المستوى الصرفي لسورة الفاتحة

كتابة:
المستوى الصرفي لسورة الفاتحة

تعريف المستوى الصرفي

العلم الصرفي هو العلم الذي يبحث في بنية الكلمة المفردة، وإذ كان هنالك إعلال أو حذف أو إبدال أو زيادة أو قلب في أحد حروفها، ولا يدرس إلا للكلمة العربية المتصرفة، مثل: الأفعال المتصرفة والأسماء المعربة، حيث لا يتناول الأسماء الأعجمية؛ لأنها تكون منقولة من لغة أخرى، أو الأسماء المبنية كالضمائر وأسماء الشرط وأسماء الإشارة وغيرها.


والركيزة الأساسية لعلم الصرف هي الجذر، حيث لكل كلمة عربية جذر اشتقت منه تلك الكلمة ويحتوي على الحروف الأصلية للكلمة، ويمكننا تعريف الجذر على أنه: "الأحرف المشتركة بين عدد من الكلمات يعتقد أنها تتصل بعضها ببعض اتصالًا اشتقاقيًّا".[١]


سورة الفاتحة

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)".[٢]


المستوى الصرفي لسورة الفاتحة

يمكن تحديد المستوى الصرفي لسورة الفاتحة على النحو الآتي:[٣]

الحمد: مصدر من الثلاثي على وزن فعْل، ويعتبر مصدرًا سماعيًا.

لله: على وزن العال، من الإله المقابلة حذفت منه الهمزة على غير قياس وهي فاء الكلمة في الميزان الصرفي.

رب: صفة مشبهة، وكانت في الأصل اسم فاعل رابِب، على وزن فاعل، ثم سكنت الباء الأولى بعد حذف حركتها وهي الكسرة، فحذفت الألف بسبب التقاء الساكنين، فصارت ربّ، بعد حدوث الإدغام.

العالمين: على وزن الفاعلَين، ولا تعد اسم فاعل، وإنما تعد من ملحقات جمع المذكر السالم.

الرحمن: على وزن الفعلان، حذفت الألف للرسم القرآني.

الرحيم: صفة مشبهة بوزن الفعيل.

مالك: اسم فاعل بوزن فاعل.

نستعين: على وزن نستفعل، نجد فيها إعلالان، الأول إعلال بالنقل حيث نقلت حركة الواو وهي الكسرة إلى العين، ونقلت سكون العين إلى الواو ويسمى ذلك إعلالاً بالنقل، ثم ترتب عليه وقوع الواو ساكنة إثر كسر، فيحدث إعلال بالقلب فتنقلب الواو ياء لتناسب حركة ما قبلها، وهو ما يعرف بالتناسب الصوتي، حيث تناسب الياء الكسرة قبلها، فحدث للكلمة إعلال بالنقل ترتب عليه إعلال بالقلب، والميزان الصرفي لا يتأثر بهذا النوع من الإعلال.

اهدنا: على وزن افعنا، ونجد أن الياء حذفت منعاً لالتقاء الساكنين، وأصل الفعل اهدينا، فحذفت الياء بسبب صياغة الأمر من معتل الآخر.

المستقيم: اسم فاعل من السداسي استقام، وقد حدث له إعلالان، الأول إعلال بالنقل حيث نقلت كسرة الواو إلى القاف قبلها، والثاني إعلال بالقلب حيث ترتب على هذا النقل إعلال بالقلب، فأصله المستقْوِم، نُقلت كسرة الواو إلى القاف، ونقلت سكون القاف إلى الواو، فقلبت الواو ياء لكسر ما قبلها تحقيقا للتناغم الصوتي بين الياء وكسر ما قبلها، حيث إن الميزان الصرفي لا يتأثر بهذا النوع من الإعلال.

أنعمت: على وزن أفعلت فالهمزة زائدة، فهو ثلاثي مزيد بالهمزة في أوله.

المغضوب: اسم مفعول من الثلاثي، على وزن المفعول، من الفعل الثلاثي المبني للمجهول غُضِبَ.

الضالّين: اسم فاعل، من الفعل الثلاثي المضعف ضلَّ، فهو على وزن الفاعلين بعد إدغام اللام في اللام، وأصله الضالِلِين.


المراجع

  1. فؤاد حنا طرزي، الاشتقاق، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة الفاتحة، آية:1-7
  3. أ/ مصطفى علي مسعود شاماكه، القضايا النحوية والصرفية واللّغوية وأوجه القراءات في سورة فاتحة، صفحة 1-14. بتصرّف.
5266 مشاهدة
للأعلى للسفل
×