المخيخ التعريف، الموقع، الوظائف والأمراض الشائعة والحفاظ عليه

كتابة:
المخيخ التعريف، الموقع، الوظائف والأمراض الشائعة والحفاظ عليه

تعريف المخيخ

يُعرَّف المخيخ بأنه الجزء العلوي من جذع الدِّماغ في نقطة التقاء الحبل الشَّوكي بالمخ، ويُقسم المخيخ إلى نصفين، وهو جزء صغير نسبيًا من الدِّماغ، ويزن تقريبًا 10% من إجمالي وزن الدماغ، وتكمن أهمية المخيخ باحتوائه على ما يُقارب نصف الخلايا العصبية في الدِّماغ، وهي الخلايا المسؤولة عن نقل المعلومات من الجسم إلى الدماغ عبر الإشارات الكهربائية، إذ يتلقَّى المخيخ المعلومات من الأجهزة الحسية والحبل الشوكي وأجزاء أخرى من الدّماغ ثم يُنظِّم الحركة الإرادية مثل التوازن والتنسيق والكلام مما يساعد في توازن النشاط العضلي واتِّساقه، ويُعد المُخيخ جزءًا هامًا ويؤدي تلفه إلى بطء في الحركة واختلال التَّوازن والإصابة بالرجفة والاهتزاز، وتُصبح المهام البدنية اليومية بطيئة ومُعقدة وقد تتوقف تمامًا، ولكن تلف المُخيخ لا يتسبب بالإصابة بالشلل أو الضَعف الفكري.[١]


موقع المخيخ

هل يقع المخيخ في مكان محدد؟ يقع المخيخ في الجزء الخلفي من الجمجمة أسفل الفص الصِّدغي وخلف جذع الدِّماغ، ويبدو المخيخ عند النظر إليه من الناحية التَّشريحية بأنه بُنية مُصغَّرة شبيه للدِّماغ ومنفصلة عنه، إذ يحتوي المخيخ على قشرة تُغطي المادة البيضاء إلى الفراغ المملوء بالسوائل، ويُقسم إلى قسمين الأيمن والأيسر مثل الدماغ، ويحتوي المخيخ على جزئين رئيسين وهما: [٢]

  • قشرة المخيخ: وهي طبقة تحتوي على أنسجة ذات طبقات متعددة، وتحتوي القشرة على معظم الخلايا العصبية الموجودة في المخيخ.
  • نوى المخيخ: وهي الجزء الأعمق من المخيخ الذي يحتوي على الخلايا العصبية التي تنقل معلومات من المخيخ.

وظائف المخيخ

ما هي وظائف المخيخ؟ يتلقَّى المخيخ المعلومات من الدماغ والجهاز العصبي الموجود في جذع الدماغ والحبل الشوكي والمخ، ثم يعالج المخيخ هذه المعلومات لتنسق الحركة الإرادية والسيطرة عليها، ويلعب المخيخ دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن والتناسق والكلام، والعديد من العمليات العقلية الهامة،[٢] وتتضمن الوظائف الرئيسة التي يؤديها المخيخ في الجسم ما يأتي:[٣]

  • تنسيق الحركة: تتطلب حركة الجسم تنسيق العضلات المسؤولة عن الحركة، لذا يقوم المخيخ بإرسال الأوامر العضلية التناسقية حتى يتمكن الجسم من الحركة بسلاسة.
  • تنسيق عملية الرؤية: يقوم المخيخ بالتَّحكُم بالحركات العضلية للعين.
  • الحفاظ على التوازن: يحتوي المخيخ على خلايا تقوم بالاستشعار للكشف عن حدوث اختلال أو تغيير في التوازن والحركة، والتي تعمل على إرسال إشارات للجسم لتعديل هذه الحركة والحركة من جديد.
  • التعلم الحركي: يساعد المخيخ الجسم على تعلُم الحركات التي تحتاج إلى ممارسة وضبط دقيق مثل ركوب الدراجة أو العزف على آلة موسيقية.
  • وظائف أخرى: يقوم المخيخ بدور في عملية التفكير، ومعالجة اللغة والمزاج.

