اللفائفي موقعه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

كتابة:
اللفائفي موقعه، وظائفه، أمراضه، هل يمكن البقاء بدونه؟

اللفائفي

اللفائفي Ileum هو الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والأطول حيث يبلغ طوله 3.5 متر وهو ما يُعادل ثلاث أخماس الأمعاء الدقيقة، ويلعب دورًا هامًا في امتصاص فيتامين B12 وإعادة امتصاص أملاح القناة الصفراوية، ويمتدّ اللفائفي بعد الصّائم وهو الجزء الأوسط للأمعاء الدقيقة وحتى صمّام اللفائفي المسؤول عن إفراغ القولون، ومن الضروري معرفة أن العضلات الملساء المحيطة بجدران اللفائفي أرقّ من جدران أجزاء الأمعاء الأخرى، كما أن تقلّصاتها أبطأ وبطانتها أقل نفاذية من بطانة الأمعاء الدقيقة العليا، ويوجد مجموعات مكوّنة من الأنسجة اللمفاوية على جدران اللفائفي مهمّة لاستقبال الأملاح الصفراوية وفيتامين B12، إذ يتمّ امتصاص 95% من الأملاح الصفراوية الموجودة في الأمعاء، ومن الممكن وجود تشوّه في اللفائفي خلقيًا عند 2% من البشر،[١] وفي هذا المقال سيتم التحدّث عن أهم الخصائص التي يتميّز بها اللفائفي.

موقع اللفائفي

يبلغ طول اللفائفي 2.5 متر ويقع في الأغلب في منطقة تحت المعدة وتجويف الحوض، بالرّغم من أنه لا يوجد أي معلم تشريحي يبيّن نهاية الصائم والابتداء في اللفائفي، إلّا أنه من السهل الكشف عن اللفائفي من خلال مميّزات بخصائص مثل: البطانة المخاطية أقل سمكًا، القطر أصغر، الجدار أقل سمكًا، وأوعية قليلة الاستقامة أو متعرجة مقارنةً بالصّائم، وتتميّز الأمعاء الدقيقة عن الغليظة بأن لديها دويقات دائرية تُرى من خلال الإشعاعات،[٢] ومع ذلك فإن الإشارة لموقع اللفائفي بشكل دقيق ونهائي قليل حتى في الكتب التشريحية وعند العلماء، وكل ما يعرفوه عن موقع اللفائفي أنه في عمق حفرة الحوض على الجانب الأيمن، ويعتمد موقع اللفائفي على تطوّر الجنين وحسب عوامل وراثية أخرى.[٣]

وظائف اللفائفي

يوجد العديد من الوظائف والمهام الخاصّة باللفائفي فهو مسؤول عن الآتي: الانقسام الإنزيمي للمغذيّات، امتصاص فيتامين B12، الأملاح الصفراوية، الدهون، بالإضافة إلى أن لديه وظيفة مناعية تكمن في الوصول ونقل المستضدّات،[٤] وفيما يأتي شرح مفصّل عن كل وظيفة:

امتصاص فيتامين B12

بعد ابتلاع الطعام يقوم الرقم الهيدروجيني المنخفض في المعدة بإنقاص الكوبالامين الموجود في البروتين الغذائي، ويرتبط بعدها الكوبالامين مع بروتين سكّري موجود في اللّعاب، وينتقل المركب للّفائفي والصائم، وقد يرتبط أيضًا الكوبالامين الحرّ مع عامل جوهري معدي تنتجه جدار الخلايا المعدية، ويوازي حمض الهيدروكلوريك، وبمجرّد ربط الكوبالامين مع العامل الجوهري المعدي يُصبح فيتامين B12 مقاوم لعملية الهضم، حينها ينتقل المركّب إلى منطقة بعيدة من اللفائفي ويرتبط بمستقبل مُخاطي، ممّا يسهّل استيعاب تجميع الكوبالامين مع العامل الجوهري المعدي بعملية تستدعي وجود الطاقة.[٥]

امتصاص الدهون

يُعد امتصاص الدهون من المشاكل التي قد يواجهها الشخص، وذلك لأن الدهون غير قابلة للذوبان في الماء، فالدهون تتكوّن في الأساس من دهون ثلاثية مرتبطة مع الأحماض الدهنية طويلة السلسلة، وعند عدم قدرة الجهاز الهضمي على هضم الدهون تنتقل إلى الأحماض الصفراوية المخزّنة للمرارة ومنها إلى الإثني عشر، أي أنه عند مغادرة الدهون الغذائية للمعدة تصل للّفائفي حيث يتم خلطها مع العصارة الصفراوية وعصارة البنكرياس، لهذا تمّ تحديد الأمعاء بأنها موقع امتصاص الدهون في الجسم.[٦]

