محتويات
الماء الزرقاء في العين
تُعرَف حالة الماء الزرقاء في العَين بأنّها مرض يُصيب العصب البصري مما يُسبّب عددًا من المشكلات، ويعزى ذلك إلى أهميّة وظيفة العصب البصري الذي يستقبل ومضات عصبيّة ضوئيّة من الشبكيّة، وينقلها بعد ذلك إلى الدماغ الذي بدوره يُترجم هذه الومضات ويتعرّف إليها بوصفها صورًا، ممّا يدور في محيط الشخص. ويبدأ غالبًا تلف العصب البصري في حالة الماء الزرقاء بانحدار تدريجي في مستوى النظر الجانبي أو المُحيطي، وفي الحالات التي لا يجرى علاج الماء الزرقاء فيها من العين فإنّ المشكلة قد تزداد شدة، وتتسبّب في فقدان مركزي للبصر، وربما التسبّب في العَمَى لاحقًا.
يعزى السبب الرئيس وراء التلَف الذي تُحدثه الماء الزرقاء في العين إلى ارتفاع مستوى الضغط داخل العين، مما يؤدّي إلى الضغط على العصب البصري وبالتالي التسبُّب في تلفه، إلّا أنّ بعض الحالات قد تشهد تلفًا للعصَب نفسه مع وجود الضغط الطبيعي للعَين، ممّا يقود إلى تفسير وحيد يتلخّص بأنّ ذلك ناجم عن سوء في تنظيم تدفُق الدم الوراد إلى العصَب البصري.[١]
أسباب الماء الزرقاء في العين وأعراضها
تختلف الأعراض التي قد تُسبّبها حالة الماء الزرقاء في العين اعتمادًا على نوع الحالة، وعلى المرحلة التي وصَل إليها المريض، ويُمكن تِعداد الأعراض وفق التالي:[٢]
- ظهور بُقَع عمياء على جانبي مستوى النظر، أو ربمّا في مركز النظَر، وغالبًا ما ينشأ ذلك في كلتا العينين، إلى جانب تحوُّل النظَر ليُصبح ما يُعرف باسم النظَر النَفَقي، ذلك ما يكون غالبًا في حالة الماء الزرقاء مفتوحة الزاوية.
- الصداع الشديد، وألَم في العين، واستفراغ وغَثيان، ورؤية ضبابيّة، و احمرار في العين، وتكوّن هالات حول مصادر الضوء في حالة الماء الزرقاء ذات الانسداد الزاويّ الحاد.
غالبًا ما يُنصَح المَرضى ممّن يُعانون من الزرَق أو الماء الزرقاء في العين بتلقّي العلاج اللازم وعدم إهمال هذه الحالة، إذ إنّ الماء الزرقاء قد تتفاقم في العين، وتتسبّب في مشاكل خطيرة، التي أهمّها: فقدان البصَر الكُلّي، ورغم ذلك فإنّ ما نسبته 15% من حالات الزرَق التي عُولجت تعرّضت لفقدان البصَر في واحد من العَينين على الأقل خلال 20 سنة من الإصابة. أمّا في الحالات التي يُنصَح فيها المَرضى بمراجعة طبيب العيون فتكون في الحالات التي يشعر فيها المريض بأحَد أعراض الزرق ذات الانسداد الزاويّ الحادّ؛ مثل: الصداع الشديد، وغيرها ممّا ورَد ذِكره.
لمعرفة أسباب الزرَق في العَين فإنّ البحوث لم تصِل إلى الأسباب الحقيقيّة الكامنة وراء مثل هذه المشاكل في العين، إلّا أنّ الأسباب المبدئيّة قد تُقسَم فئتين، إذ تكون غير معروفة في حالة إصابة العين بالزرق الرئيس؛ بمعنى أنّ زرق العين لم يكُن مُصاحبًا لأي مرض آخر إنمّا فتَك بالعين فقط، أمّا في حالة زرَق العين الثانوي؛ أي المُرافق لبعض المشاكل الصحيّة؛ كورَم في العين، و السكري، المياه البيضاء في العين، أو الإصابة بالتهاب، أو تهيُّج فإنّ مجموعة من العوامل قد تكون عاملًا أساسيًّا في رفع معدل الإصابة، وهي:[٣]
- تقدُّم العمر.
- عوامل عِرقيّة؛ إذ إنّ الشرق آسيويين، والأمريكيين الأفريقيين، وذوي الأصل الإسباني هُم أكثر عُرضة للإصابة بالزرَق من غيرهم؛ كالقوقازيين.
- الإصابة ببعض الأمراض؛ مثل: السكري، أو قصور الغدة الدرقيّة.
- إصابة العين بكدمة أو ضربة ما.
- خضوع العين لعمليّة جراحيّة سابقة.
- قصر النظَر.
يُمكن أن يؤدّي أيضًا تناول الستيرويدات على المدى الطويل إلى رفع معدّل الإصابة بمشكلات صحيّة مختلفة، ومنها الماء الزرقاء في العين، وقد ترتفع نسبة الإصابة أكثر في حال استعمال قطرات للعين تحتوي على الكورتيكوستيرويدات.
علاج الماء الزرقاء في العين
تشتمل طُرق علاج الماء الزرقاء في العين بشكل رئيس على تصريف السوائل الضاغطة في العَين، أو تقليل إنتاجها، ذلك في الحالة الأكثر شيوعًا المعروفة باسم الزرّق ذات الزاوية المفتوحة، ويُمكن للأدوية أن تؤدّي هذا الغرض، وفي حالات أُخرى يُمكن اللجوء إلى إجراء عمليّة جراحيّة، واستخدام الليزر في تصريف السائل والتخلّص منه. وغالبًا ما يكون علاج الماء الزرقاء في العين سهلًا في بداية تشخيصه؛ إذ تكفي أحيانًا استعمال قطرات، خاصّة للعين، للمساعدة في تصريف السوائل الضاغطة وحل المُشكلة، أمّا الحالات التي تُهمَل فيها الماء الزرقاء في العين ويتأخّر العلاج، فإنّ العواقب قد تكون وخيمة؛ كأن يفقد المريض بصره.[٤]
المَراجع
- ↑ Andrew A. Dahl, MD (2018-2-27), "Glaucoma"، medicinenet, Retrieved 2019-5-13. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2018-11-14), "Glaucoma"، mayoclinic, Retrieved 2019-5-13. Edited.
- ↑ Christian Nordqvist (2017-12-15), "What is glaucoma?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-5-13. Edited.
- ↑ Brian S. Boxer Wachler, MD (2018-12-13), "How Is Glaucoma Treated?"، webmd, Retrieved 2019-5-13. Edited.