لقراءة المزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: علاقة المخيخ والتوازن

أمراض المخيخ الشائعة

هل هناك أمراض تصيب المخيخ؟ تحدث معظم اضطرابات المخيخ نتيجة العلاقة الوثيقة بينه وبين الحركة، مما يعني أن أي تأثير على المخيخ يؤدي إلى اضطرابات في التحكم في العضلات، وتتضمن الأعراض التي تُصاحب اضطرابات المخيخ فقدان القدرة على التَّحكم في العضلات وتنسيقها، وإيجاد صعوبة في المشي والحركة، وحدوث صعوبة في الكلام أو التحدث بطريقة غير مفهومة، واضطراب حركة العين، والشعوربالصُّداع، ومن أهم أعراض اضطرابات المخيخ هو التَّرنُح أي فقدان القدرة في السيطرة على العضلات وفقدان تنسيقها، وتتضمن اضطرابات المخيخ الجلطات، والنزيف، والتسمم، والاضطراب الجيني، وحدوث الالتهابات، والسرطان،[٣]وتتضمن أكثر أمراض المخيخ شيوعًا ما يأتي:


الترنح

يُشير مصطلح الترنح إلى وجود مشكلة في تنسيق حركة العضلات وفقدان السيطرة عليها، ويعاني الأشخاص الذين يعانون من الترنح من مشاكل في الكلام والتوازن، مما يؤثر على المشي، وتناول الطعام، والقدرة على الكلام، والكتابة،[٤] ويحدث التّرنح بسبب وجود خلل في منطقة تنسيق الحركة في المخيخ والتي تقع فوق جذع الدماغ مباشرة، مما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية داخل المخيخ وحوله، ويُمكن أن يؤثر الترنح على أي شخص في أي عمر، وقد تكون الوراثة أحد الأسباب الرئيسة للإصابة به، وتوجد ثلاثة أنواع من الترنح تذكر كما يأتي:[٥]

  • الترنح الوراثي: يحدث بسبب الطفرات الجينية التي تنتقل من الوالدين إلى الأبناء، وتؤدي هذه الطفرات إلى تلف الأنسجة العصبية في المخيخ، وقد يكون الجين المسؤول عن الترنح إما جينًا سائدًا والذي يُصيب الفرد نتيجة انتقال الجين المصاب من أحد الوالدين، أو جينًا متنحيًا مما يعني الحاجة إلى جينين من الوالدين حتى تظهر على الفرد أعراض الترنح، ومن الأمثلة على الترنح الوراثي السائد الإصابة بالرنح النخاعي المخيخي أو ما يُسمى ضمور المخيخ والحبل الشوكي، والترنح العرضي الذي يحدث بشكل مفاجئ، وتختلف أعراض الإصابة حسب نوعه إذ يوجد سبعة أنواع من الترنح العرضي، ومن الأمثلة على الترنح الوراثي في الجين المتنحي رنح فريدريخ الذي يحدث فيه صعوبة في الحركة والكلام وقد يؤثر على القلب، ومتلازمة الرنح وتوسع الشعيرات والتي تُسمى متلازمة لويس بار والتي يحدث فيها توسع في الشعيرات الدموية في العينين والوجه.
  • الترنح المكتسب: يحدث هذا النوع من الترنح بسبب تلف الأعصاب عند التعرُض لإصابة في الرأس أو السكتة الدماغية، أو وجود أورام تؤثر على المخ وما حوله، والإصابة بالالتهابات مثل التهاب السحايا، والإيدز والجدري، والشلل الدِّماغي، وأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب اللويحي، وقصور الغدة الدرقية، ونقص بعض أنواع الفيتامينات مثل فيتامين B12، فيتامين E، أو الثيامين، أو بسبب بعض العلاجات الدوائية مثل المهدئات وأدوية العلاج الكيميائي، والتسمم من المعادن الثقيلة مثل الرصاص أو الزئبق، وتعاطي الكحول على المدى الطويل، إذ تؤدي هذه الأدوية والمعادن إلى حدوث تفاعل سام في الجسم.
  • الترنح مجهول السبب: يحدث أحيانًا الترنح دون وجود سبب واضح.


ويتم تشخيص الإصابة بالترنح من خلال الفحص السريري والتاريخ الطبي للمصاب، والتقييم الجسد للتنسيق والتوازن والحركة وردود الأفعال، وقوة العضلات، التركيز والذاكرة والرؤية السمع، كما يُمكن القيام ببعض الفحوصات التي تتضمن الآتي:[٦]

  • الأشعة: مثل التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي لإنشاء صور تفصيلية للدماغ والمخيخ وتساعد على رؤية التشوهات والأورام.
  • تحاليل الدم: تساعد في تحديد سبب الترنح مثل نقص الفيتامينات أو قصور الغدة الدرقية.
  • تحليل السائل الدماغي الشوكي: ويتم أخذ العينة من بين الفقرتين في أسفل الظهر.
  • الاختبارات الجينية: والتي تُتيح الفرصة للكشف عن اضطرابات جينية تتسبب بالترنح الموروث.


