يعاني العديد من الأشخاص من الميول الجيني للسمنة ولا ينجحون بخفض أوزانهم، وبالتالي يقومون بإلقاء اللوم على "جين السمنة"، إلا أن بحث أمريكي جديد يدّعي أن الالتزام بنشاط جسماني لن يتيح لكم إعطاء المزيد من الأعذار، إذ أن اللياقة البدنية ستتغلّب على الصفات الوراثية.
"السمنة هي صفة وراثية (جينية)" من المؤكد أنكم سمعتم هذه الجملة من قبل، ومن العديد من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ويحاربونها لفترة طويلة. دراسة جديدة وجدت بان اللياقة البدنية قد تلعب دور مهم في الغاء الاهمية التي يلعبها الجين المسبب لداء السمنة.
دعونا نعرفكم على تفاصيلها فيما يلي:
بالرغم من أن الصفات الوراثية تحتل "مكانة محترمة" بميول الناس إلى زيادة وزنهم، إلاّ أنه وبحسب بحث جديد، فإن المحافظة على أنماط تدريب جسماني ممكن أن تساهم كثيراً في محاربة المعاناة من جين السمنة.
يدعي الباحثون في مقال نُشر بمجلة Archives of Internal Medicine أن التنوعات المختلفة للجين المسؤول عن السمنة (fat mass and obesity أو FTO) معروفة بارتباطها بمستوى BMI مرتفع.
يضيف الباحثون أيضاً أن وجود هذه التنوعات المختلفة من الجين لدى شخص معين تعني خطورة كبيرة للإصابة بالسمنة، بنسبة تفوق ال 20%.
في البحث ذاته فحص فريق الباحثين، الذي ترأسه بروفيسور أواندي رمفرساود من كلية الطب في جامعة مريلاند، تأثير نمط الحياة على وزن أشخاص لديهم FTO.
فحص الباحثون معطيات 704 شخصاً رجالاً ونساءً من مجتمع (طائفة) الآميش بالولايات المتحدة، بين السنوات 2003 حتى 2007. معدّل أعمارهم كان 44 و- 53% منهم كانوا رجالاً. شملت الفحوصات معطيات DNA، فحوصات فيزيولوجية، اختبارات إجهاد ولياقة بدنية.
لدى 54% من الرجال و 64% من النساء وُجد وزن زائد. لدى 31% من النساء وجدت سمنة (obesity).
اقرا المزيد حول: السمنة اسبابها وعلاجها
قسّم الباحثون المشتركين إلى مجموعتين، أحداها واظبت على تدريب جسماني والأخرى مارست القليل من تمارين اللياقة البدنية.
أظهرت النتائج أن المجموعة التي تدرّبت بشكل ثابت نجح المشتركون بها من حرق 900 سعرة حرارية أكثر من أفراد المجموعة الثانية. تدريبات المجموعة الأولى شملت بين ثلاثة إلى أربعة تدريبات لياقة بمستوى وتيري متوسط (كالمشي السريع).
ولخص الباحثون:
"يُظهر البحث أنه بالرغم من وجود من يعاني من الميول المسبق للسمنة، إلاّ أنه بالإمكان التعامل مع هذا الميول بواسطة المثابرة على تدريبات اللياقة الثابتة. وتشدّد النتائج على أهمية النشاط الجسماني بالمحاربة العامة لمنع السمنة".