اللهم اجعلني خيرا مما يظنون

كتابة:
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون

نص دعاء (اللهم اجعلني خيراً مما يظنون)

إنّ المسلم الحق هو من يلتجئ إلى الله في جميع أمور حياته، ويطلب من الله -تعالى- العون في كل تفاصيل يومه، فيقتدي المسلم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبصحابته الكرام في هذا الشأن؛ وذلك لأن الصحابة تعلموا على يد الرسول الأمين كيف يكون المرء مع الله في كل وقت.

ومن أعظم وأهم هذه النماذج هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فقد كان شديد الالتجاء إلى الله في كل أحواله، فقد ثبت عنه الكثير من الأدعية متعددة المناسبات والأوقات، ومما ثبت عنه من الأدعية التي كان يذكرها حين يمدحه أحدٌ ما، قوله: "اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم أجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون".[١]

مناسبة دعاء (اللهم اجعلني خيراً مما يظنون)

كان أبو بكر يذكر دعاء: "اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون"، حين يُمدح؛ وذلك لما يخشاه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من أن يُفتتن بهذا المدح، أو خشيته من أن يكون هذا المدح في أمر ليس فيه، فيذكر هذا الدُّعاء ليُذكّر نفسه بتقصيره مع الله بما لا يعلمه أحد غيره، وحتى يذكّر الشخص الذي قام يمدحه أنّ هناك أموراً بين العبد وربه لا يعلمها الناس، فلا يُكثر من مدح غيره؛ لئلا يكون ذلك سبيلاً لافتتانهم.[٢]

ونتعلم من هذا الدعاء أن أبا بكر الصديق وهو بهذه المنزلة العالية والمكانة الرفيعة؛ فهو أحد المبشرين بالجنة وأول من أسلم من الرجال في الإسلام وبما نُقل عنه من الأخبار من تمسكه بالدين، فإنه ومع ذلك يخشى على نفسه أن يُفتتن بهذا المدح.

ويدفع هذه الفتنة بقوله هذا الدعاء مباشرة، فإن حرصنا ونحن أشد تقصيراً منه يجب أن يكون أعظم، وألا يفرح المرء بمن يمدحه ويُطري عليه بما ليس فيه من الصفات، ويتعلم هذا الدعاء ويذكره بمثل هذه الأوقات.

دلالة الدعاء على تواضع أبي بكر

إن من الناس من إذا مدحته فإنه يفخر بهذا المدح، ويشعر بفرح عظيم وسعادة، ومن الناس من يُحب أن يُمدح بل ويسعى إلى ذلك، وهذا مخالف لما كان عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تواضع أمام المدح، وهم أكثر الناس تديناً وعلماً وفقهاً في التصرف الصحيح مع المدح وصاحبه.[٣]

وقول أبي بكر الصديق: "اللهم أنت أعلم بي من نفسي"، وذلك حتى يبرأ أمام الله مما في نفسه من الذنوب، وقد كان أبو بكر قليل الذنوب مقارنة بحالنا، إلا أنّ هذا من تواضعه وعظيم فقهه -رضي الله عنه-، فهو يعلم تمام العلم أن اغترار المرء بعمله وفخره به من أسباب عدم قبول العمل.[٣]

المراجع

  1. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 710. بتصرّف.
  2. السيوطي، جامع الأحاديث، صفحة 145. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 167. بتصرّف.
4718 مشاهدة
للأعلى للسفل
×