعرَف هذا الفحص أيضًا بفحص بلع الباريوم (barium swallow)، وهو اختبار يجرى بالأشعة السينية؛ إذ يشرب المصاب سائلًا يحتوي على الباريوم، ثم تؤخذ صور بالأشعة السينية لكلٍّ من المعدة والأمعاء، ويساعد سائل الباريوم في جعل القرحة الهضمية إن وجدت ظاهرة بوضوح في صور الأشعة السينية.
  • الفحوصات المخبرية: تجرى مجموعة من الفحوصات المخبرية بالدم أو البراز أو التنفس للكشف عن الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابة (H.pylori)، والتي تُعدّ من أبرز الأسباب المؤدية إلى الإصابة بقرحة المعدة، وبشكلٍ عام يُعدّ فحص التنفس الأدق، أمّا فحص البكتيريا الحلزونية بالدم فهو غير دقيق ولا يُفضَّل استخدامه في الكشف عن قرحة المعدة، وفحص التنفس للكشف عن البكتيريا الملوية البوابة يبيّن قدرة البكتيريا الملوية البوابية على تحليل الكربون المشع وإنتاج ثاني أكسيد الكربون؛ لذلك يُشرَب الكربون المشع أو يُبلَع، ثم يتنفس الشخص في كيس مغلق يشبه البالون لتُقاس بعدها نسبة ثاني أكسيد الكربون في المختبر؛ فإذا بدت مرتفعة فتدل على وجود البكتيريا المسببة لقرحة المعدة.


ما علامات الإصابة بقرحة المعدة؟

تختلف عوارض الإصابة بقرحة المعدة وتتباين في شدتها من شخص لآخر، فقد لا تظهر أي عوارض على بعض المصابين، بينما تظهر عوارض شديدة على بعضهم الآخر، ومن أبرز علامات قرحة المعدة ما يأتي:[٣]

  • الشعور بالألم أو الحرقة في منطقة المعدة في البطن، وهو من أكثر العوارض شيوعًا، ويشعر الشخص بالألم في البطن في أي مكان في البطن بين السرّة وعظمة القفص الصدري، وقد يستمر الألم بين عدة دقائق إلى عدة ساعات، وغالبًا لا يبدو منتظمًا بحيث يشعر الشخص به يوميًا أو كل أسبوع أو كل شهر، ويتميز الألم الناتج من قرحة المعدة بأنّه يظهر غالبًا عندما تخلو المعدة من الطعام، وتناول الأدوية المضادة الحموضة يخفف من الألم.
  • فقدان الشهية.
  • نقص الوزن دون سبب واضح.
  • انتفاخ المعدة.
  • التجشؤ الشديد.
  • الشعور بالغثيان والتقيؤ.


قرحة المعدة ومراجعة الطبيب

تجب مراجعة الطبيب على الفور عند ظهور عوارض قرحة المعدة التي ذُكِرت سابقًا، أو ظهور أحد العوارض الآتية:[٤]

  • ظهور دم أحمر في البراز أو اختلاط البراز بدم أسود اللون.
  • الشعور بالألم الشديد في المعدة.
  • ظهور دم أحمر أو أسود اللون في القيء.
  • الشعور بالتعب العام في الجسم أو الإغماء.
  • ضيق التنفس المتكرر.


أسباب قرحة المعدة

في الثمانينات من القرن الماضي اعتقد الأطباء أنَّ تناول الأطعمة الحارة أو الغنية بالدهون، أو التعرض للإجهاد النفسي أو البدني الشديد السبب في الإصابة بقرحة المعدة، لكن في الوقت الحالي ومع الدراسات الطبية الموسّعة تبيّن وجود سببين رئيسين للإصابة بقرحة المعدة ومجموعة من الأسباب الثانوية، ومن أبرز أسباب قرحة المعدة الآتية:[٥]

  • الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية: تستطيع البكتيريا الملوية البوابية أن تعيش في المعدة ذات درجة الحموضة الشديدة من خلال إفرازها لإنزيم اليوريز (urease)، والذي يستطيع تكسير اليوريا ليحولها إلى أمونيا وغاز ثاني أكسيد الكربون، مما يجعل الوسط الحمضي في المعدة متعادل، وفي الوقت نفسه يسبب التلف للغشاء المخاطي الذي يحمي أنسجة المعدة الداخلية، وبهذا تستطيع البكتيريا الملوية البوابية أن تعيش في جدار المعدة وتتكاثر وتسبب القرحة في المعدة، وتُعدّ البكتيريا الملوية البوابية المسبب الرئيس لقرحة المعدة فهي مسؤولة عن 80% من حالات الإصابة، كما أنّها مسؤولة عن 90% من حالات الإصابة بقرحة الأمعاء الدقيقة أيضًا، وتسبب على المدى البعيد الكثير من المضاعفات، ومن أبرزها سرطان المعدة.
  • استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: هي من الأدوية المسكّنة للألم؛ مثل: الأسبرين، والأيبوبروفين، ويؤدّي الإفراط في تناولها إلى تهيّج البطانة الداخلية للمعدة وإتلافها، مما يسبب الإصابة بقرحة المعدة؛ لذلك ينصح الأطباء بتناول هذه الأدوية مع الطعام لتقليل تأثيرها في المعدة أو استبدال الأدوية الأقل ضررًا بالمعدة بها بعد استشارة الطبيب.
  • الأسباب الأقل شيوعًا: تشمل الإفراط في شرب الكحول والقهوة والتدخين؛ إذ تؤدي هذه الأسباب إلى تهيج بطانة المعدة؛ مما يسبب القرحة، بالإضافة إلى أنّ تناول الأطعمة الحارة يفاقم الإصابة -إن وجدت-.


المراجع

  1. ^ أ ب "Everything you need to know about stomach ulcers", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-07-2020. Edited.
  2. "Peptic ulcer", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-07-2020. Edited.
  3. "Peptic Ulcer Disease (Stomach) Symptoms, Causes, Treatment, and Diet", www.medicinenet.com, Retrieved 25-07-2020. Edited.
  4. "Symptoms & Causes of Peptic Ulcers (Stomach Ulcers)", www.niddk.nih.gov, Retrieved 25-07-2020. Edited.
  5. "What are Peptic Ulcers?", www.news-medical.net, Retrieved 25-07-2020. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×