المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها

كتابة:
المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها

المستوى الصرفي

يُعدّ المستوى الصرفي، المستوى الثاني من المستويات اللغوية، ويُعنى بدراسته علم الصرف الذي يعرّف على أنّه: "العلم الذي تعرف به كيفية صياغة الأبنية العربية وأحوال هذه الكلمة التي ليست إعرابًا ولا بناءً"، ويقوم على: "تبيان تأليف الكلمة المفردة بتبيان وزنها وعدد حروفها، وحركاتها وترتيبها، وما يعترض لذلك من تغيير أو حذفٍ، وما في حروف الكلمة من أصالة وزيادة". إن ما على يحدث الكلمة من تغيير في بتيتها أو زيادة أو نقصان، يتم تبيّنه من خلال الميزان الصرفي، وهو أداة لقياس الفعل وأحوال بنية الكلمة، وبيان الدلالة الصرفية الناجمة عن اشتقاقات الفعل، ومن اشتقاقات الفعل يقوم المقال على عرض المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها.[١]

المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها

تمتاز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية، والاشتقاق يعني: "أخذ لفظ من آخر أصل منه، يشترك معه في الأحرف والأصول وترتيبها، ومن البديهي أن يؤدي هذا الاشتراك اللفظي إلى اشتراك معنوي بين اللفظين يقرِّر نوعه صيغة اللفظ المشترك"، وهذا يعني أنّ كل زيادة على الكلمة تزداد بشكل مباشر على الوزن الصرفي، وكل نقص فيها ينقص من الوزن، وهذا ينعكس على المعنى، فلكل زيادة في المبنى زيادة في المعنى، فجاءت المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها متعدد بتعدد الزيادات والنقصان على الفعل، ومن المشتقات في اللغة العربية اسم الفاعل واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسما الزمان والمكان، واسم التفضيل، واسم الآلة، وصيغة المبالغة، وفيما يأتي بيان لبعض المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها:[١]

اسما المكان والزمان

يٌعرف اسم المكان صرفيًّا بأنه اسم مشتق للدلالة على مكان وقوع الفعل، واسم الزمان بأنه اسم مشتق للدلالة على زمان وقوع الفعل، وهما اسمان غير عاملَيْن فيما بعدهما، ويشتقان في المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها، على النحو التالي:[٢]

من الفعل الثلاثي

ويشتق اسما المكان والزمان من الفعل الثلاثي في المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها على وزنين، هما وزن "مَفْعِل"، ووزن "مَفْعَل"، أما وزن "مَفْعِل" فيأتي في الحالات التالية:[٣]

  • أن يكون الفعل معتل مثال، فاءه واو، مثل: وعد- مَوْعِد، ووقع- مَوْقِع، وولد- مَولِد.
  • أن يكون الفعل معثلا أجوف، وعين الفعل ياء، مثل: باع- يبيع- مَبِيع، وصاف- يصيف- مَصِيِف، وبات- يبيت- مَبِيت.
  • أن يكون الفعل صحيحًا مكسور العين في مضارعه، مثل: جلس- يجلِس- مَجلِس، وعرض- يعرِض- مَعرِض.

أمّا دون هذه الحالات، فإن اسم المكان والزمان يشتقان من الثلاثي على وزن "مَفْعِل"، مثل: شرب- مَشرَب، وكتب- مَكتَب، وقام- مَقَام، وسعى- مَسعَى، وغزا- مَغْزِى.

من الفعل غير الثلاثي

يُشتق اسما المكان والزمان من المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها على وزن اسم المفعول، وذلك بالإتيان بمضارع الفعل، وإبدال ياء المضارع ميمًا مضمومة، وفتح ما قبل الآهر، مثل: أخرج- يُخرج- مَخرَج، واستقبل- يَستقبل- مُمسَقبل.

  • وقد ورد في اللغة العربية بعض أسماء الزمان والمكان مزيدة بتاء مربوطة، مثل: مدرسة، ومطبعة، ومنامة.
  • كما اشتق اسما الزمان والمكان من الأسماء الثلاثية الجامدة، وجاء على وزن "مَفْعَلة"، مثل: مَسْمَكة، ومَأْسَدة.[٣]