ويعتمد العلاج للترنح على نوع الترنح وشدته، ففي بعض حالات الترنح المكتسب يمكن أن يتم علاج السبب الأساسي مثل العدوى أو نقص الفيتامينات، ولا يوجد علاج للعديد من أنواع الترنح، ولكن توجد العديد من الإجراءات التي قد تساعد في تخفيف الأعراض أو السيطرة عليها وتحسين جودة حياة الشخص المصاب، ومن هذه الإجراءات يذكر الآتي:

  • العلاجات الدوائية ومنها؛ أميتريبتيلين أو جابابنتين لألم الأعصاب، ومرخيات العضلات لعلاج تشنُج العضلات وصلابتها، ومضادات الاكتئاب للتقليل من الاكتئاب التي قد يُصيب الشخص.
  • الأجهزة المساعدة مثل الكراسي المتحركة وأجهزة المشي للمساعدة في التنقل.
  • العلاج الطبيعي الذي يساعد الشخص في التنقل والتوازن، والحفاظ على قوة العضلات ومرونتها.
  • علاج النطق لتعليم تقنيات تساعد الشخص جعل كلامه أكثر وضوحًا.
  • العلاج الوظيفي الذي يساعد في تعلم استراتيجيات جديدة تُسهّل القيام بالأنشطة اليومية.


سرطان المخيخ

يُعد سرطان المخيخ من أكثر أورام الدماغ الخبيثة التي تُصيب الأطفال، ويحدث غالبًا بسبب تشوهات وراثية في الجينات أثناء نموها خاصةً أثناء نمو الخلايا العصبية، الموجودة في قشرة المخيخ، فأثناء تكوين الجنين تبدأ منطقة المخيخ بالنمو وفي هذه الفترة قد تحدث الطفرة الجينية في الخلايا العصبية الحُبيبية التي تتشكل، والجدير بالذكر أن من مضاعفات هذا المرض الإصابة بفقدان الذاكرة المكانية وغيرها من الوظائف المعرفية تحدث لدى الأطفال بعد استئصال الورم بنجاح.[٧]


نقص تنسج المخيخ

هو حالة عصبية يكون فيها المخيخ أصغر من المعتاد أو لم يحدث له تطور بشكل كامل، ويُعد نقص التنسج أحد سمات العديد من متلازمات التشوهات الخلقية مثل متلازمة والكر- فاربرج، والعديد من الاضطرابات الأيضية الموروثة مثل متلازمة وليامز ،وبعض الاضطرابات العصبية التنكسية التي تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة مثل ترنح توسع الشعريات، وتتضمن أعراض الاضطراب الذي يتميز بنقص تنسج المخيخ بحدوث توتر العضلات المرنة، وتأخر النمو أو الكلام، ووجود مشاكل في المشي والتوازن، ووجود الإعاقة الذهنية، والحركات اللاإرادية في العين إلى الجانب، وفي كبار السن قد يُصاب الشخص بالصداع ونوبات الدوار والخرق وضعف السمع، ولا يوجد علاج نقص تنسج المخيخ، ولكن تتوفر بعض العلاج لتقليل الأعراض ودعم المصاب.[٨]


الحفاظ على المخيخ

كيف يمكن الحفاظ على صحة المخيخ؟ يمكن الحفاظ على صحة الدماغ والمخيخ مما يساعد في تجنُب تلف المخيخ، والحد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية أو التعرض للسموم، مما يمنع الإصابة بالترنح أو اضطرابات المخيخ الأخرى، وتتضمن الإجراءات الوقائية للحفاظ على المخيخ ما يأتي:[٣]

  • ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة مما يفيد القلب والأوعية الدموية مما يقلل من خطر السكتة الدماغية.
  • الامتناع عن التدخين الذي يزيد فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية بزيادة كثافة الدم ورفع ضغط الدم.
  • الامتناع عن تعاطي الكحول.
  • حماية الرأس عن طريق ارتداء الخوذات الواقية وأحزمة الأمان واتخاذ التدابير اللازمة لمنع السقوط.
  • الابتعاد عن المعادن الثقيلة مثل الرصاص، والحفاظ على نظافة المنزل من الغبار الذي قد يحتوي على الرصاص.

المراجع

  1. "Cerebellum", www.healthline.com, 2018-01-21, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  2. ^ أ ب Kendra Cherry (2020-06-16), "What Is the Cerebellum?", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  3. ^ أ ب ت Caroline Leopold (2018-08-31), "Everything you need to know about the cerebellum", www.medicalnewstoday.com. Edited.
  4. "Ataxia", www.nhs.uk, Retrieved 2020-06-24. Edited.
  5. Jill Seladi-Schulman (2020-01-15), "What Is Ataxia?", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  6. "Ataxia", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-06-24. Edited.
  7. "Development and Cancer of the Cerebellum", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-22. Edited.
  8. "Cerebellar Hypoplasia Information Page", www.ninds.nih.gov, Retrieved 2020-06-22. Edited.
5473 مشاهدة
للأعلى للسفل
×