محتويات
أمثلة على المُحسّنات البديعيّة في قصيدة إرادة الحياة
تتعدّد المُحسّنات اللفظيّة والمعنوية بين سجعٍ وجناس وطباق وتورية وحسنِ تقسيم ومقابلة وقد تكون أحياناً مبالغةً مع حسن تعليل، وفيما يلي تفصيلٌ للعديد من الأمثلة عن هذه المُحسّنات البديعيّة في القصيدة:[١][٢][٣]
- إذا الشّعبُ يوماً أراد الحياة
- فلا بُدّ أن يستجيبَ القدر
هنا نجد حسن التّعليل في ذكره لمن صمّم على أن يعيش حياته بأحلامه وطموحاته وكل ما تصبو إليه نفسه، ففي النّهاية لا بدّ أن يرضخ القدر ويستجيب لإرادة الحياة القويّة داخله، فكلّ متوقّع آتٍ، وكلُّ ما ترجوه دانٍ، هذا بالتأكيد بإذن الله تعالى.
- ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
::: ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
- ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
::: تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
أولاً نجد في البيت الأول تورية (والتي تعني وجود معنيين الأول قريب والثاني بعيد) وفي هذا البيت يأتي الشاعر بالمعنى الأول وهو أن الليل يتبعه نهار فلا بدّ له أن ينكشف وينجلي، والمعنى الآخر الخفيّ وهو أن الليل والقيد يقصد بهما الاستعمار، ويذكّر شعبه بنهايته القريبة، فلا بدّ لهذا الاستعمار أن يزول ويختفي وتنكسر شوكته عليهم بالحث على إرادة الحياة لديهم، ونلاحظ أيضاً في البيتين السابقين كلمتي (ينكسرْ ويندثرْ) أنّها تحمل السجع وهو توافق آخر الكلام، وهذا لأن القصيدة نُظمت بوحدة القافية فسنجد السجع كثيراً فيما بعد.
- ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
::: وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
هنا نجد في الشطر الثاني الطباق في كلمتي (فوق وتحت) وهو طباق إيجاب.
- ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
::: يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فيه تورية، فهنا المعنى الأول الذي يعني فيه صعود الجبل وعدم العيش بين الحفر، وفي المعنى الثاني الذي يريده الشاعر وهو السعي نحو القمة لا الانحدار والانكسار والعيش مذلولاً بين الناس، وكذلك في هذا البيت نجد مقابلةً بين الشطرين الأول والثاني في صعود الجبل والعيش بين الحفر.
- أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
::: ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
::: ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
نجد أن هناك مقابلة بين البيت الأول والبيت الثاني، فيبارك ويمدح من يسعى لتحقيق طموحاته والأشخاص الذي لا يهابون الفشل والمخاطر والكفاح للحفاظ على الأرض في وجه الاستعمار، في حال يستنكر ويلعن من لا يسعى لذلك ويفتنع بالأمر الواقع مسلّماً أرضه وما يملك للاستعمار، كذلك نؤكد على وجود السجع في الأبيات جميعها كما في (الخطرْ والحجرْ).
- هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
::: ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ
هنا نجد طباق إيجاب في كلمتي (حيّ والميت)، وفي كلمتي (يحبّ ويحتقر).
- إليكِ الفضاء، إليكِ الضيـاءُ
::: إليكِ الثَّرى الحالمِ المُزدَهِر
نلاحظ وجود الجناس في كلمتي (الفضاء والضّياء) وهو جناس ناقص، وهناك الكثير من المحسّنات البديعيّة في قصيدة إرادة الحياة التي يصعب حصرها في مقالٍ واحد.
نبذة عن الشاعر
هو الشاعر أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشّابي، وهو شاعر تونسيّ ولد عام 1909م، تعلّم في بداية حياته على يد والده الذي كان قاضياً، وكان الشابي مثقفّاً ومطّلعاً حيث اتّسعت قريحته وعمره اثنتا عشرة سنة لقراءته الأدب العربي والغربي، فبدت ملامح الشعر تظهر في كتابته، تزوج في حياة والده ثمّ أُصيب بمرض تضخم القلب بعد فقدِ والده، عاش عمراً قصيراً حيث توفيّ بعد معاناته مع المرض سنة 1934م إثر نوبات قلبية حادّة، جمع ديوانه بنفسه واختار قصائده ورتّبها فيه وأسماه (أغاني الحياة)، ولكن وقف الموت أمام نشره، فقام أخوه أمين الشّابي بطباعة ديوانه.[٤]
نبذة عن قصيدة إرادة الحياة
هذه القصيدة نظمها أبو القاسم الشابي على البحر المتقارب، وعدد أبياتها ثلاثةٌ وستون بيتاً، يخاطب فيها أبناء شعبه وينشر فيهم الوعي والثورة والطموح والأمل، وقد غنّى البعض بعضاً من أبيات هذه القصيدة الجميلة.[٥]
المراجع
- ↑ نعيم عموري، سناء شعلان، قصيدة إرادة الحياة دراسة سردية، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ أحمد بسج، ديوان أبي القاسم الشابي، صفحة 70. بتصرّف.
- ↑ آلاء ناجي، شعر أبي القاسم الشابي في ضوء نظرية التلقي، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ أحمد بسج، ديوان أبي القاسم الشابي، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ "إذا الشعب يومًا أراد الحياة"، الديوان. بتصرّف.