محتويات
الماء الأسود في العين
توجد في الجزء الأمامي من العين مساحة صغيرة تسمّى الغرفة الأمامية، إذ يتدفق من خلال هذه الغرفة سائل صافٍ وشفاف يدخل من خلالها ويخرج، ومن وظيفة هذا السائل تغذية الأنسجة المحيطة به داخل العين وترطيبها، ويحدث بطء في استهلاك هذه السوائل، أو إنتاج كمية كبيرة منها، مما يؤدي إلى تراكمها وارتفاع الضغط داخل العين، مسببة ما يُعرف بالماء الأسود، أو الماء الأزرق، أو الزّرق، أو الجلوكوما؛ حيث جميعها أسماء للمرض ذاته، الذي نشأ نتيجة ارتفاع الضغط في العين، مسببًا تلفًا في العصب البصري وفقدان الرؤية في حال تُرِك دون علاج، وتُعد الجلوكوما مرضًا شائعًا نسبيًا خاصة عند البالغين وكبار السن، التي يطلق عليها اسم القاتل الصامت.[١]
أنواع الماء الأسود في العين
يُقسّم الماء الأسود في العين (الجلوكوما) عدة أنواع؛ هي:[٢]
- الجلوكوما مفتوحة الزاوية المزمنة، لا توجد له أعراض واضحة سوى أنه في مراحله المتقدمة يبدأ فقدان البصر بشكل تدريجي، ويُعدّ هذا النوع من أكثر أنواع الجلوكوما شيوعًا وفقًا للمعهد الوطني للعيون.
- الجلوكوما مغلقة الزاوية الحادة، من أهم أعراض هذا النوع:
- الجلوكوما الخلقية، حيث الطفل يولد ولديه مشكلة في زاوية العين، مما يسبب بطئًا في خروج السائل من العين، أو عدم خروج السائل من العين. ومن أهم أعراض هذا النوع من الجلوكوما إعتام في العين والحساسية تجاه الضوء.
- الجلوكوما الثانوية، تحدث الإصابة به بسبب وجود إصابة في العين؛ كإعتام عدسة العين، أو وجود ورم فيها، أو تناول أدوية معينة؛ كالستيرويدات القشرية. وفي حالات نادرة يبدو السبب إجراء عملية جراحة في العين.
- جلوكوما التوتر العادي، في حالات نادرة قد يصاب الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة في ضغط العين بتلف في الأعصاب البصرية لسبب غير معروف، لكن من عوامل الإصابة بهذا النوع الحساسية الشديدة، ونقص تدفق الدم إلى العصب البصري.
العوامل تزيد خطر الإصابة بالماء الأسود في العين
توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالماء الأسود في العين، وفي ما يأتي ذكر لعدد من أهمها:[٣]
- نقص هرمون الإستروجين مبكرًا، الذي يحدث بعد عملية استئصال المبيض قبل سن الـ43.
- الإصابة ببعض الأمراض المتعلقة بالبصر؛ مثل: قصر النظر.
- العمر، حيث الأشخاص التي تزيد أعمارهم على 60 عامًا أكثر عرضة للإصابة.
- الأصل العِرقي، حيث أصحاب البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة.
- وجود مشكلات في العين، يؤدي التهاب العين المزمن أو خضوع العين للعمليات الجراحية إلى زيادة الضغط في العين.
- الوراثة، بعض أنواع الجلوكوما قد تبدو موروثة؛ كمن يوجد في سلالة عائلته أحد مصاب بالجلوكوما مفتوحة الزاوية.
- الإصابة ببعض الأمراض؛ كمن يعاني من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وفقر الدم المنجلي فهم أكثر عرضة للإصابة بالماء الأسود في العين.
- استخدام بعض الأدوية؛ كاستخدام الكورتيكوستيرويد، خاصة قطرات العين، لمدة طويلة قد يزيد خطر الإصابة بالجلوكوما الثانوية.
تشخيص الماء الأسود في العين
يُشخِص الطبيب الماء الأسود في العين من خلال الاطلاع على تاريخ المريض الطبي واجراء فحص شامل للعين، ومن خلال العديد من الاختبارات التي تشمل ما يأتي:[٣]
- قياس ضغط العين (قياس توتر العين).
- إجراء فحص للكشف عن وجود تلف في العصب البصري.
- اختبار مجال الرؤية؛ أي التأكد من وجود مناطق لفقد البصر.
- قياس سمك القرنية.
- فحص زاوية التصريف (تنظير الزاوية).
علاج الماء الأسود في العين
لا يتاح إصلاح التلف الناتج من الماء الأسود، لكنّ استخدام العلاج وإجراء الفحوصات المنتظمة يساعدان في إبطاء فقد البصر والوقاية منه، خاصة إذا اكتُشِف المرض في مرحلة مبكرة، فالهدف من العلاج خفض الضغط داخل العين، وبناءً على حالة المريض قد تشتمل خيارات العلاج على استخدام قطرة العين، والعلاج بالليزر، أو الجراحة. وفي ما يأتي شرح مُبسط عن العلاج:[٣]
- قطرات العين، يبدأ العلاج بقطرات العين الموصوفة التي تساعد في خفض ضغط العين من خلال تحسين استهلاك السوائل في العين، أو بتقليل كمية السائل التي تفرزها العين. وفي ما يأتي ذكر لعدد من أهم قطرات العين، وهي:
- البروستاجلاندين، إذ تزيد من تدفق السائل إلى خارج العين، وتقليل الضغط في العين، إذ تشمل الآثار الجانبية المحتملة لهذه القطرات الاحمرار الطفيف في العينين، ووخزهما، وظهور القزحية بلون غامق، وتغيّرات في صبغة رموش العين وجلد الجفن وعدم وضوح الرؤية.
