ألم خلف الأذن
قد تشكو في بعض الأحيان من ألمٍ في الجزء الخلفي من الأذن والذي قد يعكّر صفو حياتك، وقد تساورك الظنون حول وجود مشكلة أو عدوى في داخل الأذن تُسبِّب هذا الألم، ربما يكون هذا صحيحًا، ولكن قد ينشأ هذا الألم أيضًا بسبب وجود مشكلات في أماكن أخرى مثل الأسنان، أو في مفصل الفك، أو غيرها من الأجزاء القريبة من الأذن، أو الإصابة بصداع يؤثر في هذا الجزء، أو غير ذلك من الأسباب الأخرى، فيكون هذا الألم مختلف الشِدة، وقد يظهر سطحيًّا أو عميقًا في الأجزاء الداخلية، وربما يُصاحبه أعراض أخرى اعتمادًا على السبب الذي أدى إلى إثارة الألم، لذا، سنتحدث في هذا المقال عن الأسباب المتعددة للألم خلف الأذن، والذي يحتاج عادةً إلى تشخيص الطبيب لتحديد سببه.[١]
أسباب ألم خلف الأذن
العديد من الأسباب المتنوِّعة التي قد تؤدي إلى الشعور بألم خلف الأذن، ولا يمكن شملها جميعًا في هذا المقال، كما و يبقى الطبيب هو الشخص المسؤول عن تشخيص المشكلة وتحديد طريقة علاجها بعيدًا عن التوقعات والتكهنات التي لا تعتمد على طرق التشخيص الطبِّي المتخصِّصة. وفي الآتي نذكر بعض من هذه الأسباب:
أسباب مرتبطة بالعدوى
قد يكون الألم خلف الأذن مرتبطًا بوجود عدوى في داخل الأذن تُثير الألم وتسبب الالتهاب، ومن هذه الالتهابات:[١][٢]
- التهاب الأذن الوسطى: وهي العدوى التي تُصيب الأجزاء الواقعة خلف طبلة الأذن، والتي غالبًا ما تحدث بالتزامن مع حالات الرشح والانفلونزا.
- التهاب الأذن الخارجية: نوع من العدوى التي تُصيب الأذن الخارجية (Swimmer's ear) حيث أنها غالبًا ما تحدث بعد دخول الماء في الأذن، وقد يُصاحب هذه العدوى الإصابة بالحمّى، وظهور إفرازات من الأذن، وربما الشعور بالألم خلف الأذن.
- التهاب النتوء الحلمي أو التهاب الخُـشَّاء (Mastoiditis): وهو الالتهاب الذي يحدث نتيجة إصابة العظم الخُشَّائي ( The mastoid bone) الموجود خلف الأذن بالعدوى، وعادةً ما يحدث بسبب انتشار عدوى لم يتم علاجها في الأذن، وقد يُصاحب الصداع والألم خلف الأذن في هذه الحالة أعراضٌ أخرى؛ كالتعب، والحمى، وفقدان السمع في الأذن المُصابة، وظهور إفرازات من الأذن.
