المشاكل التي قد تنتج عن تناول زيت السمك

كتابة:
المشاكل التي قد تنتج عن تناول زيت السمك


المشاكل التي قد تنتج عن تناول زيت السمك

يحتوي زيت السمك Fish oil على أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي لا يستطيع الجسم تصنيعها ولكن يمكن الحصول عليها من الأطعمة، وهي تشمل مجموعة واسعة من الأحماض، بما في ذلك حمضي DHA وEPA، واللذان يمكن الحصول عليهما من الأسماك الدهنية كالسالمون والسردين، وتحتوي بعض البذور كبذور الكتان والشيا والجوز على حمض ألفالينولينيك، والذي يمكن للجسم تحويله إلى DHA وEPA، وعلى الرغم من أهمية هذه الأحماض في الحفاظ على العديد من وظائف الجسم الحيوية،[١] إلا أن تناول زيت السمك بإفراط قد يسبب المشاكل الصحية الآتية:


يسبب طعم أو رائحة كريهة

من المعروف أنّ الأسماك لها رائحة مميّزة غير مرغوب بها، وكذلك زيت السمك، وقد يترك عند تناول مكمّلاته طعمًا سيئًا في الفم ورائحة الفم الكريهة، بالإضافة لذلك قد يجعل رائحة التعرّق كريهة أيضًا، ويعدّ هذا الأثر الجانبي من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لمكمّلات زيت السمك.[٢]


ارتفاع سكر الدم

يعتقد أن تناول زيت السمك قد يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري، ومع ذلك هناك آراء وتجارب متضاربة حول هذا التأثير؛ إذ قد تبيّن أنّ الجرعات الكبيرة فقط منه هي التي يمكن أن تؤدّي إلى تحفيز إنتاج السكر، وبالتالي ارتفاع سكر الدم على المدى الطويل.[٣]


وقد أجريت مراجعة منهجية في عام 2015م وتم نشرها في مجلة PLOS ONE حول تأثير مكمّلات أحماض أوميغا 3 على التحكّم بسكر الدم ومستويات الدهون لدى مرضى السكري من النوع 2، وكانت نتيجتها: "قد يؤثّر التدخّل المبكّر لأحماض أوميغا 3 الدهنية إيجابيًا على القدرة بالتحكّم بنسبة السكّر ومستويات الدهون في الدم".[٤]


يمكن أن ينتج عن تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية بجرعات كبيرة إلى زيادة نسبة السكر في الدم، ولكن لا يوجد أدلّة قاطعة تثبت ذلك، وهناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات.


النزيف

يعدّ زيت السمك مضادًا طبيعيًا للتخثّر، ممّا يؤدّي إلى منع تخثّر الدم، وقد يعد هذا التأثير ميّزة جيّدة يمتلكها زيت السمك للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، ولكن وبالرّغم من ذلك، قد تزيد أحماض أوميغا 3 الموجودة في زيت السمك من خطر حدوث نزيف، خاصةً لأولئك الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميّعة للدم أو مضادة للتخثّر.[٢]


وقد أجريت مراجعة منهجية في عام 2017 م، والتي تم نشرها في المكتبة الوطنية للمركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية، حول تأثير مكمّلات زيت السمك على خطر حدوث النزيف، وقد تبيّن: "قلّلت مكمّلات زيت السمك من تجمّع والتصاق الصفيحات الدموية لدى الأشخاص الأصحاء، ولكن لم تزد من خطر النزيف قبل العمليات الجراحية".[٥]


من الأفضل استشارة الطبيب قبل البدء بتناول مكمّلات أحماض أوميغا 3 الدهنية، ويجب تجنّبها من قِبل الأشخاص الذين يستخدمون مميعات الدم كالوافارين؛ لتجنّب خطر النزيف.[٢]


انخفاض ضغط الدم

يمكن أن يؤدّي تناول مكمّلات زيت السمك إلى انخفاض ضغط الدم، فقد أجريت دراسة تم نشرها في مجلة البحوث في ممارسة الصيدلة عام 2015 م، حول تأثير أحماض أوميغا 3 الدهنية على ضغط الدم ونسبة الدهون في الدم، لدى مرضى غسيل الكلى، وكانت على الشكل الآتي:[٦]


  • شارك في الدراسة 90 مشاركًا من مرضى غسيل الكلى، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين:
    • مجموعة تلقّت 3 غرامات من أحماض أوميغا 3 يوميًا لمدة 8 أسابيع.
    • مجموعة ضابطة تلقّت دواءً وهميًا.
  • كانت النتيجة: "انخفض ضغط الدم لدى المشاركين في المجموعة الأولى التي تلّقت مكمّلات أحماض أوميغا 3، بينما ارتفع في المجموعة الضابطة".


