المدرسة الواقعية الجديدة في الأدب

كتابة:
المدرسة الواقعية الجديدة في الأدب


الواقعية الجديدة في الأدب: مفهومها ونشأتها

يشير مصطلح الواقعية إلى تصوير الواقع والتعبير عنه، وهي نسبة لكلمة الواقع. والمذهب الواقعي هو المذهب الأدبي الذي يقوم فيه الأديب بتصوير الواقع بمشكلاته المختلفة في قالب أدبي وفني، يتناول بها واقعه وواقع ما حوله من أشخاص وأشياء بصورة مختلفة مرة يهدف لتصوير الواقع فقط، وفي أخرى يكون له هدف آخر.[١]

تعود بدايات مصطلح الواقعية إلى الفلسفة قبل منها في الأدب؛ فهي تعني عند الفيلسوف كانت المثالية التي ترد كل شيء إلى الذات. ويعتبَر الألمان أول من أطلق هذا المصطلح في الأدب ثم شاع هذا المصطلح بين الأدباء الرومانتيكيين الألمان بمفهومه البسيط دون أن يدل ذلك على مذهب محدد أو مدرسة معينة. [٢]

وفي القرن التاسع عشر نضجت المبادئ الأساسية للمذهب الواقعي واتضحت معالمها بصورة ناضجة. وقد اختلفت بصورة جذرية عن المذاهب الأدبية السابقة التي كانت سائدة آنذاك المذهب الكلاسيكي والرومانسي.[٢]



خصائص الواقعية الجديدة في الأدب

تميز المذهب الواقعي بعدد من الخصائص، وفيما يلي أبرز هذه الخصائص:[١]

  • تعتمد على التصوير والتحليل: إذ تهتم بتصوير الأحداث والوقائع والأشياء والطبائع.
  • وصف طبائع الإنسان وحقائق الأشياء ؛ أي الحياة الواقعية. وتحويلها إلى فن يطابق الواقع.
  • تقوم على تنحية العواطف الشخصية فهي بعكس التيار الرومانسي في ذلك.
  • تعنى بتصوير الواقع كما هو والكشف عن أمراض المجتمع، وعما وراء الظواهر من أشياء كامنة خلف العلم.
  • مهمة الأدب الواقعي وصف الحقائق والطبائع الإنسانية كما هي على طبيعتها في الحياة، من خلال تحويلها إلى أدب واقعي يمثل الواقع.



اتجاهات الواقعية الأدبية

تعددت اتجاهات الواقعية في الأدب، وأهم اتجاهاتها كانت على النحو التالي:[٣]

  • الواقعية النقدية

تهتم بنقد المجتمع ومشكلاته وقضاياه التي يراها فاسدة لبيان فساد المجتمع أمام الناس، فهي واقعية تشاؤمية تعتقد أن الشرّ عنصرًا رئيسيًا وأساسًا في الحياة، لذا لا بدّ من الكشف عن حقيقة البشر من خلال إبراز عنصر الشر في الأعمال الأدبية، وهي تهتم بنقد وكشف الواقع فقط ولا تقوم بإصلاحه أو تغييره، لأن الأديب ليس مصلحًا اجتماعيًا.

  • الواقعية الطبيعية

وقد تأثرت كثيرًا بالنظريات العلمية التجريبية بحيث قامت بتطبيقها على الأدب، وترى أن الإنسان كالحيوان يسير وفق غرائزه وحاجاته العضوية وفكره ومشاعره، فالواقعية الطبيعية تعرض الطبيعة الإنسانية والحياة في العمل الأدبي.

  • الواقعية الاشتراكية

وتسمى بالاتجاه الماركسي الذي يقوم على الفلسفة المادية الشيوعية والجدل، فالأدب والفكر عندهم قائم على النشاط الاقتصادي في نشأته ونموه وتطوره، والأدب عندهم والفكر وظيفته خدمة المجتمع والاهتمام بطبقات الفلاحين والعمال وبيان الصراع الطبقي بين تلك الطبقات وطبقة الرأسماليين وطبقة البرجوازية الوسطى اللتين مصدر الشر في الحياة.



نقد الواقعية الأدبية

يوجه النقد للمذهب الواقعي في الأدب من ناحيتين هما كالآتي:[٤]

  • المبالغة في المطابقة في العمل الأدبي مع الواقع، فهي تجعل الأدب صورة طبق الأصل عن الواقع، وهذا يبتعد عن غاية الأدب في ذاته وخصائصه؛ لذا تم انتقادها من هذا الجانب.
  • وصف الأعمال الأدبية الواقعية أمورًا غريبة وبشاعات المجتمع والواقع، وهذا أيضًا يبتعد عن غاية وخصائص الأدب، ولا زال يظهر في الأدب الذي يمثل هذا الاتجاه بشكل واضح.

المراجع

  1. ^ أ ب عباس خضر، الواقعية في الأدب، صفحة 3-24. بتصرّف.
  2. ^ أ ب صلاح فضل، منهج الواقعية في الإبداع الأدبي، صفحة 9-15. بتصرّف.
  3. يوسف عوض، نظرية النقد الأدبي الحديث، صفحة 31-43. بتصرّف.
  4. عباس خضر، الواقعية في الأدب، صفحة 9. بتصرّف.
8191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×