- حاصرات مستقبلات بيتا، تقلل من إفراز السائل في العين، مما يؤدي إلى خفض ضغط العين، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لهذه القطرات صعوبة في التنفس، وتباطؤ نبض القلب، وانخفاض ضغط الدم، والعجز الجنسي، والشعور بالتعب والإجهاد.
- ناهضات ألفا الأدرينالية، تخفّض من إنتاج السائل داخل العين وتدفقه الى خارج العين؛ ومن أمثلتها: أبراكلونيدين، وبريموندين. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لهذه القطرات عدم انتظام في ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والإجهاد، واحمرار العين وتورمها، وحكة في العينين، وجفافًا في الفم.
- مثبطات الأنهيدراز الكربوني، نادرًا ما تُستخدم في علاج الماء الأسود أو الجلوكوما، إذ تقلل هذه الأدوية من إفراز السائل في العين؛ ومن أمثلتها: دورزولاميد، وبرينزولاميد. ومن الآثار الجانبية المحتملة لهذه القطرات: الشعور بالمذاق المعدني، وكثرة التبول، والشعور بالوخز في أصابع القدمين واليدين.
- مركبات الكولين، أو القابضة لحدقة العين، تزيد من تدفق السائل إلى خارج العين، كالبيلوكاربين، ومن الآثار الجانبية المحتملة لهذه القطرات: صغر حدَقتَي العين، وانخفاض في مدى الرؤية، وقصر النظر.
- الأدوية عن طريق الفم، في حال لم تنجح قطرات العين في خفض ضغطها يصف الطبيب الأدوية عن طريق الفم، وغالبًا يصف مثبط انهيدراز الكربوني، ومن الآثار الجانبية له: كثرة التبول، ووخز في أصابع القدمين واليدين، والاكتئاب، واضطراب المعدة، وحصى الكلى.
- الكاوي الكهربائي، تُجرى باستخدام جهاز كيّ كهربائي يُسمّى ترابيكيوتوم؛ ذلك لإزالة الأنسجة من الشبكة الترابيقية.
- العمليات الجراحية: تنتشر في علاج هذه الحال الجراحة بالليزر، وتوجد عدة أنواع منها[٤].
- علاج الترقيع بالليزر، يُستخدَم في حال الجلايكوما مفتوحة الزاوية، وتُعالج هذه العملية الشبكة الدمعية الموجودة في العيون، وقد يستمر المريض في تناول العلاجات الدوائية بعدها.
- علاج الترقيع الاختياري بالليزر، يُستَخدَم هذا أيضًا في علاج الغلايكوما مفتوحة الزاوية، وهو من العلاجات الجديدة في هذا المجال، ويسمّى اختياريًا؛ أيّ إنّه يُعالج أجزاءً محددة من الشبكة الدمعية.
- بضع القزحية بالليزر؛ إذ يُستخدم هذا النوع في علاج الغلاكوما مغلقة الزاوية، وتُستخدم هذه العملية لإجراء شق خلال قزحية العين، ممّا يُتيح لسوائل العين بأن تخرج إلى السطح الخارجي، وهي عملية تهدف إلى تغيير مسار سوائل العين.
- استئصال الشبكة التربيقية، يتضمن ذلك عمليتين جراحيتين بالليزر، ممّا يُسبب تقليل كمية السوائل في العين، وبالتالي تقليل الضغط فيها، وتُعدّ هذه العملية الحلّ الأخير للمصابين بالغلايكوما.
نصائح يجب اتباعها لتعزيز صحة العين
يوجد العديد من النصائح التي يجب اتباعها للحفاظ على سلامة العين، وهي:[٣]
- اتباع نظام غذائي صحي، حيث تناول الأغذية الصحية والفيتامينات أمر مهم لصحة العين، التي تشمل الخضروات الورقية، والأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية.
- ممارسة التمارين الرياضية، إذ تقلل التمارين الرياضية المنتظمة والآمنة تحت إشراف الطبيب الضغط في داخل العين في حال الجلوكوما مفتوحة الزاوية.
- التقليل من استهلاك الكافيين، قد يرفع تناول الأطعمة والأشربة التي تحتوي على كمية كبيرة من الكافيين؛ كالقهوة، والمشروبات الغازية، والشوكولاتة من ضغط العين.
- شرب الكثير من الماء.
- جعل الرأس مرتفعًا عند النوم، إذ تبيّن أنّ استخدام وسادة تُبقي الرأس مرتفعًا قليلًا بـ20 درجة يقلل من الضغط داخل العين أثناء النوم.
- تناول الدواء الموصوف تحت إشراف الطبيب بانتظام، حيث استخدام قطرات العين أو أي دواء آخر وُصف عبر الطبيب يساعد في الحصول على أفضل نتيجة ممكنة من العلاج.
المراجع
- ↑ Christian Nordqvist (15-12-2017), "What is glaucoma?"، medicalnewstoday, Retrieved 15-12-2017. Edited.
- ↑ Kimberly Holland (29-1-2016), "Glaucoma"، healthline, Retrieved 29-1-2016. Edited.
- ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (14-11-2018), "Glaucoma"، mayoclinic, Retrieved 14-11-2018.
- ↑ "TREATING GLAUCOMA", www.glaucomafoundation.org, Retrieved 11-9-2019. Edited.