قد يكون هذا التأثير خطيرًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضغط دم منخفض أو يتناولون أدوية خافضة للدم، لذا من المستحسن استشارة الطبيب قبل البدء بتناول مكمّلات زيت السمك.[٣]


التسبب بأعراض الجهاز الهضمي

إنّ مكمّلات زيت السمك كغيرها من الأدوية التي يمكن أن تسبّب أعراضًا مزعجة للجهاز الهضمي، وعادةً ما يعاني من ذلك بعض الأشخاص بعد تناولهم لهذه المكمّلات، وقد تشمل هذه الأعراض ما يأتي:[٢]


قد تزول هذه الأعراض عند خفض جرعة مكمّلات زيت السمك، ولكن قد يلجأ الطبيب إلى إيقاف الدواء لدى بعض الأشخاص، خاصةً إذا كانت شديدة ومعيقة لممارسة الحياة بشكلٍ طبيعي، وقد يؤدّي زيت السمك في حالات نادرة إلى نزيف المعدة أو الأمعاء، وقد ينتج عنه تقرّحات في المعدة؛ ويعتقد أن هذا التأثير قد يعود إلى أنّه يسبب النزيف من خلال منع التصاق الصفيحات.[٢]


غالبًا ما تكون أعراض الجهاز الهضمي الشديدة ناتجة عن تناول مكمّلات زيت السمك بجرعات كبيرة أو في حال كان الشخص يتناول أدوية أخرى تتعارض معه.


ردود الفعل التحسسية

قد تتسبّب مكمّلات زيت السمك بحدوث ردود فعل تحسسية، على وجه الخصوص لدى أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه البروتين الموجود في المأكولات البحرية والأسماك، وقد يحتوي زيت السمك على كميات ضئيلة من بروتينات الأسماك، كما يمكن أن تحتوي كبسولات زيت السمك على جيلاتين السمك، وتشمل أعراض حساسية زيت السمك ما يأتي:[٧]


  • احتقان الأنف.
  • أزيز الصدر.
  • الصداع.
  • الحكة.
  • طفح جلدي.
  • الغثيان أو التقيّؤ.
  • تورّم المناطق الآتية:
    • الوجه.
    • اللسان.
    • الفم.
    • اليدين.
    • أجزاء أخرى من الجسم.
  • ألم المعدة أو الإسهال.


من الضروري تجنّب تناول زيت السمك في حال كان الشخص يعاني من حساسية تجاه الأسماك أو أحد مكوّنات هذه المكمّلات، ويجب مراجعة الطبيب بصورة عاجلة في حال ظهورها.


سرطان البروستات

قد يزيد تناول مكمّلات زيت السمك والمصادر البحرية لأحماض أوميغا 3 الدهنية من خطر إصابة الرجال بسرطان البروستات، إذ يقول د. ثيودور براسكي، وهو أستاذ مساعد وباحث في جامعة ولاية أوهايو: "ارتبطت أحماض أوميغا 3 بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 43%"، ويعود هذا التأثير السلبي إلى خواص أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المفهومة جيدًا؛ إذ قد ينتج عن تناول جرعات كبيرة منها حدوث الإجهاد التأكسدي، والذي قد يؤدّي إلى تلف الحمض النووي، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات.[٨]


هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لإثبات تأثير زيت السمك هذا، ومن الأفضل استشارة الطبيب في حال كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بسرطان البروستات قبل تناولها.


