تمارين اللياقة البدنية في الهواء الطلق من الممكن ان تؤدي الى تغيير ملحوظ في الحالة المزاجية والاحساس الجيد للجسم
في دراسة اجريت مؤخرا، نشرت في المجلة العلمية - علوم البيئة والتكنولوجيا (Environmental Science & Technology)، طلب من الرياضيين الخروج من الصالة الرياضية والقيام بتمارين اللياقة البدنية في الهواء الطلق، الحدائق العامة والمحميات الطبيعية. للاجابة على السؤال كم هو عدد تمارين اللياقة البدنية في الهواء الطلق الموصى بها التي من الممكن ان تؤدي الى تغيير ملحوظ في الحالة المزاجية والاحساس الجيد للجسم؟
تحث الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية الاشخاص المهتمون بتمارين اللياقة البدنية بتواتر مرتفع، لكن بسبب الضغوطات، مثل العمل والعائلة، ليس لديهم وقت كاف لممارستها.
وفقا للدراسة تكفي 5 دقائق فقط من تمارين اللياقة البدنية في الحديقة العامة، المشي في الحديقة او المحمية الطبيعية او في بيئة خضراء اخرى، من اجل تحسين الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء. وبطبيعة الحال كلما طالت مدة التمرين فهذا افضل، يستحسن الوصول للبيئة الطبيعية، اخذ وقت للاسترخاء، الخروج من الروتين والانسجام مع الطبيعة والهدوء.
يعرف الباحثين في الدراسة تمارين اللياقة البدنية "الخضراء" هي التمارين في البيئة الطبيعية. اشارت العديد من الدراسات لوجود ادلة تدعم ذلك، ان تمارين اللياقة البدنية في الهواء الطلق تقلل من احتمال الاصابة بالامراض النفسية وتحسن من الاحساس بالرفاهية، السعادة والسكون لدى الانسان حتى الان وبالرغم من كل هذا، لا احد يعرف ما هو الوقت الدقيق الذي يجب ان نخصصه لتمرينات اللياقة البدنية " الخضراء " كي نحصل على هذه الفوائد. لكن على ما يبدو ان حتى تخصيص الحد الادنى من الوقت له تاثير على الصحة.
في اول مرة بالكتابات العلمية نستطيع ان نبين ردود فعل لجرعات من التعرض للطبيعة والتاثير الايجابي للطبيعة على الصحة النفسية للانسان.
حلل الباحثون 1252 استبيان لاشخاص (من اعمار مختلفة، نساء ورجال على حد سواء، ذوي صحة نفسية مختلفة) الذين اشتركوا في 10 دراسات مختلفة اجريت في انجلترا. بهذا استطاع الباحثون ان يبينوا ان تمارين اللياقة البدنية بوجود بيئة طبيعية تؤدي الى تحسن في الصحة الجسدية والنفسية.
حلل الباحثون تمارين رياضية مثل المشي، ركوب الدراجة الهوائية، ركوب القوارب الشراعية وركوب الخيل. التغييرات الاكبر كانت لدى الشباب والمرضى النفسيين، على الرغم من ان الاشخاص من جميع الفئات العمرية والمجموعات الاجتماعية استفادوا من فعالية تمرين اللياقة البدنية في الطبيعة.
البيئات الطبيعية المحسنة التي فحصت في الدراسة بالاخص، الحدائق العامة والمناطق الخضراء التي احتوت ماء زادت من التحسن الصحي.
"نحن نؤمن ان بامكان الافراد الاستفادة كثيرا من تمارين اللياقة البدنية في الهواء الطلق واذا حافظ الافراد على روتين تمرين كهذا، ستضطر الخدمات الطبية الى تخصيص مال اقل للتعامل مع المشاكل الطبية" اشار الباحثون.
توصيات الدراسة للهيئات الحكومية هي تبني الارشادات للجمهور التي تدعم تمارين اللياقة البدنية بالهواء الطلق والحدائق. وايضا يفضل ان تستثمر هذه الهيئات في تطوير البيئات الخضراء التي تسمح بممارسة تمارين اللياقة في الطبيعة لصالح صحة الجمهور وتقليل الانفاق على الصحة.
برنامج اللياقة البدني الذي يشمل بداخله بيئة خضراء طبيعية التي تلبي الاحتياجات الاجتماعية والنفسية على حد سواء فعالة اكثر عندما تتحول الى جزء من الحياة، وليس امر يتم ادخاله احيانا في الحياة اليومية.
اذا هيا، ابحثوا عن الحديقة العامة الاقرب الى مكان سكناكم، اخرجوا كل يوم للمشي القصير قبل العمل، ادمجوا الركض كمنافسة عائلية او ركوب مزدوج على الدراجة الهوائية في عطلة نهاية الاسبوع اذ، يحسن اجراء التمرين في الهواء الطلق الصحة الجسدية والنفسية، ويحفز الاحساس بالسعادة والرفاه وجيد للياقة البدنية.