اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها

كتابة:
اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها

اللهم اجعل خير عملي خواتيمه

ورد هذا الدعاء في الحديث الضعيف الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنهما- عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (كَانَ مَقَامِي بَيْنَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ، فَكَانَ يَقُولُ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ، وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ، وَاجْعَلْ خَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ)).[١][٢]

كما روى معاوية بن قرة أنَّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كانَ يقول: "اللَّهمَّ اجعَل خيرَ عمُري آخرَهُ، وخيرَ عملي خواتمَهُ، وخيرَ أيَّامي يومَ ألقاكَ"،[٣] وهذا بلا شك فيه دلالة على أهمية الدعاء بحسن الخاتمة وأن تختم بالصالحات أعمالنا.

أهمية حسن الخاتمة

تعد حسن الخاتمة ذات أهمية كبيرة؛ إذ إن الأعمال بخواتيهما؛ وقد ورد ذلك في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: (إنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ النَّارِ وإنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ويَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ الجَنَّةِ وإنَّه مِن أهْلِ النَّارِ، وإنَّما الأعْمَالُ بالخَوَاتِيمِ).[٤][٥]

وقد كان ذلك تعليقاً منه -صلى الله عليه وسلم- على رجل غزا في صفوف المسلمين في إحدى الغزوات، وكان في البدء يقاتل في سبيل الله، ولكنه بعد أن أُصيب في المعركة لم يتحمل ألم الجراح؛ فاتكأ على سيفه فقتل نفسه فكان مصيره النار.[٥]

فبالرغم من حسن البداية إلا أن مصيره كان إلى النار بسبب سوء خاتمته؛ قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أحَبَّ أنْ يَنْظُرَ إلى الرَّجُلِ مِن أهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، وهو علَى تِلكَ الحَالِ مِن أشَدِّ النَّاسِ علَى المُشْرِكِينَ، حتَّى جُرِحَ، فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ، فَجَعَلَ ذُبَابَةَ سَيْفِهِ بيْنَ ثَدْيَيْهِ حتَّى خَرَجَ مِن بَيْنِ كَتِفَيْهِ).[٤][٥]

أسباب حسن الخاتمة

لحسن الخاتمة أسباب عديدة، ويجب على المسلم الأخذ بها والعمل فيها قدر استطاعته لضمان حسن خاتمته، نبين هذه الأسباب على النحو الآتي:[٦]

  • الخوف من الله -سبحانه وتعالى-، والخشية من سوء الخاتمة؛ وذلك لأن خوف الإنسان وخشيته من الله مع الرجاء يدفعانه إلى العمل الصالح وترك المعاصي.
  • التوبة من جميع الذنوب والمعاصي.
  • الدعاء بحسن الخاتمة، وإظهار الذل والخضوع والافتقار إلى الله -سبحانه وتعالى- في دعائه وتضرعه.
  • قصر الأمل وعدم التعلق بالحياة الدنيا؛ إذ إن طول الأمل يدخل الإنسان في غفلة وينسيه مصيره الحتمي وأن الحياة إلى زوال.
  • كره المعاصي في القلب، والابتعاد عنها في الجوارح.
  • الصبر عند المصائب وعد الجزع والسخط، والرضا بقضاء الله تعالى وقدره.
  • حسن الظن بالله -سبحانه تعالى-، وخاصة لحظة الموت؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ).[٧]
  • التعرف إلى ما أعده الله -تبارك وتعالى- لعبده المؤمنين من النعيم الدائم المقيم، وما أعده للعصاة من عذاب جحيم.

علامات حسن الخاتمة

لا يمكن الجزم بمصير أي إنسان بعد موته؛ فذلك الأمر يختص به علم الله دون غيره، ولكن لحسن الخاتمة علامات قد تدل على طيب خاتمة المرء وحسن مصيره، ومن هذه العلامات:[٨]

  • أن يكون آخر كلام الميت: "لا إله إلا الله".
  • الموت برشح الجبين، أي أن يتصبب جبينه عرقاً لحظة موته.
  • الاستشهاد في سبيل الله -تعالى- وإعلاء كلمته.
  • الموت بداء البطن.
  • الموت بالغرق.
  • الموت بالطاعون.
  • الموت بالحرق.
  • موت المرأة في النفاس بسبب ولادتها.
  • الموت تحت الهدم.
  • الموت على عمل صالح.
  • الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس والأهل والعرض.
  • الثناء على الميت بالخير والصلاح من قبل جمع من المسلمين.
  • الموت أثناء الإحرام بالحج.

المراجع

  1. رواه ابن السني، في عمل اليوم والليلة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:121، ضعيف جدا.
  2. الشيخ طارق عاطف حجازي (3/12/2014)، "حديث اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/4/2022. بتصرّف.
  3. أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشْران بن محمد بن بشْران (1997)، أمالي ابن بشران (الطبعة 1)، السعودية:دار الوطن، صفحة 242. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6607 ، صحيح.
  5. ^ أ ب ت محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، السعودية:الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 141. بتصرّف.
  6. سعيد بن وهف القحطاني، كتاب أحكام الجنائز، السعودية:مطبعة سفير، صفحة 72-79. بتصرّف.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2877 ، صحيح.
  8. محمد عبد العزيز أحمد العلي (1424)، كتاب أحوال المحتضر، السعودية:الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 145-148. بتصرّف.
5856 مشاهدة
للأعلى للسفل
×