المرأة والغزل في الشعر الأندلسي

كتابة:
المرأة والغزل في الشعر الأندلسي

نبذة عن المرأة والغزل في الشعر الأندلسي

تمتعت المرأة بمكانة مرموقة في العصر الأندلسي، وكان لها سلطان كبير على الخلفاء، كما تولت مناصب عدة فكانت كاتبة رسمية وشاعرة وخطاطة إلى غير ذلك من رتب عالية في الدولة، أما في الغزل فقد كان لها الحظ الوفير، فبالإضافة لقول الشعراء فيها كانت هي أيضًا شاعرة، وذكر لنا الباحثون في الأدب الأندلسي الكثير من هؤلاء منهم ولادة بنت المستكفي حبيبة ابن زيدون.[١]


خصائص شعر الغزل في العصر الأندلسي

لشعر الغزل في الأندلس خصائص كثيرة منها التالية:[٢]

  • ذكر اسم المحبوبة في الأبيات.
  • وضوح المعاني وسهولة العبارة الشعرية.
  • استخدام المحسنات البديعية.
  • وضوح العاطفة الجياشة التي أبداها شعراء الغزل في قصائدهم.
  • انعكاس جمال الطبيعة على المرأة وتشبيهها بها.


مكانة المرأة في شعر الغزل الأندلسي

إن أول ما يتبادر إلى ذهننا عند ذكر المرأة الأندلسية غالبًا هو الجواري ومجالس الترف واللهو والمجون، يعود هذا للدراسات المجتزأة التي تناولت جانبًا واحدًا من حياة المرأة الأندلسية، وهي حياة الجواري والقيان في القصور وغيرها من دور الأثرياء، وهن غالبًا من كنّ يُعنين بهذا الغزل عن دونهن من النساء، وقد قال الشعراء فيهن الكثير ومنهم من هام في أشعاره حبًا وشوقًا لجارية.[٣]

إلا أن هذا لا يمحو دور المرأة الأندلسية المنتمية إلى الطبقة العامة، فقد كانت طبيبة ومعلمة وحجامة وماشطة إلى غير ذلك من المهن كما هو متعارف عليه في مجتمعنا الآن، إلا أنه لا يُذكر من شعر الغزل فيهن شيئًا تقريبًا، فقد اقتصر هذا الأمر كما تشير الدراسات على الجواري والقيان.[٣]

ويمكن تقسيم المجتمع الأندلسي من حيث القدرة على امتلاك الجواري إلى ثلاث طبقات أساسية هي الآتية:[٣]

  • الطبقة البرجوازية

هي التي تسيطر على معظم الثروات في البلاد، وهي الطبقة الوحيدة تقريبًا التي امتلكت الجواري، ذلك أن أسعارهن كانت مرتفعة جدًا بالنسبة لبقية الطبقات.

  • الطبقة المتوسطة

هي الطبقة التي لم تمتلك جواري إلا نادرًا جدًا، وهؤلاء هم الذين شكلوا مرونة المجتمع الأندلسي عامة.

  • الطبقة الفقيرة

هي الطبقة الكادحة التي يسعى فيها رب الأسرة لتأمين احتياجات أهل بيته فقط، وهؤلاء من الذين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمتلكوا جارية.


ابن زيدون شاعر الغزل في العصر الأندلسي

كثُر شعراء الغزل في العصر الأندلسي كثيرًا، إلا أن ابن زيدون كان من أكثر الشعراء شهرة ونبوغًا وحسًا، هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي الأندلسي القرطبي، كان وزيرًا لابن جهور.[٤]
وقد بلغ مكانة اجتماعية وسياسية مرموقة، أحب ولادة بنت المستكفي وقد كانت صاحبة أدب وجمال، وكانت لذلك محل إعجاب للكثير من الوزراء والقادة والأدباء، فسلط هذا عليه حقدًا كبيرًا تزعمه الوزير ابن عبدوس، ومن أكثر القصائد الجميلة التي كتبها لها الأبيات التالية:[٥]

إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا

والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا

وللنسيم اعتلال في أصائله

كأنه قد رق لي فاعتل إشفاقا

نلهو بما يستميل العين من زهر

جال الندى فيه حتى مال أعناقا

كأن أعينه إذ عاينت أرقي

بكت لما بي فسال الدمع رقراقا

المراجع

  1. إحسان عباس، تاريخ الادب الاندلسي، صفحة 26-27. بتصرّف.
  2. عبدالله سندة، ديوان ابن زيدون، صفحة 1-16. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت سليمان القرشي، صورة المرأة في الشعر الأندلسي، صفحة 11-19. بتصرّف.
  4. عبدالله سندة، ديوان ابن زيدون، صفحة 5-6. بتصرّف.
  5. "إني ذكرتك بالزهرائ مشتاقا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2022-4-28. بتصرّف.
6745 مشاهدة
للأعلى للسفل
×