أسباب متعلقة بالأسنان
ربما يكون الألم خلف الأذن متعلقًا بوجود مشكلات وأمراض تؤثر في الأسنان، كالمُعاناة من وجود الخرَّاج في الفم؛ وهو عبارة عن تجمع صديدي يظهر عادةً في حالة عدم علاج تسوس الأسنان، كما أنه قد يحدث نتيجة لوجود مشكلة انطمار الأسنان، أو بسبب الضغط على الأسنان والفك خلال النوم، أو نتيجةً لمشكلة تتعلق بضرس العقل، أو غير ذلك من أمراض ومشكلات الأسنان، التي قد يُصاحبها أعراض مختلفة، كالألم خلف الأذن، وصعوبة المضغ، وحساسيّة اللثة للمس، ووجود رائحة كريهة للفم، وغيرها من الأعراض المُحتملة.[١][٣]
أسباب أخرى
وإلى جانب المشكلات السابقة، قد يحدث ألم خلف الأذن لأسباب أخرى مختلفة، والتي نذكر منها الآتي:
- الألم العصبي القذالي (Occipital neuralgia): وهو ألمٌ تسببه الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي نتيجةً لالتهابها، أو تضرّرها جرَّاء تعرضها للضغط أو التهيج، كما يعدّ الألم العصبي القذالي واحدًا من أكثر أسباب الصداع خلف الأذن شيوعًا، والذي يوصف على أنه ألم خافق وشديد، ويظهر وكأنَّ المُصاب قد تلقّى صدمةً كهربائيةً خلف الأذن، أو أعلى الرقبة، أو مؤخرة الرأس.[٢]
- الكيسة أو الكيس المائي (Cyst): قد تظهر تحت الجلد نتيجةً لتراكم بعض المواد وتسبب الشعور بالانزعاج.[١]
- تراكم شمع الأذن: قد يؤدي تراكم شمع الأذن إلى الشعور بالانزعاج وربما الأم خلف الأذن.[١]
- اضطراب المفصل الصدغي الفكي (Temporomandibular joint): وهو المفصل الذي يساعد على فتح وإغلاق الفكين، والذي قد يتعرَّض لمشكلات تؤثر في قدرة المُصاب على فتح وإغلاق الفك بسهولة بسبب التهاب المفاصل، أو التعرض لإصابة معينة، أو الشعور بالتوتر، وربما يشعر معه بصدور صوت احتكاك أو فرقعة أثناء تحريك الفك، كما وقد يعاني بسببه من ألم خلف الأذن.[٣]
- انتفاخ والتهاب الغدد اللمفاوية: قد تتعرَّض الغدد الليمفاوية خلف الأذن للانتفاخ مسببةً الألم في حالة إصابتها بالعدوى، أو بشكلٍ نادرٍ نتيجةً لوجود أمراض المناعة الذاتية أو السرطان.[١]
طرق تخفيف ألم خلف الأذن
السيطرة على الألم هو الهدف الأساسيّ الذي لا بدّ من تحقيقه عند التعامل مع ألم خلف الأذن، وغالبًا ما يتم التخلص منه نهائيًا بعد زيارة الطبيب ومعرفة سببه وحل المشكلة الكامنة. عمومًا، نذكر في الآتي بعض الوسائل المتبعة لتخفيف ألم خلف الأذن:
الطرق المنزلية لتخفيف ألم خلف الأذن
ثمّة مجموعة من الطرق المنزلية التي ربما تساهم في تخفيف الألم، والتي يُمكن اعتمادها قبل الحصول على العناية الطبية المتخصصة أو إلى جانب العلاج الطبي، فهي بالطبع لا تغني عنه، وفي الآتي بعض الأمثلة على هذه الطرق:[١][٢]
- تدليك عضلات الرقبة.
- أخذ قسط من الراحة في غرفة هادئة.
- استخدام بعض مسكنات الألم و الأدوية المضادة للالتهاب، والتي يمكن صرفها بدون وصفة طبية، مع الحرص على الأخذ بتعليمات الصيدلاني حول كيفية تناول الدواء وموانع استخدامه.
- التخفيف من التوتر قدر الإمكان.
- التوقف عن ضغط الأسنان خلال النوم.
- وضع كمادات دافئة على منطقة الألم.
- تجفيف الأذن، إذْ يمكن استخدام منشفة ناعمة لتجفيف الأذن بمجرد دخول الماء أو أي سائل إليها.
تخفيف ألم خلف الأذن بعلاج سبب المشكلة
بعد مراجعة الطبيب لتشخيص سبب الألم خلف الأذن، فإنَّه يقوم أيضًا بوصف العلاج بناءً على السَّبب الذي أدى إلى إثارة الألم، وفي الآتي بعض الأمثلة على ذلك:[٣]
- علاج التهاب النتوء الحلمي: يصِف الطبيب عادةً المضادات الحيوية لعلاجها، وفي الحالات التي لا تُجدي فيها الأدوية نفعًا، قد يلجأ الطبيب لعملية تصريف الأذن الوسطى، وربما يقرر إجراء جراحة لإزالة جزء من العظم الخشائي في الحالات الشديدة جدًّا.
