المرأة في الشعر الجاهلي

كتابة:
المرأة في الشعر الجاهلي


مكانة المرأة في الشعر الجاهلي

لطالما كانت المرأة رمز الحب والجمال والعذوبة، فهي الأم والأخت والحبيبة، وبهذه الصفات ذُكرت في الشعر الجاهلي بأعذب الأوصاف وأرقها، إذ تفنن الشعراء بوصفها، ومنهم من كان غزله عذريًا كقلبه وحبه، ومنهم من كان ماجنًا، كما تناول الشعراء وظيفة المرأة في المجتمع، فعبّروا عن عواطفها ومشاعرها التي تحس بها.[١]


إنّ الشعر هو لغة الحب والعاطفة، وعلى هذا الأساس توجه الشعراء إلى غرض التغزل بالحبيبة وذكر المرأة في شعرهم، فالشاعر الجاهلي أحب الديار لأجل المحبوبة، وكرهها لأجلها أيضًا، واتخذ قرار الرحيل والابتعاد عنها، فالمرأة ألهمته بالمعاني العذبة، وكانت هي الغاية، فأكبر هم له أن ترضى عنه.[١]


في ضوء ما سبق، إذا رجع الباحث أو الدارس إلى شعر المرأة في العصر الجاهلي سيلحظ بأنّ وصف الشاعر للمرأة يجمل عناصر جمالية عديدة، أخذها من القيم الثقافية المتوارثة، أيّ التي ورثها عن آبائه وأجداده، إلى جانب تأثره في محيطه.[١]


أنواع ذكر المرأة في الشعر الجاهلي

من ذكر المرأة في الشعر الجاهلي ما يأتي:


الغزل العذري

وهو ذكر المحبوبة دون وصف محاسنها ومفاتنها، بل يكتفي بالتغني بعواطفه والتعبير لها عن مشاعره،[٢] وأبرز الشعراء الذين برعوا في هذا المجال الشاعر عنترة بن شداد العبسي، وهو الشاعر الفارس من قبيلة عبس والمشهور بحبه لابنة عمه عبلة، وقد درج على ذكر عبلة في أشعاره، بعد أن رفض عمه زواجه منها، إذ يقول في إحدى قصائده:[٣]

يا عبل إن هواك قد جاز المدى

:::وأنا المعنى فيك من دون الورى

يا عبل حبك في عظامي مع دمي

::: لما جرت روحي بجسمي قد جرى

ولقد علقت بذيل من فخرت به عبس

:::وسيف أبيه أفنى حميرا

يا شاس جرني من غرام قاتل

:::أبدًا أزيد به غرامًا مسعرا


الغزل الصريح

هذا النوع من الشعر يعتمد على وصف المرأة ومفاتنها والتغني بها،[٤] ومن أبرز رواد هذا النوع من الشعر امرؤ القيس:[٥]

ألا رب يوم لك منهن صالح

ولا سيما يومٍ بدارة جُلجُل


الأطلال

هو الوقوف على الطلل وذكر المحبوبة على أنقاض ذكراها، إذ كانت الأطفال تُعتبر سياسةً ابتدائيةً لكل قصيدة، حتى إن لم يكن الشاعر قد عاش قصة حب فعلًا إلّا أنّه لا بُد أن يذكر المرأة في مطلع قصيدته، ولو كانت من نسج خياله،[٦] ومن الأمثلة على ذكر المرأة بالوقوف على الأطلال ما قاله الشاعر طرفة بن العبد في معلقته:[٧]

لخولة أطلال ببرقة ثهمد

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم

يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ

كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً

خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ

عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ

يَجورُ بِها المَلّاحُ طَورًا وَيَهتَدي

يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها

كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ

المراجع

  1. ^ أ ب ت علي هاشمي، كتاب المرأة في الشعر الجاهلي، صفحة 88-91. بتصرّف.
  2. قيس بن الملوح، ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى برواية أبي بكر الوالبي، صفحة 13. بتصرّف.
  3. "زار الخيال خيال عبلة في الكرى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2023.
  4. شوكت المصري، محاضرات في الأدب العربي، صفحة 52. بتصرّف.
  5. "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2023.
  6. هدى التميمي، الأدب العربي عبر العصور، صفحة 30. بتصرّف.
  7. "لخولة أطلال ببرقة ثهمد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2023.
5870 مشاهدة
للأعلى للسفل
×