محتويات
قصيدة أراك عصيّ الدمع
أَراكَ عَصِيَّ الدَّمعِ شِيمّتُّ الصَّبرُ
- أمَا للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لَوعةٌ
- ولكنَّ مِثلي لا يُذاعُ لهُ سرُّ![١]
إنّ البيتين السابقين هي أولى أبيات قصيدة أراك عصي الدمع المكتوبة على البحر الطويل، والتي قالها الشاعر أبو فراس الحمداني خلال فترة أسره، وقد عُرف ما كتبه خلال هذه الفترة بالروميات.
وهذا المقال سيسلط الضوء على المحسنات البديعية الموجودة في هذه القصيدة، وعليه فإذا كنت مهتماً، فتفضل بإكمال قراءة المقال.
المحسنات البديعية في قصيدة أراك عصي الدمع
استخدم أبو فراس الحمداني في قصيدته العديد من المحسنات البديعية، منها:[٢][٣]
الطباق
الطباق هو ذكر الكلمة وضدها، وهو نوعان: طباق سلب، وطباق إيجاب، وتمثل الطباق في الأبيات التالية:
- أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
- أما للهوى نهي عليك ولا أمر؟ (نهي، وأمر)
- إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
- وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر. (أذللت، والكبر)
- تُسائِلُني من أنت؟ وهي عليــمة
- وهل بفتى مثلي على حاله نكر. (عليمة، ونكر)
- وتهلك بين الهزل والجد مهـجة
- إذا ما عداها البين عذبها الهجر. (الهزل، والجد)
- ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى
- ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر. (الغنى، والفقر)
- فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا
- وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر. (أظمأ، وترتوي)، (أسغب، ويشبع)
- حفظت وضيعت المودة بينـــنا
- وأحسن من بعض الوفاء لك الغدر. (حفظت، وضيعت)، (الوفاء، والغدر)
- فإن كان ما قال الوشاة ولم يكن
- فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر. (كان، ولم يكن، مثال على الطباق السلب)، (الإيمان، والكفر)، (يهدم، وشيد)
- فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه
- وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
وإن مت فالإنســــان لا بد مـــيت
- وإن طالت الأيام وانفسح العمر. (عشت، مت).
رد الصدر على العجز
ردّ الصدر على العجز هو أن يكرّر الشاعر ذات اللفظة في ذات المعنى في البيت نفسه، مثل:
- فقلت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
- فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر (لفظة الدهر المكررة)
الجناس
الجناس هو أن يتشابه لفظان في ذات النطق، ويختلفا في المعنى [3]، وتمثل ذلك في:
- فعدت إلى حكم الزمان وحكمها
- لها الذئب لا تجزى به ولي العذر
كأني أنادي دون ميثاء ظبية
- على شرف ظمياء جللها الذعر
(هنا جناس ناقص في كلمتي (العذر والذعر)
- ولا تنكريني إنني غير منكر
- إذا زلت الأقدام، واستنزل النضر
وإني لجرار لكل كتيبة
- معودة أن لا يخل بها النصر
(هنا جناس ناقص في كلمتي (النضر والنصر)
- تجفل حيناً ثم تدنو كأنما
- تنادي طلا، بالواد أعجزه الحضر
فلا تنكريني، يابنة العم إنه
- ليعرف من أنكرته البدو والحضر
(هنا جناس تام في كلمة الحضر، حيث الأول معناها الركض، والثانية الحاضرة عكس البدو)
- وما حاجتي بالمال أبغي وفوره
- إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفر
(الجناس هنا أتى في تقارب نوع الحروف في الكلمات المخطوط تحتها)
السجع
السجع هو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير، وتمثل في:
- كأني أنادي دون ميثاء ظبية
- على شرف ظمياء جللها الذعر
(جاء السجع في كلمتي (ميثاء وظمياء)
- بنفسي من الغادين في الحي غادة
- هواي لها ذنب وبهجتها عذر
تروغ إلى الواشين فيّ وإن لي::::لأذناً بها عن كل واشية وقر
(السجع هنا في كلمتي (الغادين والواشين))
- وإني لجرار لكل كتيبة
- معودة أن لا يخل بها النصر
وإني لنزال بكل مخوفة
- كثير إلى نزالها النظر الشزر
(والسجع يظهر في كلمتي (لجرار ولنزال))
المراجع
- ↑ بسمة علاق، دراسة أسلوبية لقصيدة "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ بسمة علاق، دراسة أسلوبية لقصيدة "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني، صفحة 30-36. بتصرّف.
- ↑ خولة بشكيط، الصوت اللغوي والصوت الموسيقي قصيدة "أراك عصي الدمع " أنموذجا، صفحة 49-62. بتصرّف.