اسم الآلة

واسم الآلة من المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها، وهو اسم يدلّ على الآداة التي استحدمها الفاعل للقيام بالفعل، أو الآلة التي بواسطتها وصل أثر الفعل للمفعول، ولا عمل لها فيما بعدها، ولها في اللغة العربية ثلاثة أوزان قياسيّة كلّها بكسر الميم، "مِفعَل- مِبْرَد- مِقَصّ"، و "مِفعال- مِنشار- مِفْتاح"، و"مِفعلة- مِقلَمة- مِبْراة". ثم أضاف إليها مجمع اللغة العربية في القاهرة عددًا لا بأس به من الأوزان السماعية، والأوزان المستحدثة بفعل التكنولوجيا، مثل:[٤]

  • فعّالة: بتشديد العين، وجمعها فَعَّالَات، مثل: غسّالة- غسّالات، ونظّارة- نظّارات، وثلاجة- ثلاجات، شوّاية- شوّايات.
  • فعّال: بتشديد العين، وأمثلته: خلاط، وسخّان، خفّاق، وجوّال، وبّراد.
  • مُفعِّل: بضم الميم وتشديد العين مع كسره، مثل: مُحرِّك، مُوِّلد، مُنِّبه، مُكِّيف.
  • فاعلة: وأمثلتها رافعة، ساقية، حاسبة، طابعة.
  • فاعول: وجمعها فَوَاعِيل، مثل: جاروف- جواريف، حاسوب- حواسيب، ساطور- سواطير، صاروخ- صواريخ.

اسم التفضيل

وهو من المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها، وهو اسم مَصُوغ من المصدر للدلالة على أن شيئين اشتركا فى صفة، وزاد أحدهما على الآخر فى تلك الصفة، ويأتي على صيغتين صرفيتين:[٥]

  • أفعل: مثل هند أطول من فاطمة، السماء أكبر من الأرض.
  • وخرج عن هذا الوزن ثلاثة ألفاظ، جاءت بغير همزة: وهى خيرٌ وشرٌّ، وحبٌّ، نحو خيرٌ منه، وشرٌّ منه. وقد حذفت الهمزتين لكثرة الاستعمال، وقد ورد استعمالهن بالهمزة إلى الأصل كقوله تعالى: {يَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ}،[٦] بفتح الهمزة والشين، وتشديد الراء. ولصياغة اسم التفضيل ثمانية شروط:
  • أن يكون هناك فعل، فلا يشتق من الأسماء التي لا أفعال لها.
  • أن يكون الفعل ثلاثيًا.
  • أن يكون الفعل متصرفًا، فلا يصاغ من الفعل الجامد مثب عَسَى وَلَيْسَ ونِعْمَ وبِئْس، فليس له أفعل تفضيل.
  • أن يكون معناه قابلا للتفاوت في الزيادة والنقصان والكثرة والقلّة وغيرها، وخرج منها مات وفَنِى وعَمي، فهي أفعال لا تفاوت فيها.
  • أن يكون تامًّا، فخرجت الأفعال الناقصة مثل كان وأخواتها، لأَنها لا تدل على الحدث.
  • ألّا يكون مثبتًا لا مَنفيًّا.
  • ألّا يكون الوصف منه على أفْعَل الذى مؤنثه فَعْلاء في الصفة المشبهة في اللغة العربية، بأن يكون دالاًّ على لون، أو عيب، أو حِلْية، لأن الصيغة مشغولة بالوصف عن التفضيل.
  • ألّا يكون مبنيًّا للمجهول، فيلتبس المبني للمجهول والمبني للمعلوم، وسُمع شذوذا: ما أخصر الكلام؛ لأنه من الفعل اختُصر المبني للمجهول.

حالات اسم التفضيل

ويأتي اسم التفضيل في المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها على ثلاث حالات من التعريف والتنكير، والإفراد والتثنية والجمع، ويختلف بناء عليها العلاقة بين المفضل والمفضل عليه، وهذه الحالات هي:[٥]

  • أن يكون مجردًا من أل والإِضافة: وهنا يكون اسم التفضيل مفردًا مُذكرًا وجوبًا، يُؤْتَى بعده بمِن الجارّة للمُفَضَّل عليه، كقوله تعالى: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}،[٧] فالمفضل عليه هنا هو نا المتكملين الجماعة وجاءت مجرورة بمن لأنّ اسم التفضيل نكرة غير معّرف بأل والإضافة، قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}،[٨] والشاهد أن الله المفضّل عليه في الآية، جاء مجرورا بمن لأن أسم التفضل أحبّ جاء نكرة غير مضاف ولا معرّف بأل التعريف.
  • أن يكون اسم التفضيل معرفًا بألْ: وهنا يكون مطابقًا لموصوفه، ولا يُؤْتَى معه بِمِن الجارّة، مثل: محمد الأفضلُ، وفاطمة الفُضْلى، والزَّيدان الأفضلان، والزيدوان الأفضلون، والهِنْدات الفُضليات، أو الفُضَلُ.
  • أن يكون مضافًا: فإذا كانت إضافته لنكرة: لزم الإفراد والتذكير والتنكير، ولزمت المطابقةُ فى المضاف إليه، نحو الزيدان أفضل رجلين، والزيدون أفضلُ رِجال، وفاطمة أفضل امرأة. أما إن كانت إضافته لمعرفة: جازت المطابقةُ وعدمُها، كقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا}،[٩] والشاهد هنا أن أكابر جاء نكرة مجمع مذكر، وعرّف بالإضافة إلى نكرة جمع مذكر معرّة بالإضافة إلى الضمير ها. أمّا قوله: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}[١٠]، فاسم التفضيل أحرص جاء نكرة معرّف بالإضافة إلى معرّف بأل، وجاء مفردًا مذكرًا، في حين جاء المضاف إليه جمعًا.

