محتويات
المحسنات البديعية في معلقة امرئ القيس
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ البديع في معلقة امرئ القيس قد كان قليلاً على طول قصيدته؛ فهي قصيدة ذات لغة عالية قويمة، ومثل هذا النوع من الشعر، يبتعد عن التوظيف البديعي الذي يركز على الألفاظ والزركشة الشكلية، وينأى عن المعاني والدلالات، والتركيب السليم للجملة، لكن علم البيان كان الأكثر حضورًا في هذه المعلقة، ولذلك لا بد من عقد موازنة بين التشبيه الذي هو باب من أبواب علم البيان، مع أبواب علم البديع مجتمعة في هذه القصيدة.[١]
الطباق في معلقة امرئ القيس
يعد الطباق أحد أبرز المحسنات البديعية المستخدمة في معلقة امرئ القيس وهو إيراد الكلمة وعكسها، وفيما يأتي عرض لأبرز مواضع الطباق في معلقة امرئ القيس:[٢]
- فَتوضِحَ فَالْمِقْراةِ لم يعفُ رسمها
- لما نَسَجَتْها مِن جَنوبٍ وَشَمْأَلِ
الطباق في هذا البيت في جنوب وشمائل، وهو طباق إيجاب.
- لا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا انْجَلي
- بِصُبْحٍٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بأمثل
الطباق في هذا البيت في الصبح والليل، وهو طباق إيجاب.
- مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍٍ مُدبِرٍ مَعاً
- كَجُلمودِ صَخرٍٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
الطباق في هذا البيت في مكر ومفر، ومقبل، ومدبر، وهو طباق إيجاب.
الجناس في معلقة امرئ القيس
يعد الجناس أحد أبرز المحسنات البديعية المستخدمة في معلقة امرئ القيس، والذي يعرف بأنه وجود تماثل تام أو ناقص في بنية كلمتين مع اختلافهما في المعنى، وفيما يأتي عرض لأبرز مواضع الجناس في معلقة امرئ القيس:
- تَجاوَزتُ أَحراساً إِلَيها وَمَعشَراً
:::عَلَيَّ حِراساً لَو يُسِرّونَ مَقتَلي
الجناس في حراسًا وأحراسًا، وهو جناس ناقص لاختلاف الحروف.
- مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍٍ مُدبِرٍ مَعًا
:::كَجُلمودِ صَخرٍٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
الجناس في مكر، ومفر، ومقبل ومدبر، وهو جناس ناقص لاختلاف الحروف.
المبالغة في شعر امرئ القيس
تعد المبالغة أحد أبرز المحسنات البديعية المستخدمة في معلقة امرئ القيس، والتي تعرف بأنها وصف أمر أو شيء وصفًا مستحيلًا أو مكررًا أو مبالغًا فيه، وفيما يأتي عرض لأبرز مواضع المبالغة في معلقة امرئ القيس:
- فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍٍ وَنَعجَةٍ
:::دِراكاً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيُغسَلِ
وذلك في لفظة دراكا لتدل على شدة العراك.
التشبيه في معلقة امرئ القيس
يكاد التشبيه يكون أهم المحسنات البديعية وأشهرها، وفيما يأتي عرض لأهم مواضع التشبيه في معلقة امرئ القيس:
- ترى بَعَر الآرام في عَرَصَاتِها
::: وَقيعانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
في هذا البيت نجد أنّ الشاعر شبّه بعر الآرام الملقى على الأرض بحب الفلفل.
- مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ
:::تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ
شبه الشاعر المرأة التي يتغزل بها بالمرآة لشدة بياضها.
- كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
:::غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
شبه الشاعر الفتاة بالبيضة التي اختلط فيه الصفار بالبياض، فهذه الفتاة بيضاء يداخل بياضها صُفرة.
- وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِِ لَيسَ بِفاحِشٍٍ
:::إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
شبه الشاعر عنق محبوبته بعنق الغزال الجميل.
- مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍٍ مُدبِرٍ مَعاً
:::كَجُلمودِ صَخرٍٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
يشبه الشاعر نفسه في إقدامه على المعركة بالصخرة الكبيرة التي سقطت من مكان عالٍ.
المراجع
- ↑ "البديـــع فــي الشعــر الجاهلــي شعـر امـرئ القيـس نموذجـاً"، جامعة. بتصرّف.
- ↑ "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل"، الديوان.