- علاج التهاب المفصل الصدغي الفكي: قد يوصي الطبيب بمجموعة من الوسائل لتخفيف الألم الناجم عن التهاب المفصل الصدغي الفكي، منها: حقن الكورتيزون، ومسكنات الألم، ومضادات الالتهاب، والمرخيات العضلية، والعلاج الفيزيائي، واستخدام حِماء الفم (Mouth guard)، وربما اللجوء للجراحة.
- علاج الألم العصبي القذالي: لتخفيف ألم خلف الأذن الناجم عن هذه المشكلة، يصِف الطبيب عادةً مسكنات الألم، والأدوية المضادّة للالتهاب، والمُرخيات العضلية، وقد يكون استخدام حقن الكورتيزون الموضعية خيارًا مطروحًا في الحالات الشديدة، إلى جانب التوصيات بتجنّب بقاء الرأس والرقبة في وضعية واحدة لفترات طويلة.
- علاج مشكلات الأسنان: قد يوصِي الطبيب باستخدام حِماء الأسنان لتغطية الأسنان ومنع احتكاكها ببعضها، وقد يستدعي الأمر استخدام طرق علاجية مختلفة اعتمادًا على المشكلة التي يعانيها الفرد في الأسنان.[١]
أسئلة شائعة
متى يكون الألم خلف الأذن حالة طارئة؟
يكون الألم خلف الأذن طارئًا في الحالات التي تظهر فيها على المُصاب بعض الأعراض الشديدة الأخرى إلى جانب الألم، منها:[٣][١]
- ضعف السمع ، أو فقدان السمع.
- الإصابة بحمّى شديدة.
- احمرار أو تورم ينتشر بصورة أكبر.
- الشعور بألم شديد يظهر بصورة مفاجئة.
- انسداد الفك وعدم القدرة على فتحه.
- الإصابة بالغثيان أو التقيؤ.
- المعاناة من الارتباك أو تغير الشخصية.
- الإصابة بالتشنجات.
- بروز الأذن بشكل مفاجئ على غير المعتاد.
كيف يشخص الطبيب ألم خلف الأذن؟
يبدأ الطبيب عادةً بأخذ التاريخ الطبي للمُصاب، ومعرفة الأعراض التي يعانيها، ويقوم بإجراء الفحص الجسدي للتأكد من موقع الألم والأعراض الأخرى المصاحبة له، كما قد يوصِي الطبيب أحيانًا بإجراء تحليل للدم، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو غيرها من الفحوصات اللازمة.[٢]
هل يوجد نصائح يمكن أنْ تساعد في الوقاية من ألم خلف الأذن؟
ثمة مجموعة من النصائح والسلوكيات التي قد تجنِّب الفرد الألم والصداع الذي يعانيه خلف الأذن، ونذكر منها:[٣]
- الحصول على القدر الكافي من الراحة، والنوم جيدًا خلال ساعات الليل.
- التأكد من تناول وجبات الطعام في موعدها لتجنب الصداع.
- الحدّ من استخدام الأجهزة المحمولة، والتي تُجبر الشخص على التواجد بوضعيَّة غير ملائمة معظم الوقت.
- تجنب بقاء الرأس والرقبة في وضعية واحدة لفترات طويلة، وقم بأخذ عدة استراحات والتجول عدة دقائق كل ساعة في حالة العمل في المكتب، لتجنب تصلب الرقبة والكتفين.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Jack Wilkinson, MD (2020-10-05), "What Causes Pain Behind the Ear? Learn More About Relief Options", buoyhealth, Retrieved 2020-12-03. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jenna Fletcher (2020-01-01), "What causes a headache behind the ears?", Medical News Today, Retrieved 2020-12-03. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Ann Pietrangelo (2019-08-29), "What Causes a Headache Behind the Ear?", Healthline, Retrieved 2020-12-03. Edited.