أمّا عمل اسم التفضيل فيكون أغلبه في رفع الضمير المستتر مثل: "جارك أَكرم منك" ففي أَكرم ضمير مستتر هو يعود على المبتدأ. وقد يرفع الاسم الظاهر أَحيانًا إذا صحّ إِحلال الفعل محله مثل هذا التركيب: "ما رأَيت رجلًا أَحسن في عينه الكحلُ منه في عين زيد" وهو تركيب مشهور في كتب النحاة، واسم التفضيل فيه مسبوق بنفي، ومرفوعه أَجنبي عنه، وقد جاء مفضَّلا مرة "الكحل في عين زيد"، ومفضَّلا على نفسه مرة "الكحل في عين غير زيد"، ومثله يقال: رأيت جميلا أجمل منه أبوه. هذا ولا يتقدم معمول اسم التفضيل عليه بحال، وتقدم الجار والمجرور المتعلقين به ورد ضرورة في الشعر على الشذوذ.[٥]

صيغ المبالغة

واحدة من المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها، وهي صيغ تشتق للدلالة على معنى اسم الفاعل، مع تقويته المعنى والمبالغة فيه، وهي لا تشتق إلا من الفعل الثلاثي، ولها عدّة أوزان، أشهرها خمسة:[١١]

  • فعّال: وهي صيغة عاملة فيما بعدها عمل اسم الفاعل فتنصب مفعولا به، مثل: علّام، وسفّاح، وأكّال، وسآّل. ومن عملها ما سمعه سيبويه من قول بعضهم: أمَّا العسلَ فأنا شرَّابٌ؛ فكان العسل مفعولا به لشرّابٌ.
  • مِفْعَال: وهي صيغة عاملة فيما بعدها عمل اسم الفاعل فتنصب مفعولا به، مثل: مِقْدَام، ومِسْمَاح. ومن عملها جملة "إنه لمنحارٌ بوائَكها، فـبوائكها مفعول به منصوبٌ لصيغة المبالغة منحار.
  • فَعول: وهي صيغة عاملة فيما بعدها عمل اسم الفاعل فتنصب مفعولا به، مثل شَكور، وأَكول، وصَبور.
  • فَعِيل: وتعمل عمل الفعل فيما بعدها، ومن أمثلتها عليم، وقدير، وسميع.
  • فَعِل: وتعمل عمل الفعل فيما بعدها، ومن أمثلتها حَذِر، وفَطِن، وفَكِه.

وهناك أوزان أخرى للمبالغة، ولكنّ استخدامها قليل؛ إذ إنّها سماعية ولا يقاس عليها، وأحيانا نُضطر إلى القياس عليها لحاجات العصر الحديث، ومنها: فاعول مثل فاروق، فِعِّيل مثل صِدِّيق، ومِفْعِيل مثل مِعْطِير، وفُعَلة مثل هُمَزة، وفُعّال مثل كُبّار.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "مستويات اللغة العربية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-08-2019. بتصرّف.
  2. "اسم زمان ومكان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبده الراجحي (2008)، التطبيق الصرفي (الطبعة 1)، عمان- العبدلي: دار المسيرة للنشر والتوزيع، صفحة 80- 81. بتصرّف.
  4. "اسم آلة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "اسم تفضيل"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
  6. سورة القمر، آية: 26.
  7. سورة يوسف، آية: 8.
  8. سورة التوبة، آية: 24.
  9. سورة الأنعام، آية: 123.
  10. سورة البقرة، آية: 96.
  11. عبده الراجحي، التطبيق الصرفي، صفحة 75.
  12. "إعمال صيغ المبالغة في اسم الفاعل"، www.art.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
5101 مشاهدة
للأعلى للسفل
×