الدار البيضاء
تقع مدينة الدار البيضاء في الجزء الجنوبي من العاصمة المغربيّة الرباط، وتُشرف على سواحل المُحيط الأطلسي، وتعّد كواحدةٍ من المدن المطّلة على شواطئ الأطلسي، وتُعتبر المدينة الأولى على مستوى المملكة المغربية، ويُقيم فيها ما يفوق ثلاثة ملايين ونصف نسمة تقريباً، وتمتد مساحتها إلى 873 كيلومتراً مربعاً.
تنفرد مدينة الدار البيضاء بموقعها الساحلي الممتد في أواسط خط الإنتاج الصناعي، وتتولّى مركزاً مهمّاً واستراتيجياً على مستوى الاقتصاد المغربي الذي يجعل منها مدينة ذات ميّزة عن سائر المدن المغربية، وبحكم موقعها هذا تعتبر الدار البيضاء مرتعاً لظاهرتي المد والجزر بشكل كثيف، فمنحها ذلك ظروفاً بحريّةً خاصة بها عن باقي المناطق الساحلية والموانئ المطلة على المحيط الأطلسي.
الظروف البحرية
ترتبط الظروف البحرية الخاصة بمدينة الداخلة بميناء الدار البيضاء؛ إذ تستقبل الداخلة ظاهرة المد والجزر بشكل نصف يومي، إذ تشهد المدينة تكراراً لظاهرتي المد والجزر أي إنّها تحدث كل أربعٍ وعشرين ساعة، وتحدث الظاهرة على مينا مدينة الداخلة قبل مينا الدار البيضاء بساعة ونصف تقريباً، ويصل ارتفاع الموج في هاتين الظاهرتين لعلو يتراوح ما بين 0.25-2.50 في بعض الحالات الاستثنائية.
المد والجزر في الدار البيضاء
يصل طول الخط الساحلي للمملكة المغربية إلى أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلومتر مربع، وهي المساحة التي تتموضع فوقها كلٌّ من الدار البيضاء والرباط والقنيطرة وسلا وغيرها، وفي الواقع فإن منطقة الدار البيضاء تعتبر هشّةً في التعامل مع الظواهر الطبيعية الخطيرة التي يأتي بها البحر كظاهرتي المد والجزر التي تدبّ الرعب في قلوب سكان هذه المناطق القريبة من البحر، وبات من المتوقّع ازدياد تكرار حدوث ظاهرتي المد والجزر بشكل أكبر وأخطر نظراً للاحتباس الحراري والتغيّرات المناخية التي تشهدها المنطقة، وبالتالي يرتفع مستوى البحر بشكل ملحوظ في منطقة الدار البيضاء.
من الجدير ذكره فإنّه في حالات شبه استثنائية يقوم المد بغمر المناطق القريبة من الشاطئ ويكون ارتفاعها موازياً لمستوى سطح البحر، ومن أبرز الأمثلة على هذه الحوادث ما حدث في السابع من شهر يناير من سنة 2014م إذ ارتفع المد البحري وغمر المناطق الممتدّة على طول الشواطئ الأطلسيّة، وترك دماراً هائلاً خلّفه، وخسائر جسيمة.
من المتعارف عليه فإنّ مدينة الدار البيضاء تعتاد على حدوث ظاهرتي المد والجزر؛ إذ أصبحت الأرصاد الجوية تُصدر جدولاً يومياً يكشف عن مواعيد حدوث هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تحديد المعامل الذي يحدّد مدى ارتفاع المياه عند حدوث الظاهرة، والتي قد تصل إلى أربعة أمتار تقريباً.