ارتجاع الحمض

على الرغم من فوائد زيت السمك العديدة لوظائف الجسم الحيوية، إلّا أنّه كان هناك شكوى شائعة بأنّ تناوله يتسبّب بالشعور بحرقة المعدة، إلى جانب الإصابة بأعراض ارتجاع الحمض المزعجة؛ ويعود هذا التأثير إلى احتواء زيت السمك على نسبة عالية من الدهون، ولكن قد يساعد تناول هذه المكمّلات بجرعات معتدلة ومع وجبات الطعام في تخفيف هذه الأعراض بشكلِ فعّال.[٣]


يبدو أنّ كمية الزيت والدهون الموجودة في زيت السمك هي المسؤولة عن ظهور أعراض كحرقة المعدة وغيرها، ولكن يجب ملاحظة أن الأسماك نفسها تكون منخفضة الدهون.[٩]


سمية فيتامين أ

هناك أنواع معيّنة من مكمّلات زيت السمك تكون محتوية على فيتامين أ، والتي إذا تمّ تناولها بجرعات كبيرة قد تؤدي إلى حدوث سميّة خطيرة؛ إذ توفّر ملعقة واحدة؛ أي ما يعادل 14 غرامًا من زيت كبد الحوت ما يصل إلى 270% من الاحتياجات اليومية الموصى بها من فيتامين أ، وتشمل أعراض سمية فيتامين أ ما يأتي:[٣]


  • الدوخة.
  • الغثيان.
  • آلام المفاصل.
  • تهيّج الجلد.
  • تلف الكبد على المدى الطويل، وقد يؤدّي في الحالات الشديدة إلى فشل الكبد.


من المستحسن الانتباه إلى مكوّنات مكمّل زيت السمك الذي يتم تناوله، فإذا كان يحتوي على فيتامين أ يجب تناوله باعتدال.


الأرق

إنّ من فوائد زيت السمك الصحية أنّه قادر بجرعاته المعتدلة على تحسين نوعية النوم، ومع ذلك، في بعض الحالات يمكن أن يؤدّي تناول مكمّلات زيت السمك بجرعات كبيرة إلى الأرق ومشاكل في النوم، كما قد يؤدّي أيضًا إلى تفاقم أعراض الأرق لدى المرضى الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب.[٣]


هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيف تؤثّر الجرعات الكبيرة من زيت السمك على جودة النوم، ومن المهم تناوله باعتدال.


أعراض سمية زيت السمك

تنتج أعراض سمية زيت السمك عندما يتم تناول جرعة زائدة من مكمّلات أحماض أوميغا 3 الدهنية، ويوصي الأطباء بتناول 1 غرامًا من مزيج من أحماض DHA وEPA من زيت السمك يوميًا، للأشخاص المصابين بأمراض القلب، ولكن إذا تم تناول جرعة أكبر فمن المحتمل أن تظهر الأعراض الآتية:[١٠]


  • نزيف اللثة.
  • نزيف من الأنف.
  • ارتفاع سكر الدم.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الإسهال.
  • حموضة المعدة.
  • الأرق.


إنّ أعراض سمية زيت السمك هي ذاتها التي تظهر عند تناوله بجرعات عالية، لذا من الضروري التحدّث إلى الطبيب لمعرفة الجرعة المطلوبة.


محاذير استخدام زيت السمك

يعدّ زيت السمك آمنًا في أغلب الحالات إذا تم تناوله بجرعات منخفضة، ولكن تبدأ المخاوف حين يتم تناوله بجرعات كبيرة، وعلى الفئات الآتية استشارة الطبيب قبل تناول زيت السمك؛ إذ قد يؤثر سلبًا عليها، ومن أبرزها:[١١]


  • الأطفال؛ فهو يعدّ آمنًا: إذا تم تناوله بالجرعات الموصوفة فمويًا، ويجب ألّا يتناول الأطفال أكثر من وجبة سمك خلال الأسبوع.
  • الحوامل والمرضعات: لا تؤثّر مكمّلات زيت السمك على الحوامل والمرضعات إذا تم تناولها بالجرعات الآمنة وباعتدال، ولا تسبّب أي تأثيرات ضارّة على الجنين أو الرضيع.
  • مرضى الاضطراب ثنائي القطب: يمكن أن تزداد أعراض هذه الحالة إذا تناول المرضى مكمّلات زيت السمك، لذا من الأفضل تجنّبها.
  • مرضى الكبد: من الأفضل أن يتجنبوا زيت السمك، فقد يزيد من خطر النزيف.
  • مرضى الاكتئاب: يمكن أن يزيد زيت السمك من أعراض الاكتئاب، وبالتالي يجب تجنّبه.
  • مرضى السكري: تزيد الجرعات العالية من زيت السمك من صعوبة التحكم بنسبة السكر في الدم.
  • المرضى المصابين بداء السلائل الورمي الغدّي: فقد يزيد زيت السمك من خطر الإصابة بالسرطان لديهم.


يجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الذين يعانون من حساسية تجاه الأسماك تجنّب زيت السمك، كما قد تقلل الجرعات الكبيرة منه من وظيفة الجهاز المناعي، ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمّل غذائي.


التفاعلات الدوائية مع زيت السمك

يمكن أن تحدث تفاعلات دوائية عندما يتم تناول مكمّلات زيت السمك أو أحماض أوميغا 3 الدهنية مع أدوية أخرى تعالج حالات مرضية كامنة في الوقت ذاته، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[١٢]


  • حبوب منع الحمل الفموية.
  • الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم.
  • أورليستات.
  • الأدوية التي تمنع تخثّر الدم؛ أي مضادات التخثّر ومضادات التصاق الصفيحات.


من المهم استشارة الطبيب قبل تناول مكمّلات زيت السمك بجميع أنواعه في حال كان المريض يتناول أدوية أخرى، لمعرفة ما إذا كان هناك تداخلات دوائية.


درجة أمان زيت السمك

من المرجّح أن يكون تناول مكمّلات زيت السمك بجرعات عالية غير آمن، كما أنّ الحصول عليه باستهلاك كميات كبيرة منه من بعض المصادر الغذائية غير آمن على الإطلاق؛ فقد تكون الأسماك ملوّثة ببعض المواد الكيميائية، والصناعية والبيئية، بما في ذلك الزئبق، ولكن عادةً لا تحتوي مكمّلات زيت السمك هذه الملوّثات، أما بالنسبة لإعطائه وريديًا، فمن الآمن تسريبه عبر الوريد لفترة قصيرة، وقد تم استخدام محاليل الأحماض الدهنية وزيت السمك لمدة تتراوح من 1-4 أسابيع بأمان.[١٣]


أما بالنسبة لاستخدامه موضعيًا على الجلد، فلا يوجد ما يثبت إذا كان آمنًا أو يسبب آثارًا جانبية، وهناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لإثبات ذلك.


الجرعة الآمنة من زيت السمك

لقد تبيّن أنّ مكمّلات زيت السمك وأحماض أوميغا 3 الدهنية تكون آمنة في الجرعات المنخفضة ولا تسبّب آثارًا جانبية خطيرة، وتكون جرعته الآمنة بشكلٍ عام أقل من 3 غرامات يوميًا عن طريق الفم، وقد يؤدّي تناول أكثر من 3 غرامات منه يوميًا إلى منع تخثّر الدم وزيادة خطر النزيف، بالإضافة إلى أعراض السمية التي تم ذكرها سابقًا.[١١]


من المهم استشارة الطبيب ليقوم بتعديل جرعة زيت السمك أو إيقاف تناوله، تبعًا لحالة الشخص في حال كان الشخص يعاني من أمراض معينة أو يتناول أدوية أخرى.

المراجع

  1. "Fish oil: friend or foe?", health.harvard, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "What side effects can fish oil cause?", medicalnewstoday, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "8 Little-Known Side Effects of Too Much Fish Oil", healthline, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  4. "Effects of Omega-3 Fatty Acid Supplementation on Glucose Control and Lipid Levels in Type 2 Diabetes: A Meta-Analysis", ncbi, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  5. "No impact of fish oil supplements on bleeding risk: a systematic review", pubmed, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  6. "Effect of Omega-3 fatty acids on blood pressure and serum lipids in continuous ambulatory peritoneal dialysis patients", ncbi, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  7. "What Is Fish Oil Allergy?", healthline, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  8. "Too Much Fish Oil Might Boost Prostate Cancer Risk", webmd, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  9. "Surprising Heartburn Triggers", health, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  10. "Side Effects of Fish Oil Supplements", verywellhealth, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "FISH OIL", rxlist, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  12. "Fish Oil", webmd, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  13. "Overview", webmd, Retrieved 24/5/2021. Edited.
3819 مشاهدة
للأعلى للسفل
×