الماء في القرآن
تطرّق القرآن لذكر الماء والحديث عنه علمياً في العديد من المواضع، فذكر خصائصه، ووظائفه، وطرق إنزاله، وحفظه، وغير ذلك، فيما يأتي ذكر جانبٍ من خصائص الماء وحفظه، الواردة في القرآن الكريم:[١][٢]
- الماء أساس الحياة على الأرض، وقد أورد الله -تعالى- ذلك في كتابه، إذ قال: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)،[٣] فهو سائل الحياة الأول، دبّ في عروق الإنسان ليسهل العلميات الحيوية فيه، وفي أوراق الشجر، وجرى أنهاراً وعيوناً على سطح الأرض.
- أُخرج الماء من الأرض إخراجاً، وتلك حقيقةٌ ذكرها الله -تعالى- في مُحكم آياته، وجاء العلم الحديث فصدّقها، فمن تتبّع خطوات تكوين الأرض التاريخية، يصل لحقيقة أنّ الأرضَ قذفت ما بداخلها من السوائل يوماً من الزمان، فأخرجته مع الحرارة بخار ماءٍ عظيمٍ، ثمّ أخذت تبرد شيئاً فشيئاً، حتى ظهرت في الشكل الذي يراه عليه البشر الآن.
- آياتٌ أخرى تتكلّم عن حفظ الماء وإسكانه في الصخور والحجارة، وهو ما يشهد بحصوله العلماء الآن.
- الحديث عن دورة الماء في الأرض، التي وصفها الله تعالى ب لفظ (ماءٍ بقدرٍ) فإنّ قدر الماء مقدّر من الله تعالى، ومتصرّفٌ به بين الناس بتقديره.
نعمة الماء
ذكر الله -تعالى- الماء في كتابه العزيز ثلاثةً وستين مرةً، لينبّه عباده على عظيم تلك النعمة ومحلّها في حياة الكائن الحيّ، وقد قيل قديماً إنّ الماء أرخص موجودٍ وأعزّ مفقودٍ، فيكفي أن يُذكر أنّ الناس قديماً كانوا يتنقّلون ويرتحلون من مكان استقرارهم إلى مكانٍ آخرٍ إذا فقدوا الماء حولهم، ففي وجوده تكون كلّ مقوّمات الحياة موجودةٌ؛ نبات الأرض، وعيش الإنسان، ورفاهه، وصفاء نفسه، وغير ذلك، وفي المقابل كان نقص الماء وقلّته إنذارٌ بالقحط والفقر والجوع، ولمّا كانت هذه النعمة محطّ ذكرٍ، فإنّ على العبد أن يُديمَ شكرَ الله -سبحانه- عليها، حتّى يبقى متنعماً بها طوال العمر، فدوامُ النِعم مقرونٌ بشكرها.[٤][٥]
الماء نعيمٌ وهلاكٌ
جعل الله -سبحانه- من نعمة الماء نعيماً للناس، وفرجاً وفرحاً لهم، وجعله في حينٍ آخرٍ مصدر الهلاك والعذاب لهم، وتلك من قدرة الله -سبحانه- أن صيّر الشيء الواحد رغداً مرّةً، وتعذيباً مرّةً أخرى، وفيما يأتي توضيح ذلك:[٦]
- يكون الماء نعيماً لأهله في الدنيا؛ فهو داخلٌ في طعامهم وشرابهم، ومصادر فرحهم بإنبات النبات، واخضرار الأرض، وكثرة الزراعة، وفي الآخرة يشرب المؤمنون من حوض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- شربةً لا يعطشون بعدها أبداً.
- يكون الماء هلاكاً وتعذيباً لأهله في الدنيا؛ إذا أمسكه الله -سبحانه- عنهم، فبلغهم الجوع والعطش، واشتدّ كربهم، وقد يكون البلاء والهلاك بكثرته أيضاً، إذا كان العذاب على شكل طوفان مدمّرٍ كما كان عذاب قوم نوح، فأغرقهم الله ولم يبقِ منهم أحداً، وما استطاع أحدٌ منهم ردّ الماء عن نفسه، فإنّ للماء قوةً لا يملك تحريكها إلّا الله سبحانه، ذاك الهلاك بالماء في الدنيا، وهناك أيضاً عذابٌ بالماء في الآخرة؛ إذ يُسقون ماءً حميماً يغلي، تُقطّع منه أمعاؤهم.
المراجع
- ↑ "أسرار الماء في القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-13. بتصرّف.
- ↑ "أهمية الماء للإنسان"، articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-1-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 30.
- ↑ "أفرأيتم الماء الذي تشربون؟!"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-14. بتصرّف.
- ↑ "أهمية الماء للإنسان"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2019. بتصرّف.
- ↑ "الماء بين النعيم والعذاب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-12. بتصرّف.