محتويات
المرأة في العصر الأندلسي
يُعرف العصر الأندلسي بانّه عصر عظمة المرأة،[١] حيث حملت ضروب العلم والحضارة والفن، ونقلت النساء الشعر من بغداد إلى الأندلس، وظهر دور المرأة الأندلسية في الغناء والموسيقى، ولم تقتصر الأندلس على النساء الحرائر بل أيضًا وُجدت الجاريات من البلاد الإسلامية المختلفة، مثل: الشام وبلاد الفرس والعراق ومصر.[٢]
كما شاع الزواج المختلط بين العرب والإسبان، ووُلد كثير من الأندلسيين لأمهات إسبانيات، مثل: ابن قوطية وابن حزم وابن حيان، وتعددت الآراء حول حرية المرأة الأندلسية بين مؤيد ومعارض، فقد ظهر جليًا تأثر المرأة المسلمة بالغرب الإسباني، بالرغم من محولات بعضهن التمسك بالقيم العربية والإسلامية.[٣]
الدور الاجتماعي للمرأة في العصر الأندلسي
إنّ أزياء المرأة في العصر الأندلسي تمثلت في كلّ مدينة أندلسية على حدة، وعُرف عن النساء في ذلك العصر نظافة أجسادهنّ وملابسهنّ إلى جانب طريقة ارتدائهنّ لملابسهنّ وطريقة تصفيف شعرهنّ، كما اشتهرن بتعلمهنّ لفنون الطبخ وتقديمه في الأواني الزجاجية.[٤]
أمّا عن أزياء النساء في العصر الأندلسي فكان طابعها الأناقة والإسراف، حيث بالغنَ في لبس المذهبات ولبس المصبغات والملابس والحلي بأشكالها المختلفة، وأمّا عن الزواج والحب الذي شهدته العديد من النساء فقد اشتهرت العديد من قصص الحب آنذاك ومنه ما عرفناه في كتاب طوق الحمامة لابن حزم.[٥]
أمّا عن عقود الزواج في العصر الأندلسي فكان يبدأ العقد بالبسملة والصلاة وبيان أهمية النكاح، ولم يكن يتمّ عقد الزواج للمرأة الأندلسية إلّا بولي وشواهد ولم يكن يُقبل عقد النكاح بصداق مجهول، وكان أيضًا من حقّ الفتاة الأندلسية أن ترث خاطبها إذا كان عقد الزواج برضى وقبول الطرفين، كما كان يُعقد الزواج شفهياً.[٦]
الدور الفكري للمرأة في العصر الأندلسي
يُعد التعليم من مظاهر الحرية التي حظيت بها المرأة الأندلسية، إذ التحقت بالمدارس الأولية منذ الصغر وتواصلت دراستها مثلها مثل الصبيان، فمن النساء من درسن الفقه وعلوم الدين وغيرها من الدراسات، وواصلن تعليمهن حتى خارج الأندلس مثل" خديجة الشنتجيالي".[٧]
كما حظيت المرأة في الأندلس بمكانة علمية مرموقة، فكانت أستاذةً فقيهةً وشاعرةً وخطاطةً وموسيقيةً ونحويةً وعروضيةً وراويةً للحديث، وحظيت البيئة الأندلسية بعدد كبير من الشاعرات، وقد أعطى ذلك صورةً عن نصيب المرأة الأندلسية من المعرفة والعلم.[٨]
الدور السياسي للمرأة في العصر الأندلسي
برزت العديد من النساء اللواتي لعبن دورًا كبيرًا في المجال السياسي في العصر الأندلسي، مثل: سارة القوطية، إذ عُرفت سارة بما أورده حفيدها عنها وهو الفقيه أبو بكر المعروف بـ" ابن القوطية".[٩]
من النساء الأندلسيات اللواتي لعبن دورًا في السياسة هي "عجب"، حيث لعبت دورًا مهمًا في قيادة السلطة آنذاك، واعتبرت من أشهر النساء الأندلسيات القرطبيات، حيث تمتعت بمكانة عالية وفريدة، وتسبّبت في عزل القاضي محمد بن زياد عن القضاء، وعُرفت أيضًا "طروب" وهي جارية إسبانية مشهورة، وكان لها حظ كبير في قرطبة.[١٠]
المراجع
- ↑ عبد الله العفيفي، كتاب المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ راوية عبد الحميد شافع، لمرأة في المجتمع الأندلسي من الفتح الإسلامي للأندلس حتى سقوط قرطبة، صفحة 51. بتصرّف.
- ↑ راوية عبد الحميد شافع، كتاب المراة في المجتمع الاندلسي من من الفتح الإسلامي للأندلس حتى سقوط قرطبة، صفحة 46. بتصرّف.
- ↑ راوية عبد الحميد شافع، كتاب المراة في المجتمع الاندلسي من الفتح الاسلامي وحتى سقوط قرطبة، صفحة 79. بتصرّف.
- ↑ راوية عبد الحميد شافع، كتاب المراة في المجتمع الاندلسي من الفتح الاسلامي للاندلس حتى سقوط قرطبة، صفحة 81_91. بتصرّف.
- ↑ راوية عبد الحميد شافع، كتاب المراة في المجتمع الاندلسي من الفتح الاسلامي للاندلسي حتى سقوط قرطبة، صفحة 94_95. بتصرّف.
- ↑ جوابي سامية، شارفة غنية، كتاب الشعر النسوي الاندلسي في عصر ملوك الطوائف، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ جوابي سامية، شارفة غنية، كتاب الشعر النسوي الاندلسي في عصر ملوك الطوائف، صفحة 31. بتصرّف.
- ↑ راوية عبد الحميد شافع، كتاب المراة في المجتمع الاندلسي من الفتح الاسلامي للاندلس حتى سقوط قرطبة، صفحة 105_109. بتصرّف.
- ↑ راوية عبد الحميد شافع، كتاب المراة في المجتمع الاندلسي من الفتح الاسلامي للاندلس حتى سقوط قرطبة، صفحة 109_111. بتصرّف.