امتصاص أملاح الصفراء

تعدّ الأملاح والأحماض الصفراوية مهمّة في هضم الدهون الموجودة في الأمعاء، فيعاد امتصاص البكتيريا من خلال الظهارة المعوية ويُعاد تدويرها في الكبد، ويعتمد الامتصاص اللفائفي للأحماض الصفراوية حسب تلبية المتطلّبات الفسيولوجية، فمن الممكن أن تزيد الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون وذات الألياف القليلة من نسبة الأحماض الصفراوية بنسبة 10 في المائة، وقد تصل هذه الكمية إلى القولون بسبب ارتفاع الاقتران والإنتاج، لأنه قد يقل امتصاص اللفائفي عند الاقتران العالي، كما أن الوزن الزائد والتسارع المعوي يقلّل من امتصاص الأحماض الصفراء.[٧]

وظيفة مناعية

تحتوي القناة المعوية على سطح يسمّى الظهارة، حيث تعدّ الطبقة الأولى للدفاع ضدّ مسببات المرض، ويوجد تحت الظهارة بروبريا الصفيحة وهو مكان للخلايا المناعية، فالبلعمة هي عملية مسؤولة عن الاستجابة المناعية الفطرية في الغشاء المخاطي، وتبدأ الاستجابة المناعية عند التعرّف على مسبّبات المرض من خلال مستقبلات تتعرّف عليها، ويوجد مستقبلات داخل اللفائفي قادرة على التعرّف على مسبّبات المرض وحدوث ردّ فعل مناعي بعدها.[٨]

أمراض اللفائفي

بعد ذكر الوظائف الرئيسة للفائفي يجب التطرّق للأمراض التي قد يُصاب بها اللفائفي، فمن الممكن أن يرتبط اللفائفي بأمراض ومشاكل صحيّة عديدة، وفيما يأتي ذكر لبعض أمراض اللفائفي:

مرض كرون

يعدّ مرض كرون نوع من أنواع التهاب الأمعاء، إذ يحدث مرض كرون بشكل عام في القولون والأمعاء الدقيقة، وقد يتأثر أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي الذي يمتدّ من الفم وحتّى فتحة الشرج، والإصابة بمرض كرون قد تتراوح فتكون خفيفة إلى أنها قد تصل مهدّدة للخطر، وتختلف الأعراض مع مرور الوقت،[٩] فقد يشعر المُصاب بإسهال شديد، آلام في البطن، سوء في التغذية، فقدان الوزن، وإرهاق شديد، وقد تُصاب مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي بمرض كرون، وبالرّغم من عدم وجود أي علاج لداء كرون إلّا أن العلاجات قد تقلل الأعراض والعلامات بشكل كبير.[١٠]

للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: مرض كرون أسبابه وعلاجه


الإسهال

إصابة الشخص بالإسهال هو بالشيء الشائع والمتداول جدًا، ويتّصف الإسهال بأن البراز يكون خلال مائي ورخوّ، وفي الأغلب لا يُعرف سبب الإسهال لكنه يختفي في غضون أيّام من تلقاء نفسه، ومن الممكن أن يكون الإسهال بسبب بكتيريا، ومن الآثار الجانبية الشائعة للإسهال الشديد أو الذي يستمرّ لفترة طويلة هو الجفاف، حيث إنه قد يحتاج المُصاب لتعويض السوائل المفقودة من خلال شرب كميّات وفيرة، ويتّصف الإسهال بحركة الأمعاء السريعة.[١١]

للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: أسباب الإسهال


التهاب الأمعاء

تُعد الإصابة بالتهاب الأمعاء من الأمراض طويلة المدى التي تؤدّي لالتهاب الأمعاء أو التهاب أجزاء في الجهاز الهضمي، وفي أغلب الأحيان يُصاب الأشخاص بالتهاب الأمعاء قبل الدخول في عمر الثلاثينيّات،[١٢] ويشمل مصطلح التهاب الأمعاء بوجود التهاب مزمن في الجهاز الهضمي من بينها التهاب القولون التقرّحي أو مرض كرون.[١٣]

للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: طرق علاج التهاب الأمعاء


نقص فيتامين B12

من المعروف أن جسم الانسان لا يقوم بإنتاج فيتامين B12 من ذات نفسه، بالإضافة إلى أن فيتامين B12 من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، لذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين، فهو مسؤول عن تصنيع خلايا الدم الحمراء والحمض النووي، وعلاوةً على ذلك فإن نقص فيتامين B12 يؤثّر الصحة العقلية والبدنية للشخص، ويتواجد هذا الفيتامين في البيض، السمك، اللحوم الحمراء، منتجات الألبان، والدواجن.[١٤]

للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: أعراض نقص فيتامين B12


التهاب اللفائفي

في الأغلب يُعاني المُصاب من التهاب اللفائفي بسبب مرض كرون، أو لأسباب عديدة أخرى من بينها: اعتلال المفاصل الفقارية، نقص في التروية، وجود ورم، التهاب الأمعاء اليوزيني، أو بسبب تناول بعض الأدوية، وقد تختلف أعراض الإصابة بالتهاب اللفائفي فقد يكون محدود أو بشكل حادّ وشديد، فيُعاني البعض من الإسهال، الألم في أسفل البطن من ناحية اليمين، بالإضافة إلى أن تكرار الشعور بالأعراض قد يعني بأنه يوجد ورم يُصيفي اللفائفي، ولكن التمييز بين الأشكال المختلفة لالتهاب اللفائفي يقتصر على التاريخ والسجل الطبي، أو الفحوصات المخبرية، أو الخضوع للأشعة الإشعاعية.[١٥]


فعلى الأغلب يُصاب كلا الجنسين ومن كافة الأعمار، ولكن قد تزيد الإصابة بشكل أكبر عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 سنة، وبالرغم من تغيّر الأعراض بين الأشخاص إلّا أن الأعراض الشائعة تتمثّل في الإصابة بإسهال مزمن ومتقطّع ودموي في بعض المرّات متزامنًا مع الشعور بألم وتشنّجات في البطن، بالإضافة إلى الحمّى، فقدان الوزن، فقر الدّم، وقد يختلط عند الشخص الإصابة بالتهاب اللفائفي مع التهاب الزائدة الدودية، وعلاوةً على ذلك فإن التهاب اللفائفي يُعالج بسهولة لكن في حال استمراره دون علاج قد يتطوّر لمرض كرون.[١٦]

هل يمكن البقاء بدون اللفائفي

عند إزالة جزء كبير من الأمعاء الدقيقة قد يُصاب الشخص باضطراب يُسمّى بمتلازمة الأمعاء القصيرة، والعرض الأكثر شيوعًا بعد الإجراء هو الإسهال، إذ إنه بعد العملية يتم إعطاء السوائل وتناول الأطعمة من خلال الوريد، وقد تُساعد بعض الأدوية مثل تركيبة اللوبراميد والكوليسترامين في تقليل الإسهال النّاتج عن عدم القدرة على امتصاص الأحماض الصفاوية التي يفرزها الكبد، فقد يضطر الطبيب لإزالة جزء من الأمعاء الدقيقة في حال الإصابة بمرض كرون، وجود التهاب، المعاناة من السرطان، أو وجود عيب خلقي.[١٧]


وتعتمد المضاعفات بعد العملية على حسب مقدار إزالة الأمعاء الدقيقة وموقع الإزالة، إذ إن طول الأمعاء يصل ما يُقارب 4 أمتار، لذا في حال إزالة الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة والذي يُعرف بالصّائم قد يتكيّف اللفائفي ويقوم بامتصاص عناصر غذائية أكثر، أمّا إذا أُزال متر من اللفائفي لن تتكيّف الأجزاء المتبقيّة من الأمعاء الدقيقة، ممّا يسبّب صعوبة في امتصاص الدهون، الفيتامينات، البروتينات، والعناصر الغذائية، كما أنه لن تقوم الأمعاء بامتصاص الأحماض الصفراوية التي تُساعد في عملية الهضم.[١٧]


ونتيجة لسوء الامتصاص يُصاب الشخص بالإسهال بعد الجراحة مباشرة، وفيما بعد يُعاني الشخص من سوء التغذية ونقص الفيتامينات، لذا قد يحتاج المُصاب لتناول الفيتامينات المكمّلة، الكالسيوم، والمغنيسيوم، مثبّطات مضخة البروتون وذلك لأن بعض المرضى الذين يجروون العملية يكون لديهم زيادة في حمض المعدة، أمّا في حال عدم تكيّف المُصاب مع متلازمة الأمعاء القصيرة قد يكون زرع الأمعاء الدقيقة هو الحل البديل.[١٧]

المراجع

  1. "Ileum", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  2. "Jejunum", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  3. "The Anatomical Position of the Ileum in Health and Disease", pubs.rsna.org, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  4. "Ileum", www.kenhub.com, Retrieved 2020-06-08. Edited.
  5. "What is the physiology of absorption of vitamin B-12?", www.medscape.com, Retrieved 2020-06-08. Edited.
  6. "DIGESTION AND ABSORPTION OF FAT ", www.gastrojournal.org, Retrieved 2020-06-08. Edited.
  7. "Intestinal bile acid physiology and pathophysiology", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-08. Edited.
  8. "Innate immunity in the small intestine", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-08. Edited.
  9. "Understanding Crohns Disease", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  10. "Crohns disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  11. "Diarrhea", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  12. "What to know about inflammatory bowel disease", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  13. "Inflammatory bowel disease (IBD)", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  14. "What are the symptoms of vitamin B-12 deficiency?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  15. "Ileitis: When It Is Not Crohns Disease", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  16. "Ileitis", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-09. Edited.
  17. ^ أ ب ت "Short Bowel Syndrome", www.msdmanuals.com, Retrieved 2020-06-09. Edited.
3818 مشاهدة
للأعلى للسفل
×